أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الأسد يكذًب نظامه قراءة سريعة في خطاب الرئيس ... علي هاشم

بقراءة سريعة يمكن للمرء أن يستنتج بسرعة أن النظام ورأس النظام مازال يعتمد سياسة الإنكار على الرغم من أن الأزمة السورية أصبحت أزمة إقليمية لا بل دولية، فقد بيًن الخطاب إلى أن الأزمة عبارة عن مؤامرة خارجية تنفذ بأدوات داخلية ، في إشارة إلى اتصالات أطفال درعا بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومع دوائر المخابرات الصهيونية ، ليقودوا تمرداً مشبوها ضد رموز المقاومة والممانعة والوطنية الناصعة ( عكس الرمادية ) ألا وهما عاطف نجيب وفيصل كلثوم ، ورغم وقوف الشعب الوطني بجموعه الغفيرة ضد هؤلاء الأطفال الجواسيس والعملاء فإنهم ( أي الأطفال ) استطاعوا حتى بعد أن فقدوا أظافرهم ، استطاعوا أن يستمروا بتنفيذ المؤامرة فصولا متتالية ، ولسوء الحظ ، فلو كان في سوريا نظام اشتراكي تقدمي تنموي يوزع الثروة بالعدل على أبناء الوطن ويوفر لهم فرص العمل ، لما وجد هؤلاء الأطفال المتآمرون ، أياً من العاطلين عن العمل ، الذين استطاعوا تجنيدهم بمبلغ ألفي ليرة سورية كي ينزلوا للشارع ليواجهوا آلة القتل والقمع الهمجي من أمن وشبيحة وقوى خاصة وخاصة جدا
إن إنكار الأزمة بتشخيصها الصحيح يستتبع بالضرورة إنكار الحل الصحيح المستند إلى أرضية سياسية تلبي مطالب الجماهير بالحرية والديمقراطية الحقيقية وليس بخداع يسمى إصلاحا ، ليس المهم أن يعتمد النظام على معارضة (صنعت خصيصاً ) لتعطي ما يعتقد أنه شرعية لإجراءات أقل ما يقال فيها أنها موجهة للروس كي يزينوا فيها خطابهم المدافع عن النظام ولا تهتم بالداخل إطلاقا، بل المهم أن تتوجه الاصطلاحات للشعب الذي لم يعد ممكنا أن تنطلي عليه ألاعيب النظام ، مهما صفق قدري جميل ومهما بالغ بالتأييد علي حيدر
تحدث الخطاب عن مفهوم أن الخطأ الفردي لا يعني خطأ المؤسسة فإن أخطأ جندي لا يعني أن الجيش قد أخطأ ، بقدر ما يبدو هذا الكلام بسيطاً ومنطقياً بقدر ما يحمل تضليلا كبيراً
نعم الخطأ هو خطأ من ارتكبه بشكل مباشر ، لكن المؤسسة التي تضم هذا الفرد هي بالنهاية مسؤولة عن الفرد ومسؤولة عن خطئه ، وهذا عرف أخلاقي وقانوني بآن ، فمن يتعرض لظلم أو ضرر من موظف ما ، فإنه يدعي على الموظف وعلى المؤسسة بصفتها شخصية اعتبارية ، وطبيعي أن تكون درجة مسؤولية المؤسسة متناسبة مع درجة وأهمية الفرد المعني ( مرتكب الخطأ) فيها ، فعلى مستوى الجيش لا تكون مسؤولية المؤسسة عن خطأ جندي مساوية لمسؤوليتها عن خطأ ضابط أو قائد .....الخ ، هذا من جهة ومن جهة ثانية ، ينتفي خطأ المؤسسة عندما تحاسب عنصرها المخطئ وإن بقيت مسؤولة ، ولكن عندما يكون الخطأ واضحاً للعيان ولا تقوم المؤسسة بمحاسبة من قام به فهي تصبح بشكل تلقائي كأنها من قام بالخطأ بشكل مباشر وشريكة به ، فأين محاسبة من قتل الناس وأين محاسبة من داس على أجساد البشر وعلى رؤوسهم وهو يهتف ( شبيحة للأبد......) وقد عرفوا بأسمائهم ، إن عدم محاسبة هؤلاء تعني ببساطة الموافقة على أفعالهم وجرائمهم بل والمشاركة فيها
نقطة أخيرة ومهمة ، قال الأسد في خطابه أن قوى المؤامرة راهنت على الثورة الشعبية التي ظنوا أنها ستتعاظم بسرعة واستمروا بذلك حتى ما بعد رمضان ، بعدها انتقلوا للعمل المسلح .......والسؤال الذي يطرح نفسه فوراً طالما أن الأسد يعترف أن الثورة بقيت شعبية حتى ما بعد رمضان أي قرابة الخمسة أشهر ، فأين كلام أبواق النظام وإعلامه عن العصابات المسلحة منذ اليوم الأول ، و ماهو تبرير تلك العمليات العسكرية المعلنة قبل رمضان على درعا ودوما وجسر الشغور والقصير و......و..... التي وصلت ضحاياها آنذاك إلى أكثر من خمسة آلاف شهيد مدني
أليس هذا تكذيباً لرواية النظام عن العصابات المسلحة منذ البداية ، ألم يضع الأسد - وبزلة لسان – حذاءه في أفواه أبواقه وإعلامييه ومستأجريه اللبنانيين وفي مقدمتهم ناصر قنديل ووئام كذاب وميخائيل عوض و..... والقائمة تطول


(101)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي