.
تناولت في الجزء الاول تقسيم تاريخ جماعه الاخوان المسلمين في سوريا الى ثلاثه مراحل :
1- المرحله الاولى من فتره التأسيس حتى ثمانينات القرن الماضي
2- المرحله الثانيه مرحله أحداث الثمانينات وما بعدها
3- المرحله الثالثه عند قيام الثوره السوريه .. وقد تناولت بالتفصيل الحقبه الأولى والثانيه
وأما المرحله الثالثه :فهي تبدأ بقيام الثوره السوريه حيث وجد الأخوان فجأه أنفسهم أمام ثورة هم بعيدون عنها كل البعد ،فقد فجر الثوره شباب صغار بعضهم يملك انطباعاً سلبيا ًعن الأخوان وآخرون لا يملكون عنهم أي معلومات... فتذكر الأخوان أنفسهم يوم فجروا الثوره الأولى وقدمو الآلاف بين شهيد ومعتقل ومشرد ولم يجنوا أي ثمره.... بل على العكس ...ُحمِلوا أوزار حقبه سوداء كانو فيها اكثر الضحايا .
بعد هذا الحدث الجلل(انطلاق الثورة السورية ) حاولوا تجميع ما تفرق من أعضائهم في الشتات ليواكبوا رحل الثوره ،فلم يجتمع لهم كيانٌ قويٌ رائع التنظيم والتنسيق والعطاء كما كان سابقاً ، بل ظهر كيان مترهل تطغى عليه ولو بغير قصد روح إثبات الوجود والظهور على روح العمل الجماعي لمصلحة الأمة.
فنحن لا نعرف كيف تدار دفه الامور داخل الجماعه ولكنا كراصدين محبين نقرأ هذا وأما راصدوا الأخطاء فيقرؤون أسوء من هذا بكثير .
إن الشباب الثائر في سوريا تستفزه الهياكل النمطيه المتكلسه التي يصعب فيها بث روح النهوض الوثاب الذي يعتمد على حيويه وديناميكيه وتنوع انماط المعرفه للأجيال الشابه ... فإن لم يتم استقطاب هذا الشباب بما يلفت نظره بالإعجاب أولا، ويلبي طموحه ثانيا ،فستتلقفه أيد أخرى ..خاصة ..كما أسلفت أن هذا الجيل يحمل معظمه فكرة سلبية عن الأخوان أو أنه على أحسن تقدير ينظر إليهم من خلال مجهر متفحص يرسم صورتهم في مخيلته عبره ..
فالأوضاع الراهنه صعبةٌ على المتمرسين في فن السياسه وأما القادمه فهي أصعب بكثير وأعتقد أن الأخوان المسلمون يظلمون أنفسهم إن هم خاضو التجارب بهذه الهيكليه في هذه الفتره الحرجه حيث فرص النجاح في إيصال البلادإلى بر الأمان ضعيفه ، والمنظار المكبر مسلط عليهم بشدةٍ ليرصد الخطأ الصغير فيضربه بعشرٍ والكبير بمئةٍ أو بألفٍ لذا فمن الأفضل قبل فوات الأوان إعادة البرمجه بطريقه مختلفه تماما تعمل على :
• ترسيخ قانون الحريات العامه الذي من خلاله تعود الجماعه لتنشط بحرية في سوريا وتبني المجتمع عبر بناء الفرد الصالح والذي كان من أسمى أهداف الجماعه و قد أبدعت فيه من قبل وأثبتت نجاحها الباهر، بعكس العمل السياسي المباشر المحفوف بآلاف المخاطر ..
• الزج بالافراد الصالحين المميزين الذين تربوا على فكر هادف ليخوضوا العمل السياسي بحرفية وينخرطوا ضمن أحزاب غير مؤسسة وفق مرجعية دينية ،فيكون الاحتكاك والاندماج على أشده بين أفراد المجتمع مما يقود إلى نشر الفضيله والصلاح على نطاق واسع ويسرع في عمليه اجتثاث الفساد ، وبهذه الطريقه تتجنب الجماعه الانحصار والتقوقع في زاويةٍ واحدةٍ حيث تسلط الأضواء على كل خطأ لكل فرد ..
وأعتقد أنه في حال عودة الجماعه للفكر الأصيل القائم على إصلاح الفرد والمجتمع والتجرد من حرص بعضهم الحالي على المصالح الضيقة والنظرة القصيرة الأمد فإن الحظ سيحالفها في نهوض عظيم ..
وإما إن بقيت متمسكة بهذا الخط وهو جني الثمار عن طريق الخط السياسي فقط فإنها ستكون كأي تيار سياسي آخر معرض للفشل أو النجاح وربما فرص النجاح لديها ضعيفه أكثر من البقيه لكون المرحله قاسيه وحرجه ولكثرة المتربصين.بها وعندها لن تسيئ الى الإرث السامي لها فقط ، وانما ستسيئ للإسلام كله وأسال الله أن يرزق الجميع الإخلاص وحب العمل المستتر – كالجندي المجهول – واحتساب الأجر على رب العالمين وعندها لن يضيع الله عمل عامل منهم في الدنيا والآخرة .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية