الحمد لله و الصلاه على سيدنا محمد و بعد:
هذه الثورة المباركة ستنتصر بإذن الله و من يشك في ذلك فليُراجع يقينه و إيمانه و وطنيته... هذه الثورة التي سماها البعض بالإسطورية, ثورة شعب مؤمن, ثورة شعب صامد, ثورة شعب قام كماردٍ جبار يريد حريته و كرامته, يريد الابتعاد عن هذه الحمأة الآسنة التي اوصله إليها آل الأسد و طائفتهم... فما الأسباب التي ستؤدي إلى انتصار هذه الثورة؟ و أنا على يقين من هذا إن شاء الله.
أولاً:
إرادة الحياة, إرادة الحرية, إرادة الكرامة, الإيمان الراسخ و اليقين الثابت بأننا على حق و أننا ماضون نحو النصر للتخلص من سنوات الذل و المقت و الإرهاب. هذا الشعب ثار و ليس في يده إلا يقينه و إيمانه بالله و إرادة النصر أو الشهادة. ولذا كان اول شعار رفعه " يـــــا الله مالنا غيرك يــــــا الله" رغم – لانقول المجازر- بل الكوارث التي أنزلها هذا – الأبله- و عصابته...
ثانياً:
حب الشهادة: كان خالد رضي الله عنه يقول لأعدائه: " جئتكم –والله- بقومِ يحبون الموت كما تحبون الحياة..." و هؤلاء شبابنا يعرفون أنهم مقدمون على الموت و على الشهادة, و مع ذلك يندفعون غير آبهين لقوة عدوهم ولا لجبروته و وحشيته و عدم أنسانيته, يُصاب أحدهم إصابة قاتلة و يعرف أنه ميت لا محالة و مع ذلك يبتسم و كأنه يقول "وعجلت إليك ربي لترضى" استوى في هذا شبابهم و شيبهم و نسائهم و أطفالهم, و الأمثلة كثيرة لا تُعد و لا تُحصى...
ثالثاً:
إرادة الثأر عند كل ثائر: رجل استشهد أولاده, امرأة تيتم أطفالها أو ثكلتهم, شاب فقد أخاه أو أباه أو صديقه... فعزم كل فرد في سوريا على الثأر لهؤلاء الشهداء. سنبكيهم بكل مهندٍ, بل بكل مدفع, بكل رشاش, بل بكل صاعقة و عاصفة. والله سنثأر لهم, والله سنثأر لهم, ســـنثأر لكل قطرة دمٍ أرقتها –أيها الأبله.
ســـنثأر لكل عرضٍ أهدرته...
ســـنثأر لكل شهيدٍ قتلته أو عذبته أو حرقته...
ســـنثأر لكل بيـــتٍ أحرقته أو دمرته...
ســـنثأر لكل كرامةٍ أهدرتها أنت –أيها الأبله- و أبوك الطاغية.
و أولا و أخيراً, ســـنثأرلديننـــا و إســـلامنا و قـــرآننا و مســـاجدنا...
ظن هذا الأبله و من قبله –أبوه- الطاغية أنهما آلهة (لا اله الا بشار), وهذا وحده سيؤدي به إلى نهايته بإذن الله, ففي الحديث الشريف القدسي: " الكبرياء رِدائي, فمن نازعني إياه قصمته" و لنا في قصة فرعون خير مثل: " أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكالَ الآخرة و الأولى"
خامساً:
وعد الله لنا بالنصر... "وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرضِ... و ليمكنن لهم دينهم... و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا"
سادساً:
مكانة الشام و أهلها و حب رسول الله صلى الله عليه و سلم و دعاؤه لها, وسماها أرض المحشر و قال لأصحابه خاصة و للمسلمين عامة "لا خير فيكم إذا فسدت الشام" و بشرَ بأنه سيكون فيها انتصارات عظيمة... هذا البلد الذي منه انطلقت الفتوحات لجميع العالم الإسلامي و لإسبانيا, انطلقت منه جيوش الفتح للسند و الهند و خراسان و جمهوريات الاتحاد اللسوفياتي سابقا و شمال افريقيا...
سابعاً:
وقوف الشعوب الإسلامية و العربية كلها معنا –إلا أولئك الطائفيين- الذين فازوا بلعنات الله و الشعوب و هم يقفون مع هذا الأبله الطاغية, و هنا لابد لنا من مبدأ "من لا يشكر الناس لم يشكر الله" أن نشكر كل الشعوب العربية و الإسلامية التي آزرت ثورتنا و نشكر خاصة الملك عبد الله خادم الحرمين الشريفين و أمير قطر.
إننا نكتب انتصاراتنا لا بحروف من ذهب و لا بحروف من نار و لا بحروف من عرق و تعب... إننا –والله- نكتب هذه الثورة و النصر بحروف من دم الشهداء و بآهات أطفالنا الذين عذبهم هذا الأبله و زبانيته, و بشهقات الحرائر و هن ينتحبن على أحبتهن, إننا نكتب هذه الثورة و هذا التاريخ ببسمة الأمل: أمل الحرية و الانعتاق من الذل و القهر و العبودية و الديكتاتورية.
ثامناً:
قال الله تعالى:"و بشر الصابرين", "إن الله مع الصابرين", "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب". وهل هناك أعظم من صبر أهل سوريا, هل هناك أعظم من هذا الصبر على آلاف الشهداء و عشرات الآلاف من السجناء المعذبين, وعشرات الآلاف من المشردين و النازحين... هل هناك أعظم من هذا الصبر على فقد الأحبة و المال و الأهل و الديار. ونظرة إلى حمص الحبيبة أو إلى إدلب و حماه أو قلعة المضيق أو الحولة... –ماذا سنعد و نعد؟- تبين لنا مقدار الدمار الهائل الذي أنزله بنا و بوطننا الحبيب سوريا هذا الأبله الخائن حتى أصبحت مدن سوريا كستالين غراد في الحرب العالمية الثانية. جار أبوه المجرم فدمر حماه و فتح له طريق الاجرام و أتى هو ليدمر ما تبقى من المدن السورية.
تاسعاً:
هذه الثورة ردت الأمل لأمتنا العريبة بعد أن مزقتها الشعوبية و الطائفية الفارسية و المذهبية و خاصة بعد أن سقط العراق. هذه الثورة ردت شعب سوريا إلى مكانه الأصلي جانب أمته العربية الآن و في المستقبل يقف ضد أعداء الأمة الإسلامية و العربية و من هنا هذا الموقف الاستراتيجي لموقف دول الخليج إلى جانب هذا الشعب الصابر العظيم...
عاشراً:
وأخيراً بدأ باستلام راية الكفاح و الثورة إلى جانب هذا الشعب العظيم جيشه الحر و بدأ أفراد الشعب زُارفات و وحدانا في التطوع في صفوف هذا الجيش, و بدأت الطلائع و الأنتصارات في جبل الزاوية و ديرالزور و حمص و حماه و الرستن و ريف دمشق, و بدأت الثورة تدك معاقل الخونة و الطائفيين و المرتزقة.
و إن الفــــــجر ليبـــــزغ... و إن الصبــــح ليطـــلع... "ألــيـــس الصبـــح بقريــــب"؟
لهذه الأسباب... ستنتصر الثورة السورية

كاتب من كندا*
زياد محي الدين
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية