تنصيب الرئيس و فوبيا الاختيار في مصر ... محمد خطاب


اقتربت الساعة التي ينتظرها كل مصري داخل البلاد وخارجها .. ساعة انفراج الستار عن قائد المرحلة القادمة الأصعب في تاريخ مصر بعد حكم أنهك مصر أكثر من ثلاثين عاما أعقبته ثورة و اضطرابات استنزفت الاقتصاد و شابها انعدام الأمن في الشارع و ارتفاع تكاليف الحياة بما يتنافي مع مبادئ ثورة 25 يناير .. القلوب معلقة بالحاكم القادم لينتشل البلاد من داءها العضال .. كان الأمل كبيرا في أن يكون الرئيس معبرا عن الثورة و آمال وطموحات شعب صبر طويلا ليجد انه أمام كارثة حقيقية .. و أنه مطالب بالاختيار بين مرشحين أحلاهما مر و علقم وهما : أحمد شفيق ابن المؤسسة العسكرية و ربيب عصر مبارك ورفيقه أيضا ، أما المرشح الآخر : محمد مرسي ربين نظام الإخوان وصنيعة مرشدها و التي ولاء كل فرد فيها بالدرجة الأولي لأفرادها قبل أن يكون للبلاد ، لو كنت مكان الشعب المصري الحالم المتطلع لغد منير لا مكان فيه لذل أو عبودية ماذا تفعل ؟ هل تستحضر عصر مبارك ممثلا في شفيق ؟ ، أم تدخل تحت عباءة مرشد الإخوان متمثلا في مرسي ؟
الشارع انقسم إلي ثلاث تكتلات : رافضة ، مؤيدة لشفيق ، مؤيدة لمرسي
الرافضة أخذت قرارها إما بالمقاطعة أو الذهاب للجان لإبطال صوتها ، المؤيدة لشفيق ومنها المغرر من الشعب و من خلفهم فلول الحزب الوطني الذي ترك لهم الحبل علي الغارب كي يعيثوا الفساد بالبلاد حتى بعد الثورة ، أما من يؤيد مرسي ينحصر في تيار الإسلام السياسي والكل يتعامل مع الجولة الأخيرة علي أنها الفرصة الأخيرة لإثبات الوجود ، و هو ما ينذر بمواجهات قد تكون دامية في بعض الأحيان نظرا لحالة الاستقطاب الشديد التي تعيشها بلاد تتلمس طريقا للحرية ، المجلس العسكري ليس بريئا من الحال الذي وصلت إليه البلاد والصور التي نشرت لمبارك في المركز الطبي وهو يعيش وكأنه في القصر الجمهوري وليس سجينا أجرم في حق الشعب بجانب كل القضايا العالقة كملف شارع محمد محمود و ماسبيروا و موقعة الجمل وغيرها من الملفات مجهولة الحل و الفاعل يغذي حالة من الاحتقان ويزيد من سيناريو المؤامرة لدي عقل الشعب المصري و قد يدفعه للانفجار قبل إسدال الستار علي مرحلة دامية صاحبت ثورة 25 يناير حتى الآن .
لا يطفئ النيران في قلوب المصريين تلك الوثيقة الحمقاء التي تدعو وثيقة القوي المدنية التي وضعتها أحزاب لا وجود لها في الشارع و لا ثقة للناخب بها و ساسة أرادوا التلميع والظهور كأبطال و هي وثيقة لا تقل تفاهة وإثارة للجدل عن نظيرتها وثيقة السلمي التي ذهبت إلي مزبلة التاريخ ! نسوا السادة زعماء الأحزاب الكارتونية أن الشعب بلغ سن الرشد وعليه أن يصنع حريته بيده ، أما قفصا من الحرير يسجن نفسه داخله أو فضاء واسعا يعيش فيه حرا طليقا .

(113)    هل أعجبتك المقالة (98)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي