انان يعبر عن صدمته ازاء مجزرة الحولة لدى وصوله دمشق

السيد عنان: مأساتنا معك، كما هي مع النظام الأسدي، وبيدل الحل الصحيح!‏ مبدئيا أقول بأنك لست غبيا ولا جاهلا بأمور النظام الأسدي والوضع السوري بالتأكيد، بل أنت عالم وفاهم ‏ومُدرك لأبعاد وحقائق الأزمة السورية!‏ ولكنك قدمتَ – أو أُرسلتَ – إلى دمشق، لا لمعالجة أزمة الشعب والنظام، بما تقتضي مصلحة الشعب – ‏وهو الحل الأساس في كل صراع بين الشعب وأي نظام قائم عليه – ولكنك قدمت لمساعدة النظام في إيجاد ‏حلول تضمن بقاءه في السلطة إلى ... أجل غير مسمى ترضاه مراكز قوى عالمية هي أسيرة وخاضعة ‏ومنبطحة لدولة إسرائيل والصهيونية العالمية من ورائها! هذه حقيقة صحيحة 100%!‏ وأعود إلى الحل غير الملائم الذي اقترحته أنت – الحلّ أبو ستة نقاط الذي لم تُنفذ أيّ منها، رغم قبول الحلّ ‏من السلطة الأسدية – وهي التي خالفته بشكلٍ إجرامي مُتزايد يوميا، وبشكلٍ مُثير للإشمئزاز مُفرطٍ في ‏الإجرام ، ومتناقض مع أبسط أسس سلوكيات أي سلطة في العالم! وإن كان هذا عجيبا بالنسبة للعالم ‏المتحضر حاليا، فربما هو غيرعجيب، وفي ذاكرتك الصراعات والمذابح الأفريقية التي جرت في \"أفريقيا / ‏كينيا / الماو ماو\" قبل عقودٍ ، والتي كانت بداياتها وبعض أسبابها ومذابحها مُشابهة لمصلحية وعقلية ‏وارتكابات النظام الأسدي التسلطية!‏ لن أدخل في التاريخ ومتاهاته، ولكني أقول لك كمواطن عربي سوري: ‏ العالم الآن هو في عام 2012، والمفترض أن هناك أسسا سياسية عالمية مُتطوّرة أصبحت بديهية، وهي ‏تحكم مُعظم دول العالم أكثر من أي وقت مضى! وإن دورك ومهمتك الان تتجسد في مرحلتين:‏ ‏1‏ إفهام النظام ، وتذكيرالقوى العالمية التي أرسلتك، أن السلطة الدستورية البديهية الحقيقية هي بيد ‏الشعب السوري - مثله مثل أي شعبٍ آخر في هذا العصر - وأن من حقه بالتالي المطالبة بسقوط ‏السلطة التي تحكمه! كما وله الحق الطبيعي بالقتال دفاعا عن النفس في حال عناد النظام ومبادرته ‏لحملات تقتيل فظيعة زادت مدتها عن 14 شهرا وذهب ضحيتها حتى الآن: 14000 شهيد، أغلبهم ‏أطفال ونساء، ومتظاهرين أبرياء لم يمسكوا سلاحا في حياتهم! إضافة إلى مئات ألوف الجرحى ‏والمعتقلين، وإضافة إلى ملايين السوريين الذين هربوا من بلادهم خشية تعرضهم للمذابح التي يقوم ‏بها – نظام الذبح والقتل والإرهاب – ضد شعبه!‏ ‏2‏ يتجسد الحل الوحيد المنطقي العادل في تقديم خيار للسلطة الأسدية لقبول مطالب الشعب السوري ‏طواعية! أو فرض إسقاط النظام الأسدي بالقوة بحلٍّ عسكري دولي كما حدث في ليبيا!‏ ‏3‏ ومراعاة لمزاعم السلطة السورية وروسيا والصين لها، بأنها تمثل الشرعية لحكم الشعب السوري، ‏فهناك الحلّ الذي سيُخرس جميع التقولات الكاذبة، وهو قيام الأمم المتحدة بالذات بإجراء استفتاء ‏سريع للشعب السوري لبيان موقفه الحقّ من استمرار النظام أو إسقاطه! وذلك لإيقاف صراع تمادى ‏إلى صراع مسلح بين الشعب والسلطة، بل وبدأ فعلا بخلق حالة عداء حقيقية - لم تكن موجودة - ‏ليس بين السلطة والشعب فحسب، بل تجاوز ذلك إلى بعض أطياف المجتمع السوري!‏ السيد عنان: هل تستطيع؟ هل تجرؤ على فرض الحل الذي تعلم أنت والعالم أجمع أنه الحل الوحيد، الوحيد؟ وهل تجرؤ القوى – المزعوم أنها عُظمى وكبرى – على مخالفة التوجهات الإسرائيلية الراغبة في استمرار ‏الحكم الأسدي، بل وخلق حروب أهلية في سورية ستعمل على توسيعها لتشمل المنطقة العربية المُحيطة ‏بها؟!‏ يأمل الشعب السوري نجاحك في فرض الحل الوحيد الصحيح المذكور!‏.

مصدوم... صدمه ضريب يخلع رقبتو ورقبة ابن انيسة ...... .. لعنة الله عليهم جميعا.