أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بنية الفساد و لعبة الانتخابات ... محمد خطاب


كشفت الجولة الأولي للانتخابات عن تجذر الفساد وتشعبه في التربة المصرية حتى انه يعيد تشكيل الخريطة السياسية توطئة لعودة الحكم العسكري مرة أخري علي يد الجنرال شفيق ، أثبتت الأيام أن التسامح مع الماضي في الثورات له نتائج كارثية علي مستقبل البلاد ، والثورة البيضاء أثبتت أنها كانت كذلك للفلول و كانت دامية للثوار . أثبتت الجولة الأولي أن الفساد تسرب إلي بنية المجتمع و غير تفكير المصريين بالنسبة للحرية التي باتت مستقطبة إما للتيارات الدينية التي أرهبت المجتمع بفتاوى انتخابية من الطراز الأول وبأداء خائب في البرلمان و استعراض للقوة في فترة الدعاية الانتخابية للمرسي أو ما يسمي ( الاستبن ) ، أو حكم العسكر الذي صدر كوارث طوال فترة حكمه للبلاد في عقب خلع مبارك .. بنية الفساد تلك لها صوت انتخابي يستطيع الحشد والتمويل و له آلته الإعلامية الجبارة ، وهو متشعب داخل كل مؤسسات الدولة من محليات و وزارت ورجال أعمال و تجار و شرطة وجيش و عصابات منظمة ، إنهم دولة داخل الدولة تم تكوينها علي مدار عقود طويلة وتستطيع أن تقدم وجهها القبيح وتصدير الأزمات للشعب مثل أزمة البنزين والغاز والعيش و الخطف و التصفية و الحرائق التي اشتعلت في ربوع مصر فينشأ رأي عام مرتعش يتمني أن يعيش في ظل حاكم ظالم أفضل من حرية منفلته ، كما تستطيع أيضا بنية الفساد إن تقدم الوجه الأخر المثقف الذي يبدأ عملية غسيل مخ للشعب من خلال أصحاب الياقات البيضاء في الإعلام و المؤسسات الحكومية والخاصة التي تلعب علي وتر لقمة العيش و الأمن ، يساعد تلك البنية غياب خطاب موحد للثورة و للنخبة المثقفة ، كذلك إقصاء الثوار عن الساحة بعد انتهاء الثورة وظهور وجوه قديمة من المعارضة فقدت مصداقيتها لدي الشارع السياسي . انتصرت تلك الفئة المفسدة المنتمية الي عالم مبارك بتمويل آل مبارك و أصبحنا أمام خيارين أما شفيق أو تيار ديني لا يعرف سوي التكفير للمختلف معه ، بأيهما نثق ويثق الشعب لست أدري ، ولكن ما أراه أننا نتاج لثورة جديدة تعيد إلينا الثورة المفقودة .

(99)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي