نعم، لقد فشلت جميع الحلول المحلية والدولية لإيقاف نظام القتل المجنون، الذي اتبع نظام وسلوك الفساد المُطلق في نهب خزينة الدولة وأموال المواطنين الخاصة من قبل العائلة الأسدية المجرمة!
فشلت جميع الحلول المحلية – وخاصة التي تُنادي بالسلمية والحوار ظانّين أنهم في لعبة كرة قدم!! - إلى درجة أنها أنتجت عكس أهدافها، فتصاعد القتل والظلم من أقذر نظام عرفته سورية في تاريخها، وما هو إلا عصابة من العصابات بكل معنى الكلمة! وفشلت كذلك جميع الحلول الخارجية والدولية، وذلك بسبب التأثير الإسرائيلي الصهيوني القوي لدعم عميله نظام بشار الأسد ضد الشعب العربي السوري، وهكذا تبين أن أوباما رئيس الولايات المتحدة، وكذلك رؤوساء حكومات بقية أعضاء الدول الدائمة في مجلس الأمن! ما هم إلا جبناء متخاذلون، أو متواطؤون مُشاركون في جريمة إبادة شعب عربي مسلم، ودولة قادرة - لو كان لها قيادة شريفة غير خائنة - لا على تحرير الجولان فحسب، وإنما على تحرير فلسطين بكاملها، وإعادتها إلى دولة بلاد الشام السورية!
ماذا بعد؟ هل نستمر في الإدانة والبكاء، وسبّ العائلة الأسدية، وطائفتها، ومؤيديها من – بعض قليل- من خونة التجار وغيرهم؟
هذا لن ينفع، والسكوت موافقة، يعني أنه في حال سكوت الشعب العربي السوري عن مذبحة الحولة، فستكون هناك – بالتأكيد – مذابح مماثلة مُستقبلية قريبة في دمشق وحلب وحماة وبقية المدن السورية!
لقد أوصلوا الأمر إلى أن أحد طرفي الصراع يجب أن يبقى والأخر يجب أن يُباد، ولقد فهموا هم الأمر، فقاموا اليوم بعملية إبادة كاملة بكل معنى الكلمة، وذلك كتجربة ستتكرر قطعا على نطاق أوسع في بقية المدن السورية!
لا يضحك البعض ويظن أن ذلك تجاوز غير ممكن، فلو قيل البارحة – مساء البارحة بالذات - أن نظام بشار الأسد سيفعل ما فعله في الحولة اليوم، لقوبل بالإستهزاء والضحك والقول: هل يُمكن لنظام – أي نظام - أن يقتل ذات شعبه ومواطنيه – كما حصل – ولكنه في الواقع قد حصل! وسيُكرر ما لم يهبُّ الشعب جميعه في جميع المحافظات والمدن والأحياء هبة واحدة ضد النظام للعمل على إسقاطه نهائيا، ومهما كلفت عملية الخلاص والإستقلال!!
أقترح البدء بعملية عصيان مدني شامل، فلا يخرج مواطن من بيته إلى وظيفته! ويتكفل الجيش الحر، وجماعات من شباب الأحياء، بإحراق كل محل يُفتح! وذلك في عصيان مدني مُشابه لما فعله الشعب السوري نفسه في عام 1936، ضد سلطة الإحتلال الفرنسية والذي استمر ستين يوما، رضخت الحكومة الفرنسية بعده وقبلت بمطالب الشعب وقيادتها في ذات الوقت!
واليوم يجب أن تقرر الثورة قيام الشعب بالعصيان المدني الشامل في جميع أنحاء الدولة دفعة واحدة، كما تقرر وتُعلن أسماء المحلات اللازم استمرار عملها، كبائعي الأغذية، والصيدليات، والأطباء.....
وأكرر اقتراحا كنت قد طرحته بشكلٍ يومي، بأن على كلِّ مواطن الحصول على سلاح ناري واحد أو أكثر، ويحتفظ به في بيته، وذلك للدفاع الشخصي عن نفسه وعائلته ضد كل من قد يقتحم منزله لأي من الأسباب التي تفتعلها سلطة حكومة الخيانة، وفعالية ذلك تصبح إمتناع الجنود والضباط عن مهاجمة البيوت حين يعلمون أن في محاولتهم، احتمال قتلهم أو بعضا منهم! وهو ما يحدث إطلاقا في جريمة مدينة "الحولة"!!
إننا في حالة حرب فعلية قد قررها النظام الأسدي فعلا، وقرر فيها بقاءه وحده وإبادة الآخرين، وليس لنا من سبيل للتردد، وإلا فستتعرض عائلات بكاملها إلى القبول بنتيجته وهي الموت الجماعي للصغار والكبار، وهذا مثل ما حصل اليوم في مدينة "الحولة"
ولنناقش الفكرة ونتدارسها، ولنسمع، ولنكتب ولنقرأ، أكثر ما يُمكن من الأفكار والإقتراحات، ثم نعمل بعد فترة قصيرة إلى تحديد يوم للبدء بالعصيان المدني الذي يجب أن لا يتوقف حتى سقوط النظام!
ذكرت بأن الشعب السوري قد جرب العصيان المدني ، ونجح فيه، كما جربته الهند فنال استقلالها الكامل بواسطته، وجربته جنوبي أفريقيا فنال المواطنون السود حقوقهم الإنسانية والطبيعية واستعادوا سلطتهم على وطنهم من أيدي المستعمرين البيض!
ولنبدأ من اليوم بنقاش الموضوع!
هل آن الأوان لقيام جميع الشعب بالعصيان المدني الشامل؟
المهندس سعد الله جبري
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية