كانت سهرة حواريه رائعة اصطدتها أمس وأنا اقلب قنوات التلفزيون . كانت مع المفكر العربي عزمي بشارة وهو يعطي محاضرة يحاول فيها وببراعة فائقة أفكاره المتحولة والأسلام . والملفت للنظر مستوى الحضور فبالأضافة للرئيس المرزوقى كان الشيخ الغنوشي وكان اللافت حضور بعض العمائم الى جانب الرئيس المرزوقي .انا من المتابعين للدكتور عزمي بشارة قبل أن يغادر اسرائيل .عندما كان يساريا ماركسيا . كانت الفائدة منه أكثر للشعب الفلسطيني . ولكنه أجبر أو اختار ضمنيا الخروج لانعلم المهم كانت وجهته دمشق . وهو يعلم الفكر البعثي والقومي فكانت له جولات وصولات يشرح فيها النظريه القوميه وأبعادها الأديولوجيه . واستطاع أن يجد له موضع قدم فيها . بل استاذ متخصص فيها من خلال اهداف الحزب وهي الوحدة والحريه والاشتراكيه فهذه الأخيرة تمت بصلة وثيقة للفكر الماركسي مهما حاول القوميون الباسها الثوب العربي أو تحويلها لما يناسب الشعوب العربيه . المهم استطاع هذا المفكر الماركسي أن يدخل للفكر القومي من أوسع ابوابه بل ويصبح المنظر الأكبر فيه . نعود لمفكرنا العربي الكبير وهو يناظر أمس في تونس بالسادة الكبار وقد اعجبيني طريقته بعد الأنتهاء من المحاضرة للأجابة على الأسئلة ( اقول قولي هذا وأستغفر الله للي ولكم ) وهذه تعجب البسطاء وخصوصا عندما تخرج من قومي أو ماركسي أو مسيحي . المهم في الموضوع أنه بحسه السياسي الكبير وبعد نجاح الثورات العربيه وتقدم الأسلاميين بوضوح . كان يجب عليه أن يتحول أو يتلون وما أسهلها عنده . أن الأسلام هو تاريخ العرب ومن الغلط الفصل بين العرب والأسلام . فالتاريخ العربي هو التاريخ الاسلامي . ولا مانع من أن يستلم الأسلامييم الحكم اذا اختارهم الشعب . ونسي موقفه من اختيار الشعب الفلسطيني لحركة حماس الاسلاميه . طبعا كان وقتها ماركسي ( يعني معذور ) ليس هذا هو المهم المهم كيف يجلس الأكبر منه فكرا امامه كالتلاميذ ويحاضر فيهم بموااضيع هم اقدر على العطاء فيها . طبعا لاأقصد تصغيرا له وتكبيرا لغيره بل أقصد وضع المقامات في امكنتها . والعجب العجيب أنه وبقدرة فائقة يجذب الأنظار عندما يدخل في موضوع الفتاوى والمذاهب الأحناف والشوافع . ويكتشف أخيرا أن الأسلام هو المرجعيه الثقافيه للعرب . بصراحة لاأدري هل هو تطور فكري يرسمه الواقع السياسي المتحول أم تلون حربائي تقتضيه المصلحة والبحث عن مكان في جميع التيارات ومع كل الموجات . بصراحة المشهد غير واضح .
براعة التحول والقدرة على التلون عند الكبار
هلال عبد العزيز الفاعوري
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية