لا يحتاج المتابع لمواقف نصر الله لكثير من الذكاء ليكتشف أن نصر الله وحزبه يكذبان بكثرة... فمن تأييد الثورات العربية، من تونس إلى مصر فليبيا واليمن، حيث المهرجانات وأعلام تلك البلدان ترفرف والكلمات النارية وضخ اعلامي لا مثيل له ومحفوظ في الارشيف... يقفز نصر الله إلى خلاصة السؤال المعبر عن إنحطاط فكري وأخلاقي لا مثيل لهما في الانتهازية ولعق المواقف والبصق على غيرها: الربيع العربي مؤامرة!!
كيف ذلك؟
لا ندري!
محبي نصر الله ومريدي مواقفه يمكنهم أن يجيبوا على سؤالنا عن لعق المواقف... كيف كانت ثورات يؤيدها نصر الله ويخطب ودها بل ويعتبر نفسه قائدا في جعبة الولي الفقيه في "الصحوة الاسلامية"(كما يطلق عليها تلفزيوني العالم وبرس تي في)... ثم مؤامرة؟ هل كان نصر الله يعلم بالمؤامرة ويشارك فيها؟... البعض يعتقد أن مسائلة نصر الله أمر ممنوع... كونه مقدس... وشخصيا لا أجد شيئا مقدسا بالرجل صاحب السياسة الوظيفية التي لا تختلف عن المهمة الوظيفية لعصابة الحكم في دمشق...
ما الذي نكتشفه في الخطاب الناري لنصر الله وحزب الولي الفقيه عن الثورة السورية؟
أمر بسيط جدا... العصابة الحاكمة في دمشق تعيش مأزقا تحتاج فيه لكل أدوات محاولة إقناع السوريين قبل غيرهم بأن ملايين السوريين الآخرين هم "عملاء" ومنفذي "المؤامرة"... يستجدي نصر الله الشعب السوري منذ اليوم الأول لحديثه عن سوريا "للإلتفاف حول رئيسهم الممانع والمقاوم"... ثم اعتقد في فترة لاحقة أن عنجهية قوة نيران الدبابات والطائرات يمكن أن تسمح له أن يقول: ما في شي بحمص شوية رصاص! وتوظيف القدرة الخطابية والاعلامية، حيث وقعت صحيفة الاخبار اللبنانية في فخ طائفي قذر،لاضفاء صبغة طائفية على الثورة السورية بالايحاء للسعودية والوهابية تارة وأخرى استلهام الموقف من الملا لافروف!!
من ناحية أخرى ما نحن أمامه مثير للدهشة،من منا مثلا نسي دور الشعب السوري في ايواء المهجرين اللبنانيين من قرى الجنوب ابان عدوان 2006؟ ومن منا نسي الدور العربي، والخليجي والقطري تحديدا في اعادة تعمير لبنان ( صمت الرفاق في الأخبار صمت القبور حينها عندما تحول امير قطر الى امير المقاومة والبترودولار إلى جهاد وعقيدة!!).. فما يقوله نصر الله كذب بكذب وتغييب لمرحلة تاريخية لا يمكن محوها بالتمني أو الايحاء بأن طهران لم يكن لديها سوى لبنان... وبأن قطر مثلا لم تدفع مالا كالمال "الايراني الشريف بتوجيهات الولي الفقيه!"..
حبل طويل من الكذب والمتاجرة...
حزب الله وأمينه العام يؤشران إلى مدى البؤس الذي وصل إليه نظام فاسد ومفسد وسفاح في دمشق بخياراته التدميرية بحق سوريا حيث يغيب ولأول مرة تعبير "عملاء اسرائيل والموساد" ويغيب أي اتهام لاسرائيل فيما يجري من تفجيرات... وبدوافع الشك لا يمكن لنا تغييب تفاهمات ما تحت الطاولة يستفيد منها الصهيوني في تدمير سوريا البلد وتخريب النسيج الوطني حيث تظن العصابة الحاكمة وأدواتها بأن التسويق لشعارات الممانعة ستنسينا أن مفاوضات كانت تجري في 2010 بوساطة اردوغان... أمر مضحك فعلا.. وسنرى المزيد من الانهيارات والانحدار في مواقف نصر الله حيث يظن أن الغاية تبرر الوسيلة لبقاء بشار كسفاح يحكم بقوة النار والمذابح المنسوبة لمجهولين مرعبين: القاعدة!! فمن كان يرسل الارهابيين للعراق؟
ليس مستحيلا معرفة بصمات القاعدة في سوريا، لأن ما كان يجري في العراق خطط في الشام... وما جرى في بيروت 2005 كان أيضا في الشام.. ولمعرفة المزيد يمكن العودة الى ارشيف المالكي واركان عصاباته لمعرفة من كان يرسل المفجرين الى العراق.. أما السؤال عن سر الترابط بين الثلاثي في بغداد ودمشق وضاحية بيروت الجنوبية... فهذا سؤال يحمل الكثير من الشك واليقين... فقط حين نعرف كيف صار العميل للأميركي أحمد الجلبي "جيفارا العرب" في مهرجانات الحزب الالهي سنعرف تفاصيل القصة الكاذبة والمخادعة في تجارة الدم..
النظام السوري ساقط مهما حاول هؤلاء، وستتكشف لنا تلك الأمور التي ينفيها بكل سذاجة وحماقة أبواق بشار... لكن إلى حين سيكون هؤلاء أمام خيارين: إما سقوط بالحفاظ على سوريا البلد والشعب... أو سقوط يخدم الصهيونية... و خيارات الأسد وأتباعه هي الكذب على الذات في الثاني وهما في خلط الأوراق وإعادة المجتمع السوري في ظل عصابات وفرق موت ترفع أخس الشعارات بحق شعب ثائر وصامد وحده طيلة عقود من الزمن!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية