أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لعبة الأغبياء .. لماذا تحقد النخب اللبنانية على سوريا

تأسست في الأردن شبكة إعلامية حديثة ، أخذت على عاتقها لا أقول مناهضة الشعوب ، وإنما مساندة الديكتاتوريات ، وهي (شبكة الوحدة الإخبارية) وهدفها مناهضة ما سمته سيطرة (الميليشيا الإعلامية) فلا أدري لماذا لم تؤسس إبان ثورة تونس أو مصر أو حتى ليبيا ، ولا أدري ما هي علاقة (الوحدة) بالنظام السوري ؟ فالوحدة هي شعار كل الأنظمة ، ولم يحقق أي نظام شعاره ، فلم يظل هذا النظام وحده وحدويا وغيره انفصاليا ؟. إن هذا العوج في الممارسة الإعلامية ، لا يشبهه إلا حديث حرب / هزيمة / نكسة حزيران عام 1967 فقد هزم فيها عبد الناصر الذي خسر سيناء كاملة ، والحسين الذي خسر الضفة الغربية بما فيها القدس ، والأسد الذي خسر الجولان ، ولكن الإعلام الأعوج ، جعل الحسين والأسد عميلين امبرياليين صهيونيين خائنين منهزمين ، وجعل عبد الناصر بطلا قوميا عربيا منتصرا ، وهم في الهواء سواء وخريجو مدرسة واحدة .
ولهذا فسرعان ما تلقفت الشبكة مقالات الذين لا يدافعون بكل فظاظة عن آخر معقل من معاقل الديكتاتوريات في العالم فحسب ، وإنما مقالات الذين يحرّضون بكل صفاقة على قتل الشعب السوري بدم رائب . فقد صار معروفا أن أبرز ضيوف الفضائيات هم الإعلاميون اللبنانيون ، الذين يقفون مع النظام ، ويشاركونه في سفك الدم السوري ، ويدافعون عنه باستماتة أكثر من أبواقه من السوريين ، الذين لم يعودوا يتبجحون بالدفاع عن النظام بهذه (البجاحة) ..
ومن ذلك ما نشرته الشبكة لـ (د. غادة اليافي) بعنوان (لماذا انقلبت تركيا وقطر على سوريا) وهو مقال يطفح بالأكاذيب المتعمدة والمغالطات الفجة ، ويحتاج الرد عليه إلى مقالات ، وبما أن بعض ما فيه لا يتعلق بسوريا مباشرة ، فسأكتفي باقتطاع ما يتعلق منه بعداوة النخب اللبنانية للشعب السوري ، ثم أرد عليه ..
1. تقول د. غادة اليافي : (وسبب بداية الأحداث من درعا لان المشروع كان يقضي بترحيل كل أهالي درعا من الجنوب السوري بشكل نهائي) تريد أن تقول إن أهل درعا أغبياء ، لأنهم بزعمها لا يعلمون ما يحاك لهم ، بسلامة نظامهم الحريص عليهم !. وبأن الأردن غبي ؛ لأنه لم يفطن إلى أنه سيكون وطنهم البديل . والحقيقة أن أحداث درعا لم يكن لها أي بعد سياسي ، ولكن غباء النظام هو الذي فاقم الأمر ، فلو تعامل عاطف نجيب مع وجهاء درعا بأدب أو دبلوماسية ، لوقف الأمر خلال ساعة واحدة . ولكن إما أنه لا يمتلك هو ونظامه ذرة خلق أو أدب أو عرف دبلوماسي ، أو أنهم جزء من المؤامرة ، كما ستقول الكاتبة بعد قليل . ولأنه نظام غبي أو متآمر ، فقد عامل الناس بهذه القذارة ؛ ليفجر الثورة في المكان غير المناسب . للقيام بضربة استباقية في أضعف نقطة في الوطن ، فلا تقوم لغيرهم قائمة ، ولكن عنترة كان أذكى منهم ، ورد الله كيدهم ، ويمكرون ويمكر الله .
2. وتقول : (... هكذا بدأت الأحداث في درعا مع فشل الدعوات عبر الإنترنيت كما حدث في مصر فبعد دعوتين لم يخرج اي متظاهر في سوريا بدأ تشغيل التظاهر قسراً) وفعلا لم يستجب أهل درعا لهذه الدعوات ، لأنهم لم يسمعوا بها ، ولم تكن عندهم نية للثورة .. ولم يكن هدف مظاهراتهم القيام بثورة ، وإنما ثار وا لشرفهم وكرامتهم التي لا يمتلك النظام منها شيئا . وربما قام النظام بجرح شرف أهل الشرف ليثيرهم ، وقد كان ، وليقمعهم وهو ما لم يكن . ولكن من الذي بدأ بتشغيل التظاهر قسرا ؟. أتظنون أهل درعا أغبياء إلى هذا الحد؟. أم صدقتم الأنظمة بأن الثوار مدفوع لهم الثمن بالبيتزا هوت وحبوب الهلوسة؟.
3. وتقول : (فتم الحديث عن إعتقال مجموعه أطفال) وكأن اعتقال أطفال درعا في نظرها مجرد حديث لا صحة له ، وفي هذا إنكار لاعتقالهم !. وهو ما لم ينفه النظام، بدليل إعلانه عن الإفراج عنهم ، وعدم إنكار أنهم أطفال . وتصفهم بأنهم (مجموعة أطفال) وكأنهم (مجموعة كراكيب) يلعب بها أطفالها ، إن كان لها ، إن أبواق النظام لم تدافع عنه بمثل هذا الاجتراء ..
4. وتقول : (و لكن المظاهرات خرجت في 18 آذار ضد رجل أعمال سوريا, و ضد مشغل خليوي سوري و ليس مثلا ضد المشغل الثالث الذي كان من الممكن أن يكون سعودي أو قطري, و خرجت مظاهرات ضد إيران و ضد المقاومة اللبنانية, فأين هي المطالب الشعبية و أين هي الإحتجاجات…؟) والحق أن مظاهرة صغيرة خرجت يوم 15 آذار ، وسرعان ما تفرقت خلال خمس دقائق . أما أن تظاهرة 18 خرجت ضد (رجل الأعمال) السوري ، فهذا تزييف للحقيقة . فعلى الرغم من أنه حول شركاته إلى (جمعيات خيرية) ثم صمت إلى الآن ، قد امتص خيرات سوريا خلال زمن قياسي ، إلا أن الناس لم يتظاهروا ضده أو ضد غيره ، وإنما ثاروا لكرامتهم وشرفهم ، أمام عصابة لا تعرف الشرف ولا الكرامة . ولم يرفع أحد في هذه المرحلة أي شعار لا عن رَجل أعمال ولا عن رِجل كرسي .. على الرغم من أن الغازات التي رميت على المتظاهرين من أول لحظة ، كانت غازات إيرانية تؤدي إلى شلل الحركة أو النطق أو التنفس . وكانت الهتافات تطالب بحرية الأطفال ومعاقبة المسيئين . وكان الشعار الوحيد هو كلمتان (حرية .. سلمية) ولكن .. لما سال الدم ، كان من الطبيعي أن تتغير المطالب والشعارات .
5. وتقول : (قد يكون من دفع للاطفال للكتابة على الجدران و من بلغ عنهم و من إعتقلهم يديرهم شخص واحد) تقول من دفع لهم وليس من دفعهم ، نفس أسلوب بن علي والقذافي ومبارك (البيتزا وحبوب الهلوسة) نحن لم نسمع بمن دفع لهم ، حتى النظام لم يتكلم عن هذا ، لو قالت الكاتبة دفعوا للثوار (العصابات المسلحة) فربما تصدق ، أما أن يدفع للأطفال فلماذا ؟. نحن نعرف من اعتقلهم فقط ، وهو (لؤي العلي) رئيس قسم الأمن العسكري بدرعا ، فهل (لؤي العلي) هو الذي دفع لهم ثم بلغ عنهم ثم اعتقلهم ثم عذبهم ثم أهان أهلهم ، كل ذلك لمصلحة أمريكا التي تديره ؟. وهل هو جزء من المؤامرة الكونية على سوريا؟. وهل الرئيس الذي مازال يطلق يده هو جزء من المؤامرة أيضا ؟. وللحقيقة فإن لؤي العلي ومحافظ درعا هما من أهان الوجهاء ووجه إليهم الكلام الحقير ، وليس عاطف نجيب ، كما هو الرأي السائد .. وعاطف نجيب هو خير مسؤول أمني جاء درعا ، والذين هتفوا ضده هم المهربون الذين رفض أن يتعامل معهم منذ وصوله إلى درعا ، وتابعهم بعض من لا علم له بالأمر ..
6. وتقول : (فلم تتحدث السلطات السورية عن هذه القصة) لأن السلطات السورية ، كما قالت الكاتبة ، هي جزء من المؤامرة على نفسها !. سلي السلطات السورية لمَ لمْ تتحدث ؟. لمَ هي متآمرة على نفسها ، بسكوتها عن بعض جوانب القصة؟. هل كرهت الأجهزة الأمنية نفسها ودورها الحقير ، ولم تعد تطيق الاستمرار في هذا الدور الواطي بعد أربعين سنة ، فهي تتمنى من يثور عليها ويفككها لينام أفرادها براحة مرة واحدة ، فهل لهذه الأجهزة دور في اختلاق هذه الأزمة ؟..
7. وتقول : (ولكن هذه القصة التي كان من المفترض أن تكون سبب الإحتجاجات, لم يتم التطرق لها بأي إحتجاجات) أي قصة كتابة الشعارات على الجدران وسجن الأولاد والمطالبة بحريتهم ، نعم صحيح ، الشعارات لم تطالب بالإفراج عن الأطفال ؛ لأن كتابة الشعارات ليست هي القصة ، ولأن الأطفال أنفسهم لم يعودوا هم القصة . إن أمرهم أخذ بعدا يتعلق بالشرف والكرامة ، فكانت قصة شرف وكرامة ، ولم تعد قصة احتجاجات وأطفال ، ولم يكن أحد يدعو إلى الثورة ، فقصة الاحتجاجات لا وجود لها إلا في خيال الكاتبة ، والشرف والكرامة كالاستقلال والحرية : تؤخذ ولا تعطى . وأطفال درعا الذين كتبوا الشعارات لم يكونوا متأثرين أبدا بشعارات الثورات العربية ، التي كانت تملأ الفضائيات ، كما يزعم بعض السوريين المتعاطفين مع الثورة السورية ، ممن لا علم لهم بالواقع ، ولكنهم كانوا يظنون أن ما يرونه على الفضائيات ألعاب (بلاي ستيشن) جديدة ، فما كان يجري بين رجال الأمن والمتظاهرين في تونس ومصر كان أشبه ما يكون بأفلام الكرتون . والدليل أن أطفال (مدرسة الأربعين بدرعا) الذين اعتقلوا وكانوا شرارة الثورة دون قصد كانوا يلعبون في باحة المدرسة لعبة (الشعب يريد إسقاط النظام) فلما سمعهم المدير المرحوم (عليوي القطيفان) الذي قنصه مجرمو النظام في اجتياح درعا الأخير بتاريخ (14 / 3 / 2012) أمام باب منزله . أسرع إليهم وقال لهم يا أولاد تعالوا نلعب لعبة (الشعب يريد إسقاط المدير) وأعجب الأولاد فصاروا يهتفون (الشعب يريد إسقاط المدير) وفي دقائق انتهى الأمر ، يبدوا أن السيد (عليوي) رحمه الله كان أعقل من كل قادة النظام .
8. وتقول : (و حسب الأفلام التي رفعها المتظاهرون من درعا كان هناك مشفى ميداني في اليوم الأول للأحداث في الجامع العمري, حين يطلب إسعاف شخص الى الجامع) الحق أنه لم يكن أي مشفى ميداني لا في العمري ولا غيره ، وكان الجريح يرسل إلى المشفى الوطني ، إلا بعد أن كثر القتل ، وصارت المشافي الرسمية مراكز اعتقال وتعذيب وقتل للجرحى ، والحمد لله أن الشباب تنبهوا لهذا مبكرا ، فمنذ شاهدوا الأمن يجهز على أول جريح ، ويقتل المسعفين ، هجم الشباب على المشفى ، وأنقذوا جرحاهم وهربوا بهم وصاروا يعالجون الجرحى في المنازل ، وسموها مشافي ميدانية . ويومها اتهم النظام العصابات المسلحة بمهاجمة المشفى ، فلما قمت أنا بسؤال الشباب محتجا على مهاجمة المشفى قالوا لي : صحيح هجمنا على المستشفى الوطني ، إن الأمن بدأ بتصفية الجرحى في المشفى ، ولم نتمكن من الدخول من الباب ، فهاجمنا المشفى من زاويته البعيدة عن الأمن ، وأنقذنا جميع الجرحى ، وكان هذا الهجوم بأجسادنا العارية .. ولم يتحول الجامع العمري إلى مشفى إلا حين صار القتلى بالعشرات . وكلمة مشفى ميداني كلمة أكبر من الواقع بكثير ، وكل ما وجده النظام في الجامع العمري هو عبوات مياه (ببسي كولا وسفن اب) ، وعبوتا أوكسيجين ، للمختنقين بغازات الأعصاب الإيرانية .
9. وتقول : (و من اليوم الأول كان هناك شخص واحد يرفع الأفلام على الإنترنيت و ليس تصوير أفلام من قبل محتجين و رفعها؟) نعم هذه هي أول كلمة صحيحة في المقال . كان شخص واحد ، وهو الأستاذ (أيمن الجهماني) مراسل وكالة رويتر المعروفة ، وهذه ليست أفلاما ، ولكنها جزء بسيط من الواقع ، ولم تزل أكثر الوقائع في أرشيف الأستاذ (أيمن) ؛ لأن أبطالها رهن الاعتقال أو يخشى عليهم ، فهو يدخرها لوقت زوال الخطر . وعندما ظهر أثر هذا الإعلام ، قامت بعض شبكات الأخبار بتزويد المحتجين بكاميرات وهواتف حديثة ، وبدأ شهود العيان ينتشرون .
10. وتقول : (من اليوم الأول بدأت أعمال تمثيل لأفلام. في اليوم الأول للأحداث سقط مدني و ما يزيد عن 25 رجل أمن) إن كلمة (الأفلام) في الفقرة السابقة حقيقية ، فهناك من يصور ويرفع صورا حقيقية ، أما هنا فكلمة الأفلام تعني الفبركة والكذب ، نعم بدأ النظام يفبرك أفلامه ولكن من اليوم الثالث لا الأول ، ففي اليوم الأول أعلنت بثينة شعبان أن مطالب أهل درعا محقة ومشروعة ، وأن شهداءهم شهداء الوطن ، ولكنها في اليوم الثالث تراجعت عن كلمة شهداء ، وأعلنت عن وجود مسلحين ، وهم الذين أظهرتهم الفضائية السورية ، في فيديو تم تمثيله أمام منزل الشيخ عبد العزيز أبازيد في درعا الكرك ، وسيأتي الحديث عنه عند مقابلة من سمته (الرئيس) لمن سمتهم (قادة العصابات المسلحة) أما من استشهد في اليوم الأول فقول الكاتبة غير صحيح ، ففي اليوم الأول سقط مدنيان فقط (من آل عياش وآل الجوابرة) وجاء رستم الغزالي وآخرون لديوان الجوابرة ، فاستقبل من بعضهم بحفاوة ومن بعضهم بالرفض ، فخشي من مثلها عند آل عياش ، فلم يذهب بل خرج يهدد . ولم يسقط في هذا اليوم أي رجل أمن . وفي اليوم الثالث ، عندما مثلوا تمثيلية الملثمين ، وضعوا الجيش والأمن على ثلاثة صفوف شمال الجسر الفاصل بين درعا البلد والمحطة ، في الأمام الجيش ، وخلفهم الشرطة ، وخلفهم الأمن ، وكان متراس للجيش ما يزال بمحاذة عناصر الأمن ، فقام رجال الأمن بإجبار الجنود على خلع قمصانهم العسكرية العليا ، ولبسوها وأطلقوا النار ، على الناس ، فطلب قائد المفرزة من عناصره الهرب إلى جهات آمنه ، فمنهم من هرب بعيدا عن المكان ، ومنهم من لم يستطع إلا التقدم باتجاه الجيش والمواطنين ، وكان الأمن يطلق النار على المتظاهرين وعلى الشرطة والجيش ، ويومها قتل عدد من عناصر الجيش برصاص الأمن ، حتى إن المواطنين أسعفوا جرحى الجيش إلى الجامع العمري الذي صار للتو مشفى ميدانيا ، وأنا دخلت الجامع فوجدت اثنين يرتديان البنطال العسكري بلا قميص .. وكان العشرات على أرض الجامع الذي فرشه جيرانه في لحظات بأغلى ما يملكون من الحرامات والبطانيات .
11. وتقول : (في درعا كان يخطط لتهجير كل أهالي درعا الى غير رجعه) هذا الغباء المثير للرثاء لا ينطلي على أهل درعا . ومن يقنع الضحية بأن الجلاد يحميها؟. آلأمريكان يهجّروننا والنظام يحمينا؟ ألهذا قتلنا النظام ، ونهب بيوتنا ودمرها؟. يقتلوننا ليمنعوا الأمريكان من تهجيرنا !!. دب يطرد الذباب عن وجه سيده ..
12. وتقول : (لانها كانت تقف في وجه دولة طائفية تعتزم واشنطن إنشائها) إن كان هذا ما تريده واشنطن وإسرائيل ، فدولة الأسد هي الدولة الطائفية الوحيدة ، التي حمت حدود إسرائيل أربعين عاما ، بفضل ممانعتها للمقاومة ..
13. وتقول : (وعلى حدود محافظة مجاورة كان من المفترض أن يشب نزاع طائفي معه تفقد الدولة السيطرة على الجنوب تماماً.) تقصد الكاتبة محافظة السويداء وسكانها الدروز ، والكاتبة هنا هي التي تسعى إلى إثارة الطائفية وهيهات ..
14. وتقول : (في درعا:- ذهب وفد الى الرئيس السوري ضمنه بعض قادة العصابات المسلحة, بغض النظر عن المطالب الخدمية) وهل استقبل (الرئيس) في حياته قائد عصابة مسلحة قط؟. لقد وصفتهم الفضائية السورية بأنهم (وجهاء درعا) فمن الصادق الكاتبة أم النظام ؟. ويا ليتهم كانوا وجهاء ، فقد اختارتهم أجهزة الأمن بعناية فائقة .. وإن كان من بينهم بعض الشرفاء .. مع هذا لم تكن لهم أية مطالب خدمية ، لا في المظاهرات ولا في اللقاء ، سألهم الرئيس عن المطالب الخدمية والشخصية ، فقالوا ليس لنا أي مطالب خدمية أو شخصية .. وللحقيقة فإن أحد أعضاء الوفد ، ممن دسهم الأمن (وهو مساعد أمن الدولة المتقاعد خليل بجبوج) طلب من الشيخ أحمد الصياصنة أن يطلب طلبا شخصيا ، وهو إعادته إلى وظيفته في الأوقاف فرفض ، ولو فعلها لسقط ، ولكن الشيخ أبى فأعلى الله مكانه . لقد طالب الوفد بالسماح للناس بالتظاهر ، ورفضوا أن يضمنوا مستوى الشعارات ، وطالبوا بخروج قوات الأمن ، فسألهم الرئيس حتى الشرطة ؟. فقالوا نعم .. وكان خير أسبوع عشناه في نصف قرن .
15. وتقول : (ولكن يبقى الطلب الأهم هو خروج قوات الأمن من درعا, بحجة حل المشكلة مع المتظاهرين الذين لا يزيد عددهم على خمسة آلاف من اصل ميلون و ربع المليون مواطن) بل إن المتظاهرين لم يزيدوا عن خمسمئة ، وماذا يضيرهم ماداموا أصحاب حق وشرف وكرامة .. وفعلا حلت المشكلة ، ولكن ظاهريا ، فالنظام لم يتعود على التظاهر ، ولم يطق أن يرى الشعب يرفع رأسه . فتظاهر بالتوقف عن قمع المتظاهرين ، ليتمكن من التخطيط لشيء ما في الخفاء .
16. وتقول : (وفعلا تم سحب كل قوات الأمن, فأعتقد زعماء العصابات أنهم غدروا بالرئيس و أنه وقع بفخهم فقاموا باحتلال درعا عبر العصابات المسلحة, و مثل هذا الأمر يحتاج تدخل الجيش) وفعلا تم إخفاء القوات في مراكز الأمن والشرطة ، ولم يصدق أحد أنه تم سحبها ، واستمر التظاهر السلمي أسبوعا .. كان الأسبوع الوحيد الذي لم يمت فيه أحد في درعا منذ خمسين عاما ، حتى موتا طبيعيا ، وكان النظام خلال هذا الأسبوع يخطط لتدخل الجيش وإجهاض الثورة .. كان النظام يريد إثبات فرضية العصابات المسلحة ، فأخرج فيديو الملثمين الذي فبركه في اليوم الثالث على عجل ، ففضحه وفد درعا في مقابلتهم مع (الرئيس) قال (الرئيس) للوفد : ولكن يوجد ملثمون ، فوقف السيد (ع . أ) [عجل الله فرجه القريب] فقال للرئيس : أنا الملثمون ، تأتي قناة الدنيا لتصور وجوهنا وتعطي صورتنا للأمن ليعتقلنا فنتلثم (وتلثم) ويبتعد مصور الدنيا عنا فنميط اللثام(وأماط لثامه) ثم وقف الشيخ محمد بن الشيخ عبد العزيز أبازيد ، وقال : "تمثيلية مثلوها وصوروها أمام منزلي ، وأنا أتفرج عليهم من النافذة ، المسافة بين الملثمين وبين رجال الأمن أكثر من 800م والملثمون يحملون المسدسات فقط ، فهل تبلغ طلقة المسدس هذه المسافة؟." تم إخفاء المظاهر المسلحة في مراكزها المنتشرة في كل مكان من درعا . فماذا كان جزاء كل من قابل الرئيس من وفد درعا ؟. هم الآن بين شهيد ومعتقل ولاجئ ، سوى شخص أو اثنين ، أحدهما كان الأمن كلفه بتوزيع سيارتي سلاح على المواطنين كما سيمر .. فالشيخ محمد أبازيد مثلا ، وهو خارج سوريا الآن ، تمت ملاحقته واختفى ، ولا أصف كيف أنقذ عائلته من القناصة ، من نفس المكان الذي صوروا فيه الملثمين ، فكيف يحاول القناص قنص أطفال الشيخ ولم يحاول قنص الملثمين ؟. . ولكن .. عند صدور عفو وزير الداخلية الأول ، سلم الشيخ نفسه رغم نصح الناصحين ، وبدلا من الإفراج عنه كما حصل لغيره ، أرسلوه إلى قيادة الأمن العسكري بدمشق مع تقرير يقول (لقد تم إلقاء القبض عليه) وهناك حاول رستم الغزالي وهشام الإختيار حمله على تغيير أقواله عن تمثيلية الملثمين فرفض ، فوجهوا له اثنتي عشرة تهمة وهددوه بالإعدام . وظل في فرع الأمن بدمشق ثلاثة وعشرين يوما ولم يخرج من المعتقل إلا بعد أن اتصلت السيدة (صيتة المحاميد) بالرئيس وطلبته منه شخصيا ، ومع ذلك فقد حاولوا تجاهل أمر الرئيس ثلاثة أيام ، حتى اتصلت المرأة وطلبته ثانية ، فتم الإفراج عنه ، وزعم أنهم لم يعذبوه كثيرا . و (صيتة المحاميد) هي المرأة التي قتل زوجها وأبناؤها الأربعة في المقبرة الجماعية الأولى بدرعا ، أحسن الله عزاءها وعوضها .
17. وتقول : (ولكن الجيش لم يتدخل, فظنت واشنطن أن النظام ضعيف خصوصا بعد أن أعلن النظام عن إصلاحات أصلاً لم يطالب بها المتظاهرون) النظام يعلم وواشنطن تظن؟. ولماذا يعلن النظام عن إصلاحات لم يطالب بها المتظاهرون ، ويتجاهل مطالب المتظاهرين ، أهذه هي طريقة النظام في حل الأزمة ؟. وهل الأزمة سوى مطالب المتظاهرين ؟.
18. وتقول : (بل رفع قسم منها هيئة وحدة الشيوعيين(قدري جميل) الذين لا يزيد عددهم في درعا عن عشرة أشخاص) وقدري جميل هذا ، هو أحد أعمدة وأركان النظام ، أخرجوه لنا أمس يتكلم باسم المعارضة ويرفض التدخل الخارجي فلن أتحدث عنه . أما أن الشيوعيين في درعا لا يزيد عددهم عن عشرة أشخاص ، فهذه هي الكلمة الصحيحة الثانية في المقال كله . وهذا يعني أن الكاتبة هي جزء من النظام ، ولذا فقد حصلت على هذا العدد السري من أرشيف ما يسمى (الجبهة الوطنية التقدمية ) إلا أنها لا تعلم ، أو أنها نسيت أن بعض أحزاب الجبهة لم يكن عدد أفرادها يتجاوز الأمين العام ونائبه ..
19. وتقول : (فالإصلاح في سوريا كان رداً على الأحداث و ليس مطلبا للمتظاهرين) أليست الأحداث هي المظاهرات ؟. وهل الأحداث إلا مطالب المتظاهرين؟. فما الأحداث التي كان الإصلاح ردا عليها ؟. وهل ساهم عدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين في حل المشكلة ؟. وما هو الإصلاح الذي نفذه النظام ؟. وكيف تكون الاستجابة للأحداث بترك مطالب المتظاهرين ؟. وهل اعترف النظام إلى اليوم بوجود أحداث أو حتى متظاهرين ؟.
20. وتقول : (ولان الجيش لم يدخل درعا طلب الأمريكي من العصابات المسلحة إستدعاء الجيش قصراً) تريد القول قسرا بالسين ، ولكن كيف تستدعي العصابات الجيش؟ الجواب باستخدامهم السلاح ضد قوات الأمن ، مما يستدعي رد النظام عليها . هذا النظام الوحيد في العالم الذي يتآمر ويتحايل على شعبه ليقتله ، لقد خلق النظام مسلحين ، وصورهم تلك الصورة الغبية ، ثم أعلن على الفضائية السورية بأن أهالي مدينة درعا طلبوا من الجيش التدخل لتخليصهم من العصابات المسلحة؟. لقد أرسل النظام سيارتين من الأسلحة إلى السيد (فلان) ليوزعها على الناس ، ليقوموا بأعمال مسلحة ، ويتم تصويرهم على أنهم عصابات مسلحة .. وأرسل فلان من ينادي في الحارات من يرد السلاح للدفاع عن نفسه وعرضه فليذهب إلى بيت فلان ، ولكن لم يذهب أحد ، فاختارت السلطة بعض المخبرين ، وسلمتهم بنادق روسية ، وجعلتهم يتصدون للدبابات ، ليقوموا بتصويرهم ، وقد انضم للمخبرين بضعة أشخاص ظنوا الأمر حقا ، فانسحب المخبرون ، وظل الشباب يقاومون ، وأوقفوا زحف الدبابات ستة أيام ، ولم يستطيعوا تصوير أي مسلح . فلما طال عليهم الأمد ولم يجدوا مجالا للتصوير ، تقدمت الدبابات واجتاحت درعا ، وانسحب المقاتلون بسلام ..


21. وتقول : (فقامت العصابات بقتل خمسة جنود سوريين بالقرب من بلدة نوى) إذا كانت المظاهرات في مدينة درعا ، فكيف يقتل جنود في نوى ؟. وكيف انتقل هؤلاء من درعا إلى نوى ، وإلى بلدات سوريا كافة ؟.وإذا قتل الجنود الخمسة في نوى ، فلماذا تم اجتياح مدينة درعا ؟.
22. وتقول : (و فعلا دخل الجيش ولكن حسب الصحافة الإسرائيلية يجب على الجيش الإسرائيلي إعادة حساباته بقدرات الجيش السوري, فتفاجأ الجميع بقدرة الجيش, حيث حسم المعركة بخسائر لا تذكر) كان الجيش الإسرائيلي يرجف من الخوف !. لكن على النظام الذي حماه أربعين عاما . ولم تحدد الكاتبة كم استغرق الحسم من هذا الجيش الذي لم ينتصر قط إلا جزئيا حين دخل الأردن عام 1970 ؟. شيء مضحك!. النظام يزعم كثرة الخسائر من الجيش والأمن ، والكاتبة تقول خسائر لا تذكر .. لقد جاء الجيش يوم 25 / 4 / 2011 ومعه أوامر باجتياح درعا في مدة ست ساعات فقط ، ظنا منه أنه سينتهي منها خلال أربع ساعات ، ولكنه لم ينته من درعا إلى اليوم .. وقد استغرق اجتياح مدينة درعا ثلاثة أسابيع ، وباختصار فعلوا ما لم تفعله إسرائيل .. قتلوا الأطباء والممرضين في سيارات الإسعاف ، واستخدموا سيارات الهلال الأحمر لنقل الأمن والشبيحة وملاحقة الناشطين ، فهل هناك نظام في العالم يخدع شعبه ويحتال عليه ليقتله؟. كانوا يقتلون الجرحى لأن الرئيس أصدر أوامره (بعدم جرح أي مواطن سوري) ولذلك فهم يقتلون كل جريح ، حتى لا يظل لديهم أي جريح ، يحاسبهم الرئيس على جرحه .. هل تفعل إسرائيل هذا ؟. ولا محامي إبليس يدافع عن إبليس بمثل هذه الحماسة ..
خاتمة .. ما تزال السلطات السورية تضرب تعتيما إعلاميا تاما ، على عدد القتلى الذين تتباكى عليهم من الأمن والجيش في هذا الحسم !.. يبقى هذا العدد منوطا برسم كشف الخطط الإجرامية الخبيثة ، التي صرف الله السلطات عن فعلها ، وكانت المجازر المخطط لها مروعة ، والحديث عنها بعد سقوط النظام إن شاء الله ، حتى لا يفطن النظام فينفذ من جرائمه قبل رحيله ما كان ناسيا ..

محمد أبو الهدى المحاميد - زمان الوصل
(135)    هل أعجبتك المقالة (121)

أماني حورانية

2013-11-25

الحقيقة أنني أردت أن أتمثل قول الشاعر الزهاوي حين قال في مؤتمر باريس العربي سنة 1913 الذي ألقى فيه خطبة مدوية بدأها بهذا البيت من الشعر : تنبهوا واستفيقوا أيها العرب فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب . تلك الأيام وقبل مئة عام كان العرب يحيون قوميتهم العربية . ويتمسكون بهويتهم العربية أمام سياسة التتريك التي بدأتها الامبراطورية العثمانية في البلاد العربية حيث كانت الحركة الطورانية والاتحاد والترقي العثماني وتركية الفتاة قد حزموا أمرهم لتتريك العرب . ليس هذا هو موضوعنا على أية حال . وانما موضوعنا سوريتنا اليوم . فالى أين نحن ماضون؟! اخوتنا الأكراد يطمحون لاقامة كيان مستقل . وقد خطوا الخطوة الأولى . وبشار أسد يطمح الى اقامة دولة علوية في الجبال والساحل .!!! فماذا نحن فاعلون . وقد تحولت ثورتنا في سبيل الحرية والكرامة على يد بشار أسد الى حرب طائفية قذرة . وجاءت جيوش وميليشيات الشيعة من كل حدب وصوب .وغدا القتال اليوم بين الشيعة والعلويين من جهة والسنة من جهة أخرى . ورفعت شعارات طائفية با لثارات الحسين _ وحماية المقدسات الشيعية ومقامات أهل البيت ...الخوفي الجانب الآخر الجماعات الجهادية وجبهة النصرة وما اصطلح عليها ب داعش يقاتلون من أجل اقامة دولة الخلافة الاسلامية . فماذا نحن فاعلون . وشعبنا العظيم ما قام بثورته المجيدة لا من أجل التقسيم ولا من أجل استبدال نظام الاستبداد بنظام استبداد آخر . نظام الأسد الطائفي الفئوي الأولغارشي ارتكب الموبقات السع ولم يترك جرما بحق الوطن والمواطن الا وارتكبه . . وهذا العالم بغربه وشرقه خذلنا وخذل ثورة شعبنا . وليس لنا الا الله . فماذا نخن فاعلون أيها السادة المثقفون الثوريون والسادة المفكرون والسياسيون ؟.


محمود

2016-10-20

ردودك على مقال د. غادة العبقري هي مجرد ردود من الشعارات ا لثورية الجوفاء و استنكارك وجود الملثمين ووادعائاتك انهم من الجيش النظامي و انها تمثيلية و طبعا المقال ده في ٢٠١٣ ولكن كلنا شاهدنا احتلال داعش اجزاء من سوريا لاحقا و كلنا رأينا الملثمون و القتلة والذباحين يحتلون و يحكمون مدنا كاملة من سوريا فبالتالي ادعائاتك ثبت انها كاذبة .. و ينتهي مقال د. غادة بأنها محقة في كل كلمة وأن المؤامرة تحاك ضد سوريا و المنطقة كلها و انتم تدعمون هذه المؤامرة.


Ayman Aljohmani

2018-03-04

نعم تماما هذا ما حدث وانا تابعت ما نشرته غادة اليافي وتحديتها مع نظامها التي تدافع عنه ان يثبتوا صحة ما كتبت وانا املك دليل على كذبهم . الى اليوم لارلت املك هذا الارشيف بالرغم ان النظام وعن طريق بعض اتباعه حاولوا شراء الارشيف كما حاولت الكثير من وسائل الاعلام شرائه . الاخ محمد ابو الهدى ان استطعت التواصل معي عبر الفيس فهذا اسمي نفسه على الفيس.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي