أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصة "أحمد والكتاب" من أدب الأطفال ... سلمى عبد الوهاب

فـي أحد الأيام، كان أحمد يجول في البيت من مكان إلى مكان ومن أثاث إلى أثاث ومن ركن إلى آخر باحثا عن لعبته المفضلة ) سيارة صغيرة زرقاء( التي لا يستغني عنها يوما واحدا مهما كان المقابل. لم يستطع العثور عليها فنادى أمه لتساعده.
ـ أحمد: أمي، أمي....
ـ الأم: ماذا تريد يا بني؟!
ـ أحمد: ألم تري لعبتي الصغيرة؟ إنني أبحث عنها منذ هذا الصباح ولم أجدها.
ـ الأم: هل بحثت في خزانتك أو صندوق لعبك؟
ـ ورد أحمد بقلق: " بلى! ولكنني لم أجدها يا أمي."

عندما لاحظت الأم القلق باد على وجه ابنها اهتمت أكثر بما يبحث عنه؛ توقفت عما كانت تقوم به من أعمال البيت وطلبت منه أن ينظر من جهته في أحد رفوف خزانة الكتب لعل أخته وضعتها داخلها. وتولت هي البحث معه عنها في مكان آخر.

ذهب أحمد إلى غرفة المكتبة واقترب من خزانة كتب أبيه. بحث بين الكتب المرتبة في أسفل الخزانة وما أن عثر عليها وأمسك بها والغبطة تملأ قلبه حتى أمسك بيده كتاب محاذ للعبة وقال له بنبرة حزينة : " وأنا يا صديقي! ألا حظ لي في أن تبحث عني هكذا ولو مرة واحدة؟"

وقع أحمد أرضا على ركبتيه وقد غمرته الدهشة وهو يقول في نفسه: " الكتاب يتحدث معي؟ الكتاب يتكلم؟! "
ثم وجد نفسه يرد على الكتاب قائلا: " إنك تحدثني أيها الكتاب؟!" ورد الكتاب " أجل " ثم أكمل معاتبا احمد " شعرت بالغيرة من لعبتك التي لم تفتر لحظة فيي البحث عنها حتى وجدتها. وأنا اشتقت لأن تفكر في يوما وتسامرني على الأقل عندما تستلقي على فراشك ليلا لتنام".
رد أحمد وعلى شفتيه ابتسامة استغراب لما يسمع: " و هل علي ذلك؟"
ـ الكتاب: " ألست تحب القصص وترغب في معرفة ما يحدث حولك وكيف هو العالم الذي تعيش فيه؟.."
ـ أحمد: " بلى، وكذلك كانت جدتي تحكي لي ما كان يحدث في قديم الزمان...وحين توفيت لم يعد هناك من يروي لي قصص القيلولة والمساء".
ـ الكتاب: " يمكنك الاعتماد علي لمؤانستك في فراشك حتى يغلب عليك النعاس فتنام. وتكون قد استفدت من كثير من المعلومات التي تنفعك في دراستك أو في سير حياتك".
ـ أحمد: " آه، تذكرت! لقد قلت في البداية أنك تمنيت أن أهتم بك قليلا لدرجة أنك غبطت لعبتي الصغيرة، ومع ذلك ناديتني " يا صديقي" كيف هذا؟".
أجابه الكتاب بصوت جاد بأن الكتاب لا يمكن أن يسامر إلا صديقه. وهنا، بدأ أحمد يتأثر بما قاله الكتاب و بدأ كذلك يحس فعلا بحاجته إليه وقال في نفسه: " لما لا أجرب صحبته؟ لن يضرني الأمر في شيء إن لم ينفعني".

ثم وجه الكلام للكتاب وقال له بنبرة صادقة: " اتفقنا إذن يا صاحبي! منذ اليوم لن أتوقف عن صحبتك حتى تمل مني".
ورد عليه الكتاب مؤكدا: " كلا يا أحمد، أنا الأنيس الوحيد في حياتك الذي لا يمل أبدا مرافقتك ولو رافقك ثانية بثانية..."

(172)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي