السادة رؤوساء الدول العظمى: الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الصين، فرنسا، وإنكلترا.
السيد "يان كي مون"، السيد "عنان" و السيد"كريفت"، ومسؤولي الهيئات الدولية المختلفة:
فبالإشارة إلى مطالب السيد "كريفت"، من هيئة التنسيق بدمشق، والمجلس الوطني السوري، والتي هي في خلاصتها تحديدٌ لاقتراحات المبعوث الدولي السيد "عنان" بشكلٍ عملي تدريجي، تتلخص نتيجتها بإجراء حوارات بين هيئات المعارضة من جهة، والنظام الأسدي الحاكم في دمشق من جهة ثانية! وذلك بغرض الوصول إلى استعادة السلام والأمن في الجمهورية العربية السورية!
لتسمحوا لي بالقول أن الطلبات - التي هي ترجمة وتحديد لمطالب السيد عنان - تبدو غريبة، بل ومستهجنة، وغير كافية بالمُطلق، وذلك من منظور الرغبة في الوصول لهدف التزام مبادئ وسياسات الحكم الديموقراطي الذي يجب أن يحكم الجمهورية العربية السورية أسوة بجميع دول العالم! ذلك أن الحوار المطلوب مع السلطة السورية، يعني اعترافا مُسبقا بها، وبمشروعية حكمها، وتوقفّا عن إسقاطها، وهو ما يتعارض مع رغبات عدد كبير من الشعب العربي السوري، يجب تحديد نسبته للوصول لموقف الشعب الحقيقي من النظام اساساً!
إن مخالفة أي حكم – والسوري ضمنا – للمبدأ المذكور، وتركه مُطلق اليد في سياساته وإرهابه وتقتيله شعبه، لا يعبر إلا عن:
• قبول دولي ضمني لتسلط ّ حكم ديكتاتوري لا يمثل الشعب السوري، ومصالحه!
• قبول وضع النظام السوري الحالي المخالف لدساتير العالم عامة، ودستور الوطن السوري خاصة!
• قبول غير مباشر لما يرتكبه النظام الأسدي من إجرام وتقتيل واسع النطاق، لم يعد في وارد قبوله من أي سلطة في العالم في العصر الحالي!
السادة المسؤولين الدوليين المحترمين:
أنتم تعرفون، كما وجميع سياسيي ومثقفي العالم، بأن الحكومات هي هيئات ممثلة لشعوبها! وعندما تقوم مظاهرات بمطالبات شعبية واسعة النطاق في أي دولة في العالم لرفض السلطة القائمة في بلادها، فهذا يعني أن قسما من شعب تلك الدولة وصل لدرجة رفض السلطة الحاكمة في البلاد!
ولما كانت المظاهرات الشعبية قد طالت في سورية لأكثر من أربعة عشر شهرا كاملة دون استجابة الحكم الأسدي السوري لها، بل بمجابهتها بالإرهاب الأمني والتقتيل واسع النطاق ضد المتظاهرين، والذي تجاوز عدد ضحاياه الأربعة عشر ألف قتيل – حتى الآن- بريئون من ارتكاب أي جرم إلآّ المطالبة المشروعة دستوريا بحقوق وطنية للوطن والشعب! فهذا يعني أن هناك قسم كبير من الشعب السوري– قد يكون الأكثرية أو الأقلية – يُطالب بحق وطني أساسي مضمونه رفض استمرار حكم النظام القائم في دمشق، وأنه أصبح لا يُمثل الشعب ولا توجهاته السياسية والإقتصادية ولا مصالحه المعيشية!
وبالتالي فيصبح فرضا سياسيا لمعالجة هذه المشكلة ولتبيان موقف أكثرية الشعب السوري – وليس جهات المعارضة المختلفة وحدها - القيام بإستفتاء الشعب السوري ذاته، تحت رقابة دولية وعربية صارمة، ليتبيّن فيما إذا كان الشعب السوري راضيا باستمرار النظام الأسدي الحاكم، أو أنه لا يريده نهائيا بأكثريته! وحيث يتبيّن بنتيجة الإستفتاء، فيما إذا كانت المظاهرات المستمرة يوميا طيلة أربعة عشر شهرا متواصلة يوميا، تمثل الشعب العربي السوري ومطاليبه، بأكثريته الدستورية، أو أنها كما يزعم النظام، مجرد "تظاهرات عصابات ... "!!!
إن جميع طلبات السيد عنان والسيد كريفت المنتهية بطلب إجراء حوارات بين جهات المعارضة مع النظام، شيء يخرج في نتيجته عن مبدأ أن النظام الحكومي في سورية – ككل بلد آخر في العالم - يجب أن يكون ممثلا للشعب، وهذا أمرٌ لا يثبته الحوار بين المعارضة والنظام بالضرورة، وإنما حصراً الإستفتاء الشعبي الحقيقي الصادق المُراقَّب من جهات دولية أمينة بفعالية كافية!
السادة المسؤولين الدوليين المحترمين:
نرجو من كلٍّ منكم، أن يكون صادقا مع نفسه، ومع توجهاته السياسية في ذات وطنه، ومع أصول الحكم في جميع الدول الديموقراطية حقّاً، وأن تُختصر مطالبة السلطة السورية الأسدية، وبالتعاون مع السيد عنان، والهيئات الدولية المختلفة، في مطلبٍين أساسيين فقط وهما:
1. توقف السلطة السورية تماما وكلية عن مقاومة التظاهرات الشعبية بالقوة المسلحة بجميع مستوياتها تحت طائلة مسؤولية الإدانة والمحاسبة الدولية الصارمة، والقيام باعتقال المسؤولين المرتكبين، وإحالتهم إلى محكمة الجنايات الدولية!
2. إجبار السلطة السورية على القيام بإجراء استفتاء شعبي، مُراقَب عربيا ودوليا بدقة كافية، ليتبين اختيار الشعب السوري بقبول استمرار حكم النظام الأسدي، أو رفضه، وبالتالي إلزامه بالتخلي الرضائي أو القسري عن السلطة!
إن الإستفتاء المذكور يجب أن يشمل جميع السوريين في داخل وخارج سورية، حيث أن عدد المهاجرين، والمُهجّرين يزيد عددهم عن ثلث جميع الشعب السوري، هجروا وطنهم بسبب فساد وظلم وإرهاب النظام الأسدي ضد شعبه طيلة الأربعين سنة الماضية!
كما يجب أن يشمل الإستفتاء اختيار مجلس حكم مؤقت من ثلاثة أعضاء، يتمتع بصلاحيات رئيس الجمهورية، يقوم الموافقين على إسقاط النظام الأسدي الحالي، باختيارهم من بين مرشحين سوريين، يُعلن عن ترشيحهم قبل تاريخ الإستفتاء بأسبوعين في الداخل السوري، وفي السفارات والقنصليات السورية، وبإشراف الهيئة الدولية!
السادة رؤوساء الدول العظمى جميعا: الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والصين، وفرنسا، وإنكلترا،
السادة "يان كي مون"، "عنان" و"كريفت"، ومسؤولي الهيئات الدولية المختلفة:
إن إجراء الإستفتاء المذكور، سيقود بالضرورة إلى إنهاء الأزمة السورية نهائيا وبسرعة، هذا إذا كنتم مخلصين وراغبين حقا في الوصول للنتيجة المذكورة، ولا تُنازعُ نفوس بعضكم أهداف ومطامع غير مشروعة في استمرار النظام الأسدي، والوضع الحالي غير المشروع، ولا الإنساني!
إن نتيجة الإستفتاء ستقود بالضرورة إلى عودة الأمور في سورية لمساراتها الطبيعية والسير وفقا للمسار الديموقراطي الذي تتمناه وتقبله جميع شعوب العالم ودساتيرها وتشريعاتها! وهو الرغبة الأكيدة لأكثرية الشعب السوري الساحقة.
أنا أعلم مُسبقا، أن السلطة السورية الأسدية الحالية لن توافق على القيام باستفتاء شعبي على استمرار وجودها، لأنها تعلم مسبقا نتيجته بأكثرية شعبية ساحقة ساحقة، حيث وصل الشعب السوري إلى ما يُشبه الإجماع في رفض استمرار تسلطها على الحكم، كونه حكمٌ فاسد لصوصي تخريبي، وخائن لوطنه ومصالح شعبه، ولا يُمثل أكثرية الشعب بأي شكلٍ من الأشكال!
ولكن عندما يُجمع العالم – شرقه وغربه – على فرض حلٍّ منطقي مبدئي دستوري عادل ومتوازن ينتج عن استفتاء الشعب السوري، فلن يكون للسلطة السورية الأسدية قدرة على معارضته، وإلاّ فإن الحل الدولي الليبي يجب أن يأخذ مداه لإسقاط النظام الذي يُخالف الشرعة الدولية، بالقوة!!
وفي حال تقرير الأكثرية الكافية من الشعب العربي السوري، على رفض استمرار السلطة السورية الأسدية الحالية، فذلك يُعتبر سقوطا رسميا نهائيا وفوريا لها، وحيث يقوم المجلس المؤقت بسلطة رئيس الجمهورية، ولحين إجراء انتخابات رآسية وبرلمانية خلال فترة لا تزيد عن الستة أشهر!
يتمنى الشعب العربي السوري، أخذ إقتراح القيام بالإستفتاء المذكور بالجدّية المناسبة، والإخلاص السياسي والأخلاقي من جميع الجهات الدولية، تبيانا وبرهانا لرغبة صادقة لإنهاء الأزمة السورية! خاصة، وان الأزمة السورية الحالية بدأت ترمي بنتائج سلبية متناقضة ومتزايدة بين مختلف دول الشرق الأوسط، مما يُؤثر فعلا وبفعالية على مصالح جميع دول العالم!
مواطن عربي سوري مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية*
السادة رؤوساء الدول العظمى: الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الصين، فرنسا، وإنكلترا

المهندس سعد الله جبري*
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية