أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بوش النبيل: هل أصبح الترك جلبي سوريا؟ .. نضال نعيسة

في الوقت الذي تتهاوى وتتساقط فيه، تباعاً، رؤوس عتاولة المحافظين الجدد في إدارة بوش الحربية، وتتدحرج رقاب صقورها أمام ناظري الجميع، وأجبر الرئيس بوش الابن نفسه عن التخلي عنهم ورميهم من مراكبه الغارقة واحداً تلو الآخر إنقاذا لرأسه، وبعد الإخفاق المريع لمشروع "دمقرطة" الشرق الأوسط على النمط البوشي التفتيتي، نجد أن هناك من لم يع بعد تلك التطورات التي ألمت بالمشروع برمته الذي يتداعى على رؤوس سحرة المعبد العدواني كمشهد تراجيدي مؤثر حزين. وفي الوقت الذي أفلح فيه بوش، وبجدارة لا يحسد عليها، بحيازة لقب أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وانخفضت شعبيته إلى حضيضات غير مسبوقة في تاريخ الرئاسات الأمريكية، نجد من يخرج من بين ظهرانينا، ليمجده ويلمـّعه ويطلق عليه صفات النبل والفروسية، ويبادر إلى تحيته والتودد إليه، في تحد سافر لمشاعر ملايين السوريين الذين تغضبهم تصريحات بوش العدوانية والاستفزازية المستمرة ضد وطنهم السوري العظيم، ناهيك عن أسر مئات الألوف من الضحايا الأبرياء الذين حصدتهم آلة حرب بوش "النبيل" في العراق وأفغانستان وفلسطين. آلة القتل الشيطانية المجرمة تلك لم تكن يوماً في سبيل خدمة الشعوب ومناصرة قضايا التحرر والديمقراطية في العالم كما يتوهم الترك وغيره من الجلبيين الجدد، بل في خدمة الأجندة الامبريالية الأمريكية الخالصة لصقور البنتاغون وتجار السلاح وشركاته وتروستاته الأخطبوطية. وأن التدخل الأمريكي هنا وهناك نابع من المصالح العليا والإستراتيجية الإمبريالية للولايات المتحدة ويحدد ملامحها، حصراً، مجلس الأمن القومي الأمريكي أكثر مما تتعلق بأية اعتبارات نضالية وتحررية وديمقراطية مزعومة أخرى، وليست البتة، من أجل سواد عيون السيد الترك والجلبي العراقي المشهور، أو أي من "كرازايات" الشرق الأوسط البائسين .

ولا أدري كيف تتناغم تصريحات رموز معارضة تدعي الوطنية والديمقراطية واليسار، مع تلك التي تصدر من أعتى أوكار العدوان والإجرام في واشنطن وتل أبيب؟ فمن الذي ورط الترك هذه المرة يا ترى؟

فحين يتحدث "وطني" سوري عن خطر إيراني وسوري فيما يتعلق بالملف اللبناني بنفس ذاك الزخم واللكنة التي يتحدث بها عتاة الإجرام الدولي فالأمر بحاجة لأكثر من مراجعة وتدقيق. وإذا سلمنا بوجود "تدخل" سوري أو إيراني" ما، وفي أي جزء، أو مفصل من الملف اللبناني الشائك، فهل يحق لنا بالتالي أن نتساءل ليس عن مجرد هيمنة أو تدخل، بل عن تورط مصري، وأردني، وأمريكي، وإسرائيلي، وسعودي، وموسادي وفرنسي فيه؟ وهل ما هو حلال على الجميع حرام على السوريين الذي يعتبر لبنان بمثابة خاصرة في جسدهم؟ وهل أصبح السوريون شياطين ومكروهين إلى هذه الدرجة من الإثارة والكيدية والتحامل في عيون صناديد اليسار السوري؟ وهل اختزلت وانتهت "مانديلية" الرجل على هذا النحو المتواضع المخجل الأثيم؟

وهل يأمل السيد الترك بعد تصريحاته المثيرة وغزله الحميم مع الرئيس الأمريكي جورج بوش بأن يفوز بلقب جلبي سوريا المنتظر ويكون إعلان دمشق، بالتالي، حصان طروادة الذي يقفز من خلاله الجميع بما فيهم الأمريكي إلى الداخل السوري وبعيداً عن كل تلك البلاغة النضالية والإصلاحية الغزيرة فيما بين ثنايا الإعلان ولن يخرج بالمآل عن كونه دعوة صريحة للتدخل في الشأن الداخلي السوري الذي لا يحتمل على أي نوع من هذه الألاعيب؟

 وهل يصبح السيد الترك آخر المتورطين بأوهام سقوط النظام بعد أن كثر المتورطون بهذا الوهم، وكان السبب الرئيس في تلك الورطة هو عبد الحليم خدام الذي أعتقد أن أمنياته وخيالاته وتمنياته، وتهيؤات طيب الذكر ميليس، هي حقائق دامغة وناجزة، ووجدت لها لاحقاً صدى في بعض الأوساط المعارضة التي انجرفت معه في تجلياته وأوهامه. وأذكر في هذا الصد التحول الكبير الذي طرأ على فكر وسلوك ميشيل كيلو، الذي كان من أبرز المتورطين هو الآخر بعد أن كان صديقاً شخصياً وحميماً لبعض من جنرالات الأمن وضيفاً دائماً في مكاتبهم، ويبدو أنه كان قد تلقى فيما بعد إشارات خاطئة من "هنا وهناك"، ولاسيما بعد انشقاق خدام، دفعته إلى التكويع، وحاول أن يحجز له موقعاً جديداً في مرحلة ما بعد "سقوط النظام"، وبدأ هو الآخر غرامه الغريب وعلاقة السفاح الفكري المريب كـ"مفكر" تقدمي عنيد بارز مع جماعة الإخوان المسلمين السورية باعتبارهم أبرز ورثة النظام والمرشحين لخلافته في "الترتيبات" المرسومة حسب ما ساد من اعتقاد، مدشناً ذلك بشن حملة مفاجئة وغير مسبوقة أو مبررة من التحقير والإهانة ضد مكون اجتماعي سوري بعينه، معتقداً أن ذلك سيقربه من الجماعة الدينية ذات الأجندة السياسية المعروفة.
ومن يقرأ تصريحات البلشفي العتيق، يذهل بحجم تلك المحاباة والمجاملة التي خصها للرئيس الأمريكي ودعوته المبطنة لعدوان أمريكي وتدخل يستهدف الوطن السوري ضاربا بعرض الحائط بكل ما تتوافق عليه أدبيات المعارضة تاريخياً من رفض الاستقواء بالخارج بأية شكل وطريقة كانت، وذلك عبر مفردات "التعاون" "والتأييد"، و"الدعم"، و"التضامن"، و"التدخل" التي وردت في متن اللقاء، في غير مكان وأكثر من مرة، والتي تنطوي على قدر كبير من الجدل والتأويل، ولم تفلح تلك الجمل الاعتراضية والخطابة الممجوجة المصاحبة عن الاستبداد والديكتاتورية والسيادة ورفض التدخل العسكري وماشابه ذلك من مفردات للاستهلاك المحلي في تجميل أو مسح ذاك الأثر المؤلم الذي تتركه تلك التصريحات في قلب وعقل كل وطني مخلص شريف.
وبعيداً عن هول المفاجأة، وحجم الذهول الكبير، فإننا نأسف، اشد الأسف، كما غيرنا، ونحزن لتصريحات مثل هذه تصدر عن شخصية سورية كالسيد الترك، تنسف تاريخه الشخصي، وتضع المعارضة التي يمثلها ويعمل في صفوفها في موقف حرج صغير، ونضطر أن نكرر ونذكره بأنه يراهن، كما راهن غيره من قبل، على مشروع خاسر ضعيف، وبأنه يقامر على "جوكي" أعرج طائش وعنين. فجورج بوش لم يعد بأية حال بحاجة لأية معلقات من الغزل والمدح والتطنيب، بل لمرثيات وداع، ودنو أجل ورحيل، غير مأسوف عليه، ووشيك.

و"هارد لك"، لكل الحالمين.



(116)    هل أعجبتك المقالة (200)

ابو عمر

2007-12-29

صعلوك نتن يتكلم عن الترك .. اين انت من حذاء الترك يا ابله .


تركيييييي

2007-12-30

طبعا انت حر طليق تطبل وتزمر ايها المداح ، الترك امضى 20 عاما في السجن ، وذاق ما ذاق ، وانت تتفلسف وتتشدق بالحرية .... انت بعيد جدا جدا عن هؤلاء الناس ولايحق لك حتى ذكر اسمائهم . وحظ أوفر نضال نعيسة حظ أوفر وكل ما تخشاه آت آت لا ريب فيه .بايييييي.


محب سوريا

2007-12-31

مقالة نضال وتصريح المعلم تخوينية كلاسيكية مللنا من سماعها اما هم فيتهافتون على اللقاءت مع الأميركيين والأوربيين فرياض الترك ورياض سيف وغسان نجار ممثلو كافة التيارات السياسية يعملون ليل نهار حتى تعود سوريا الى مسار الديموقراطية والحرية والمواطنة,اعلان دمشق خطوة على الطريق الصحيح,الإسلامي الديموقراطي والقومي والليبرالي واليساري والكردي يدا بيد لبناء سوريا الحرة المتطورة.


إليانور مطانيوس

2008-01-10

نعم يا (أبوعمر) ليس هناك أفصح من قحبائكم التي وضعت على رأسها الأبله حذاء ( الترك ) الذي انتعله السوريون بأقدامهم .. ولا أفصح من قحبائك يا (تركيييييييي) وانت تتشدق يالحرية من مرتعك الوهابي والذي بينه وبين الحرية ملايين السنين الضوئية ونتمنى لك حظاً وفيراً بصحبة بندر وقطعانه المطوعين .. ولا أفصح من قحباء ( المحب )! لسوريا هجينة لانعرف ساسها من راسها وعباسها من دباسها حظاً أوفر لكم بعد وصول بوش للحضيض ..الأستاذ نضال نعيسة مليون وألف ألف ألف شكر .. وما أجمل قلمك الحر ...


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي