لا يستطيع الإنسان أن يمر أمام الأشياء العظيمة بدون أن يتوقف.. نصحني رفيقي أن
أزور جريدة زمان الوصل.. زرتها.. و لم أستطع إلا أن أتوقف.
(( جريدة الكترونية سورية مستقلة )).. شعرت بالرهبة، و كما يقال بالعامية ((
عزتني الدني)) ربما لأني تذكرت الصندوق الأسود الذي اختزلت فيه كل ذبذباتي و
رميته في إحدى زوايا ذاكرتي, أو لأن مدافن الطفولة قد بدأت تدب فيها الحياة..
لا أعرف..!
هويتي الشخصية:
الاسم: غياث سلوم
العنوان: أنا من سكان مدينة الشيخ بدر في محافظة طرطوس, مدينة عشقتها حتى
الإدمان، و ذبت في تفاصيلها حتى الهلوسة, كم تمنيت و جاهدت كي يحبها كل الناس
كما أفعل، و بالفعل أحبها الجميع إلا بعضهم.. و ((بعضهم)) كان يرى - و لسبب لا
اعرفه- أن الشيخ بدر هي الفرخ الأسود للبطة البيضاء، فغابت عن مدينتي الحبيبة
كل أيادي الرعاية الحكومية، و لم تنجح ذكرى جدنا الشيخ صالح العلي في محو هذه
الفكرة.
مدينتي(الشيخ بدر) يعوزها الماء و الكهرباء و الهاتف - و بالمناسبة أنا الآن
أكتب كلماتي هذه و أنا في مقهى انترنت لعدم تواجد خط هاتف في المنزل و العداد
فوق الشاشة يشير إلى 85ل.س و الخير لقدام- مدينتي يعوزها الحنان و الزيارة
اكبر برهان.
العمل: في هذا العام تخرجت من الجامعة، من كلية يحلم الكثيرون بدخولها، و لكني
لم افرح.. و لا أعرف لماذا.. ربما لأن (( دخول الحمام مو متل خرجو)).. أو لأن
الفصام قد أخذ يشق طريقه إلى تلافيف رأسي.
الهوايات: حاولت الكتابة منذ كنت طفلاً، كنت أكتب عن الأزهار و الأشجار و
العصافير، ثم غيرت تياري و صرت أكتب عن الصيادين و نشاري الخشب و سائقي
الجرافات، راسلت معظم جرائد هذا الوطن الحبيب و معظم مجلاته، و لكني لم أجد سوى
التطنيش، وأنا لا ألومهم.. فمن أنا حتى ينشروا كتاباتي.
الأحلام: عندما كنت طفلاً كنت أحلم أن أغرس علم سورية الحبيبة فوق كوكب جديد
سوف أكتشفه، و عندما أصبحت في المدرسة أصبح حلمي أن أنشئ في بلدي الحبيب مخبراً
للاستنساخ و أن يكون مجانياً لكل من يريد أن يستنسخ نفسه، و الآن و قد تخرجت من
الجامعة أصبح حلمي أكثر تواضعاً فأنا أحلم فقط بأن يقوم وطني الحبيب بتأمين
الهاتف الذي سجل عليه والدي منذ عشر سنوات - أي عندما كنت احلم بالاستنساخ-.
الوضع العائلي: عندما كنت في الجامعة سحرتني إحدى العيون، و أخذتني من ذاتي و
سجنتني و قيدتني و أعدمتني و أحيتني......
و لكن اختلاف الطوائف كان مقصلةً قطعت رأسي.. و بالرغم من أن أظافري و أظافرها
قد انكسرت من شدة التشبث ببعضنا إلا أن أظافر طوائفنا كانت أقوى منا.. و ما زلت
أعيش حبي المستحيل بانتظار فتوى قد تكسر استحالته.
الوضع الصحي: منذ فترة و أنا أحس أن الفصام اخذ يعشقني.. فانا مثلاً أفرح حيثما
يبكي الناس و أبكي حيثما يفرح الناس، و أنا من فترة بعيدة لم أحلم بأي حلم، كما
أني أرى و أسمع هلوسات.. و كل هذا يا أصدقائي و للأسف من أعراض الفصام.
(( طبيب جراح قلوب الناس أداويها.. و أنا يلي بي جراح أطبا الكون ما تشفيها))
قبل ما أنسى أنا كتير بحب جورج وسوف.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية