أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ايهما هو البحر ... غياث سلوم

عبثاً حاولت أن اعرف أيهما هو البحر..تلك المياه الزرقاء الواسعة على يميني..أم تلك الفتاة الساحرة على شمالي.
أيهما هو البحر..سؤال عجيب كان يداعب أفكاري و أنا أسير بجانب حبيبتي على شاطئ البحر..كان هذا السؤال ينمو ويكبر و كأنه نار تزداد اشتعالا كلما مرت إحدى النسائم الصيفية الرقيقة.
كانت طيور النورس البيضاء تحوم فوقنا..كنت اسمع حفيف أجنحتها يلامس أعماقي..وعبثا حاولت أن اعرف إن كانت تلك الطيور تطير فوق البحر أم فوق حبيبتي.
كان شعرها الأسود المنساب يطير مع النسيم..و للمرة الأولى في حياتي شعرت أني أطير.. و أن شعرها الفاحم قد صار جناحي..كانت تلك النسمات الناعمة تحملني إلى عوالم عجيبة..و في تلك العوالم رأيت الأزهار لأول مرة..ورأيت الفراشات لأول مرة..و سمعت زقزقة العصافير لأول مرة.
و لكني و أنا في تلك العوالم..عبثاً حاولت أن اعرف من أين يأتي النسيم..من فوق البحر أم من بين أصابع حبيبتي.
كنت أسير بجانبها..وكنت اسمع أشياء كثيرة..أصوات موج يلاطم الصخور..فتنبعث منه أصوات أجراس عيد الميلاد..كانت أصوات طيور بحرية تتعالى في السماء كصوت الآذان عند المغيب.
كانت ضحكات عديدة..لشبان و شابات و أطفال ترن في الأجواء..كأنها أصوات الملائكة.
كل تلك الأصوات كانت تشكل سيمفونية سماوية ساحرة..و لكن عبثاً حاولت أن احدد مصدر هذه الموسيقى..هل من جهة البحر أم من بين شفاه حبيبتي.
كان النهار في آخره..و كانت الشمس الحمراء البعيدة قد وضعت قدميها في المياه..كان ثمة شعاع نوراني مائل للاحمرار يجتاح السماء..أحسست أن هذا النور اخذ يدخل أعماقي..أحسست به ينير ظلماتي..و يفرش جناحاته في زواياي المظلمة..أحسست به يطرد الليل من حدائقي..ويمسح الغبار عن مصابيح مدني و قرايَ.
كان شعاعاً عجائبياً اخذ يلف المحيط..و لكنني عندها لم أكن اعرف من أين يأتي..هل يأتي من البحر..أم من عيون حبيبتي.
كنا في طريق العودة عندما وقفت فجأة..ونظرت إلى حبيبتي بكل ثقة..و صرخت صرخة الطفل عندما يقول ماما لأول مرة: لقد عرفت..نعم لقد عرفت أيكما هو البحر.

 

 

(121)    هل أعجبتك المقالة (115)

دمّر

2007-12-27

المرأة بحر يمشي الى جانبك و أنت تشتهي أن ترمي نفسك عاى صوته.. المرأة في المرآة شجرة تمد أغصانها في شجرة وتبادلها الثمار ...... المرآة تكبو لتحميك من تكاثف أنفاسك ذلك لأنك استطعت أن ترى عينيك مغمضتين فيها........... ما أجمل المرأة وهي تهز جبالك تصحّي براكينك ترفع عينيك الى السماء حتى اذا ما نظرت الى الأسفل لا ترى الأرض التي تحملك ..!! \دمّر\ http://www.al-akhbar.com/ar/node/29801#comment-10077 .


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي