رواية تدور أحداثها في أحد أحياء العاصمة حول مجموعة أصدقاء أطلقوا على أنفسهم اسم "المجموعة الحالمة" المشكلة لصالون فكري. وضمن المجموعة نجد ليلى ذات الملامح الشخصية المتناقضة ومقومات نفس بلغت من العمق حدا صعب على الكثير ممن تتعامل معهم في مجتمعها إدراكه فيما عدا عمر ورجاء.
عمر صديق مقرب لليلى تعارفا بالصدفة بمقهى يحلو لليلى تسميته "مقهى الشعراء" أين كانت تتخذ لها ملاذا لتدوين أفكارها وتحرير مقالاتها، وكان هو كثير التردد إلى نفس المقهى. يجلس بالقرب من إحدى نوافذه المطلة على حديقة جميلة نادرا ما نجد مثلها حذو مقهى أو قاعة شاي مثلما أصبح الكثير يدعوه.
في يوم ممطر وكأن الغيث فيه خط يهطل من السماء، خرجت ليلى صباحا من بيتها لاقتناء كتاب لأحد الأدباء المفضلين لديها. وفي طريقها نحو المكتبة التي علمت أنها تبيع كتب العقاد، تذكرت أنها بحاجة لوجود عمر برفقتها؛ فهو والأديب الذي تحب القراءة له من أكثر الأشخاص الملهمين إياهاكلما اختمرت ذهنها أفكار تصب في المجال الأدبي والفلسفي.
كان عمر جالسا، في مقهاه المفضل، يرتشف فنجان قهوة ويتصفح جريدة و بين الفينة والأخرى يلقي نظرة خاطفة نحو الحديقة عبر النافذة التي باتت و كأنها رفيقته بالمقهى، حين دخلت ليلى مسرعة وكأنها خرجت من حوض ماء. ارتشفت شيئا من القهوة الدافئة من فنجان عمر ورجته الذهاب معها: " عمر،، خمنت أني قد أجدك هنا في مثل هذا الوقت وقد احتجت إلى رفقتك الآن بالذات." ثم وجهت يدها نحو يده وكأنها تساعده على النهوض قائلة : " تعالى عمر.. أرجوك!"
- عمر( يرتشف ما تبقى من القهوة و ينظر إليها بدهشة): وفيم حاجتك إلي؟ لما لا تجلسين قليلا وتوضحين ما جئت من أجله مسرعة هكذا؟
- ليلى (بملامح تبدي الرجاء): تعالى معي الآن وسأوضح لك كل شيء في الطريق إلى وجهتي ولن تندم، سترى!
وافق عمر على طلب ليلى دون كثير إلحاح منها؛ فقد كان مذ تعرف عليها يكن لها محبة وتقديرا كبيرين دون أن يبدو من تصرفاته تجاهها ما يجعلها تنتبه للأمر، وغادرا المقهى في اتجاه المكتبة. وهما في طريقهما نحوها شرحت له ليلى الغرض من طلبها مرافقته.
" ومن أجل هذا خرجت في يوم مثل هذا ؟ بحثا عن العقاد وعني؟" سألها عمر مبتسما ونبضات قلبه تخفق كأنها تنتظر رد ليلى بنعم. وردت ليلى بسؤال تدرك هي أن معرفته الراسخة بها هي الإجابة على سؤاله: " أو لا تعرفني؟!"
- عمر: بلى، وهذا أساسا ما جعلني...... .
- ليلى: جعلك ماذا ؟ .....لما توقفت عن الحديث وكأنه طرأ عليك فجأة ما شغل بالك!
- عمر: لا شيء البتة، لا تهتمي.
افتعل عمر حينها جو ضحك وكأنه تذكر نكتةأراد روايتها لليلى. وصدّقته... ضحكت عند سماع النكتة ثم أتما مشيهما الهوينى نحو المكتبة وهما يتجاذبان أطراف الحديث حول المؤلف وصاحبه. ويتوقفان بين الحين والآخر أمام كل مكتبة يمران بها حتى وصلا إلى تلك المطلوبة. ومع أنها كانت تقصد شراء كتاب بعينه إلا أنها لم تستطع - وكذلك عمر- مقاومة المعروض من المؤلفات الأخرى إلى أن انتهت بشراء "التفكير فريضة في الإسلام" وهو تماما ما كانت تبحث عنه.....يتبع (بداية الجزء الأول من الفصل الأول للرواية)
" المجموعة الحالمة" مشروع رواية
سلمى عبد الوهاب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية