اعتبر مايكل بيل مراسل الصحيفة في دمشق في تقرير أعده عن الحداث بسوريا، اعتبر ان الانباء المتضاربة عما يحدث أدت إلى انسحاب بعض السوريين من ارض الواقع ومن وقائع الازمة.
ويقول بيل انه في نادي ليلي في فندق شيراتون في دمشق كانت الموسيقى تصدح بينما امضى الساهرون الساعات الاولى من الصباح.
ومن بين الساهرين كانت شابة اسمها رحيمة تستمتع بالسهرة في استهزاء واضح بالاضطرابات في بلادها و قالت لبيل "الحياة جميلة في دمشق. اين الثورة التي يقولون عنها؟ انهم مجانين".
ويقول بيل إن رأي رحيمة ليس غريبا في دمشق هذه الايام، حيث يتسبب مزيج من الخوف والبلبلة والانكار في ان ينأي بعض السوريين بأنفسهم عن الازمة الدامية في بلادهم.
ويضيف بيل إن الكثير من السوريين يتلقون سيلا من المعلومات المتعارضة من الجانبين، مما يدعوهم للشك وللاشتباه في انهم لا يحصلون على الصورة الكاملة، لذا يشعرون ان الاختيار الآمن هو الانسحاب من الواقع وان يتركوا المعركة تتواصل من حولهم.
ويقول التقرير إن المنتمين لمن يطلق عليهم "الاغلبية الصامتة"، وهم ليسوا من المؤيدين للنظام وليسوا من انصار المعارضة، ما زالوا على صمتهم حتى الان ولكن بعضهم يريد ان يعرف المزيد.
وتقول شابة سورية مؤيدة للنظام لبيل انها تريد ان تعرف حقيقة ما يجري في البلاد: "منذ مارس من العام الماضي ونحن نبحث عن الحقيقة. وحتى الآن لم نجدها".

ويقول محللون إن الهدف من الانتخابات البرلمانية التي تجرى في سوريا حاليا - كما كان الحال مع الاستفتاء على الدستور الجديد في شباط الماضي – هو محاولة الايحاء بان الازمة في سوريا يمكن حلها سياسيا.
ويضيف بيل أن المسؤولين الحكوميين في سوريا يهونون من شأن العنف في البلاد ويشبهون الاضطرابات بالاضطراب الذي يتسبب فيه تجديد وتطوير مبنى سكني.
ويقول بيل إن احد سكان دمشق قال له " في غضون عام ستنتهي كل الاضطرابات وستكون سوريا آمنة"، بينما قال له دمشقي آخر إنه اقنع نفسه بأن الانفجارات التي يسمعها احيانا هي رعد وليس إلا.
ويضيف التقرير إن اعدادا كبيرة من السوريين ما زالت تخرج للمتنزهات في مناطق مختلفة من المدينة على الرغم من التفجيرات التي تحدث في الضواحي.
وينقل بيل شهادة دمشقي آخر "لا افهم دمشق ولا الناس او آراءهم حيث يقتل سوريون على بعد نصف ساعة من وسط العاصمة. اعتقد ان اهل دمشق اما ان يكونوا في حالة انكار أو انهم يحاولون الاستمتاع بوقتهم قبل ان يأتي اليوم الذي لا يستطيعون فيه مغادرة منازلهم".
ويقول بيل إنه حتى اذا وقع العنف في وسط دمشق، فان من الصعب اكتشافه، حيث يعلن عن وقوع التفجير ثم يزال اثره ويعود الوضع إلى الحالة الطبيعية.
ويختتم بيل تقريره بشهادة دمشقية شاهدت الاحتجاجات واحداث العنف بأعينها "شهدت ما حدث ولم اكن أريد ذلك. لهذا أصدق ولا اصدق كل ما أسمع".
الفاينانشيال تايمز
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية