أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سنُذبح بالسكاكين.... لنبني وطناً لكل السوريين مقال طائفي لأحد أبناء السنة

نعم سنُذبح (بضم النون) بالسكاكين وسيكون الرد "أوقفوا القتل نريد أن نبني وطناً لكل السوريين"، ستُباد أحدى مكونات الشعب السوري حتى تنعم المكونات الأخرى بوطن متعدد ديمقراطي علماني حر يطبق حقوق الإنسان حسب الشريعة الدولية.
في الأدبيات الإسلامية المعاصرة كان يعاب على العلماء جلوسهم في بروج عاجية، وفي الأدبيات الفلسفية يعاب على بعض الفلاسفة اللاواقعية، وفي ثورتنا اليوم كثر هم اللاواقعيون الجالسون في بروجهم، وبعضهم وقع في فخ الخلط بين المساواة والعدل وخلط بين الضحية والجلاد، وساوا بينهما ليستوي لديه الفعل ورد الفعل والعدوان والدفع، وكفر بالأديان وبعقل الإنسان ليؤمن بمقولة أن "العين بالعين تجعل كل العالم عميان"، ليضع نساءنا وأطفالنا وشبابنا في عين ويضع الشبيحة وضباط الأسد وزبانيته في العين المقابلة ويختصر العالم بهذه الثنائية ويتعاما عن الواقع.
من أكثر اللقطات التاريخية التي علقت بذهني، هي رواية أن جنود هولاكو في بغداد كانو عندما يعثرون على الرجل من المسلمين يقولون له قف حتى نأتي بالسيف فينتظرهم إلى أن يأتو بالسيف ليذبحوه، وتأكدت أن ذلك ممكن بعد أن شاهدت ذلك في القرن الواحد والعشرين في نيجيريا أثناء رد الجيش النظامي على جماعة بوكو حرام (ما يعرف بطالبان نيجيريا) باعدامات عشوائية في الطرقات للمسلمين بغض النظر مع أو ضد بوكو حرام،حيث يأمر الجنود الرجال من المسلمين بالجثو ثم يتم اعدامهم واحداً تلو الآخر.
قصص الذبح الطائفي (للسنة) في حمص أصبحت مثبتة بالرغم من تشكيك البعض كما أثبتت في لبنان أثناء الحرب الأهلية والاجتياح الاسرائيلي وكما أثبتت في البوسنة وصربيا وحماه في الثمانينات.
بالطبع سينبري عذارى الطائفية لذكر الامثلة المقابلة في العصر الحديث، فيذكرون الجزائر والعراق وبعض ما جرى في السعودية، فالرد بأن الجزائر في أحداثها من الضبابية والانحراف ما لا ينكره عاقل، وفي العراق والسعودية كان الذبح لأفراد وليس لجماعات وخالف الفاعلينُ المجموعَ، ونهاهم عن ذلك أئمتهم أنفسهم (المقدسي من أئمة الجهاديين أنكر ذلك على الزرقاوي) إلى أن تم تصحيح هذا المسار الذي انتهجه سالكوه تأويلاً فرديا محدوداً بهدف اجتهدو أنه يندرج تحت باب التنكيل وارهاب العدو. وشذوذ هذه الحالات يؤكد انعدامها كممارسة في ديننا وأمتنا ويؤكد القاعدة "أن الذبح كان دائماً ممارسة ممنهجة من قبل الجيوش النظامية الحاقدة على ديننا والمنفلتة من أي عقيدة أخلاقية. والأمثلة التاريخية كفتح الشام وتحرير القدس على يد صلاح الدين وبالمقابل الحملات الصليبية والغزو المغولي والحروب الأهلية في البلقان والشرق الأوسط وأفريقيا شاهدة على هذا الافتراض.
اليوم نظام بشار ينتهج الذبح كسياسة عقاب جماعية لأحياء السنة (بالسيوف و بالمدفعية) كما مضت سنة الأولين، وإلى جانب ذلك هناك سيوف الألسن من أبناء الحراك أنفسهم التي تسلط على رقابنا بدعوى الليبرالية تارة والحنكة السياسية تارة أخرى. الكره والعداء تجاه الإسلامي السني على وجه الخصوص لم يعد من الممكن اخفاؤه من بعض مكونات الحراك كما النظام، فماذا نسمي الكره والشيطنة للسعودية وقطر "على ما فيهما من علل" في حين ربط المصير بروسيا أو إيران أو حتى غض الطرف من قبل هؤلاء الكارهين عن مثالب فرنسا التي تعج بهم؟ والأنكى فتوى إحد رؤس إيران "جنتي " بوجوب الجهاد مع الأسد حتى لا تقع سوريا بيد أعداء أهل البيت ومن قبله تخوف لافرون من قيام دولة للسنة في سوريا في حال سقوط النظام.
لا أحاول لعب دور المظلوم، فنحن مظلومون حقيقةً، نحن كمسلمين ونحن كغالبية ونحن كطائفة. طائفة عاش في كنفها طوائف وأديان تناقضها في كثير من الأحيان، عاشو وحافظو على تراثهم لا لتوازن القوى ولا لمصالح استراتيجية، بل لأن هذا هو ديننا وهذه هي طائفتنا وفكرنا وفلسفتنا التي أساسها كتاب الله وسنة نبيه.
*وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا ( 75 ) الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيدالشيطان كان ضعيفا ( 76 ) "سورة النساء"*
أتى (أي هو قادم ولم يصل بعد) أمر الله (من عذاب الكافرين وإهلاكهم) فلا تستعجلوه (فالله يؤخره لحكمة يعلمها كما أخر فتح مكة، اعملو ولا تكلو ولا تملو ).
سيسقط النظام ونكسر شوكة الكفر ونكسر هذه السكين المسلطة على رقابنا، ودخن الحراك هذا سيجليه ما تركه فينا رسول الله (كتاب الله وسنة نبيه) فلنعض عليها بالنواجذ كما أمرنا.

محمد يونس
(110)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي