يشاطرنا السكن في البناء منذ اكثر من خمسة عشرعاماً خبير روسي ودود, لطيف المعشر، يعشق دمشق و يحب أهلها ويتكلم العربية باللهجة الشامية. سألته ذات مرة عم دفعه لتوقيع عقد مع وزارة الدفاع السورية والقدوم الى منطقة ساخنة مثل سورية يمكن أن تشتعل فيها الحرب مع اسرائيل في أي لحظة في الوقت الذي كان بامكانه البقاء في روسيا والعمل في مكان ما في ضواحي موسكو بأمان واطمئنان! فأجابني: حبيبي.. لن تقوم حرب بينكم وبين اسرائيل حتى فى أسوأ كوابيسك!!
استغربت، بل استنكرت مقولة جارنا الخبير فأنا واحد من ملايين السوريين الذين يعيشون ويتحملون أعباء التسليح ودعم القوات المسلحة بانتظار أن " ينفخ " أحدهم النفير العام معلناً انطلاق حرب التحرير الشاملة. أدرك الخبير امتعاضي فاستطرد: حبيبي لا تزعل ولكن جيشكم ليس جيشاً مقاتلاً! فالجيش المقاتل لا يختبىء تحت تنانير النسوان ؛ انظر معي الى ابنية مؤسساتكم العسكرية وكيف اختارت قيادتكم مواقعها بين البيوت السكنية والمشاريع المدنية فهذه آمرية الطيران تقع قبالة مشفى ومبنى الاركان يقع بين مسرح مركزي و مكتبة للعموم؛ شاهدت صورة قديمة لساحة بوابة الصالحية في دمشق يظهر فيها مبنى الاركان القديم مكان مرآب الفردوس حالياً وقد قرأت أن الشيشكلي في أواخر 1953 و خشية أن يقوم الاسرائيليون بغارة جوية على المبنى ستوقع مئات الضحايا من المدنيين أمر بنقل الاركان الى موقع بعيد جداً عن العاصمة (في ذلك الوقت) واختار لذلك الموقع المعروف حالياً والمطل على ساحة الأمويين. وبعدين يا صديقي – يتابع الخبير كلامه – في كل دولة في العالم هناك جهاز استخباراتي للسهر على أمن البلاد و مكافحة التجسس وهذا الجهاز قد يكون "وكالة" أو "مكتب" أو "لجنة" وهو في كل الأحوال لا يشكل أكثر من خمسة بالمئة من الجيش ككل والناظر الى هذا الكم من الادارات و الفروع والشعب الأمنية الشغالة لديكم يدرك أن المخابرات تشكل أكثر من نصف الجيش!! ومع هكذا تركيبة لأجهزتكم الأمنية فلابد أن مخابراتكم تعرف بدقة مواعيد الطمث عند نساء سورية واحدة واحدة ، ولكنها بالتأكيد لا تعرف موقع دار الاذاعة الاسرائيلية في تل أبيب !!
و مشان هيك يا حبيبي، يختتم الخبير حديثه، عندما وقعت عقداً مع وزارة الدفاع تبعكم كنت "عرفان تمام لوين رايح" وكنت عرفان ان اندلاع حرب في الفاتيكان أكثر احتمالاً منه في سورية.
البحرين
أحوال سورية بعيون خبير روسي ... صخر الرملي
Sakhr al Ramli
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية