إن المتابع لتطور الأحداث في سوريا وبخاصة في الفتره الاخيرة يلاحظ انتقال العصابه الحاكمة إلى خطوة أكثر دموية وإجراما دون اقامه اي اعتبار لمعايير الحكومات والدول ولا حتى لأي اعراف او قوانين دوليه او محاكم او مجلس امن او اي شيء آخر , وهنا سأسلط الضوء على نقطتين أساسيتين الاولى وهي غير ذات أهمية كبيره وهي لا تخفى على أحد وهي سياسه الارض المحروقة التي اتبعتها العصابه الحاكمة محققه بذلك هدفين الاول وهو في المناطق التي تم تهجير أهلها و تهديم ونهب منازلها ودكها بالصواريخ والهاون والمدفعيه لاسابيع كباباعمرو والبياضة وعشيره وديربعلبة وغيرها وحتى الحميديه والاحياء القديمه وبذلك اضطرت عناصر الجيش الحر للانسحاب مع الاهالي من جهه وايقاف المظاهرات لانعدام اي تواجد بشري فيها وأما في المناطق التي تم تهجير الناس إليها فقد تم تهديد أهلها بتهجير وإخراج اللاجئين في حال استمرار المظاهرات وبذلك وحرصا على التكافل وايواء المشردين انخفضت مستويات واعداد المظاهرات وهذه كله في ظل انعدام تام لكافه اشكال العمل وذلك باحتلال السوق ونهب المحلات فيه ونشر القناصة على الابنية وحتى في الشقق العاليه خوفا من التصوير او الظهور وبذلك ينشغل الناس بترميم الحاجة الانسانية عن دعم الجيش الحر , كما أن هجمات الشبيحة وخطف الناس واصابه القناصة للشعب بشكل غير قاتل ادى لارتفاع اعداد الجرحى الذين يخفي الناس اعدادهم وأسماءهم خوفا على حياتهم وانخفاض اعداد الشهداء وبذلك ازدادت ايضا الاعباء الماديه والانسانيه الطبيه على الناس , وفي ظل كل هذه التكتيكات وغيرها فإن المراقب يجب أن يعرف أن العصابه الحاكمة ومستشاريها من الايرانيين المجوس والروس يحاولون استنساخ التجربة الجزائرية في بلادنا الحبيبه , حيث من الخطأ ان ننظر وننشغل بالتكتيكات والتفصيلات دون معرفه الهدف الرئيسي من كل هذه العمليات , العصابه الحاكمة تحاول أن تسترجع المدن لتكون تحت سيطرتها وتضغط على الجيش الحر والعناصر المسلحه للخروج باتجاه الريف , لعلمها اليقيني باستحاله السيطره على الريف مهما طال بقائها فيه وليكن المثال الرستن والقصير وتلبيسه وغيرها وحتى ريف ادلب فإن العمليات العسكريه تكون سريعه هدفها التخريب واتباع التكيتكات او بعضها او اكثر منها بحسب المنطقه والظرف ولكن سرعان ما تخرج بعد معرفه استحاله ضبط الريف والمثال الاخر ريف ادلب , وان كان هناك استثناء في هذه المعادله وهو ريف دمشق وذلك بسبب خطورته لتطويقه للعاصمه وقربه منها وامكانيه اصابه الدوله بشلل تام لذلك تم معامله الريف الدمشقي كمعامله المدن تماما كحمص وادلب ودرعا وبانياس وغيرها , وبذلك تصيب هدفين او اكثر وهو الظهور بمظهر السيطره على المدن وتفعيل الوظائف واسترجاع هيبة الدوله التي لم يبق منها ولا من دورها شيء من جهه , وانتظار الوقت ليخف الزخم الشعبي والدعم للجيش الحر وتركه يسيطر على اماكن غير ذات اهميه استراتيجيه بالنسبة للدوله كما في صحراء الجزائر وجبهه الانقاذ , ولكن ان كان فعلا هذا مخطط العصابه ومستشاريها فهو فاشل في الحاله السورية لعدة أسباب أهمها : الصلة الوثيقة بين الريف والمدينه في جميع المجالات حيث ان اغلب الموظفين و العسكريين وحتى في القطاعات المشتركه والخاصة يتداخل سكان الريف مع المدينه بشكل كبير , امر آخر وهو هام جدا حيث أن الحراك في سوريا منذ أول يوم وحتى هذه اللحظة هو حراك شعبي يضم جميع اطياف الشعب الغني والفقير الملتزم وغير الملتزم الاسلامي والعلماني وبالتالي فهو لا يواجه فئة أو حزب له وبالتالي يستحيل تجفيف منابعه او تجنيد فئة مقابل فئة او الانتظار ليصيب الشعب الملل وبخاصة بعد الظلم الذي وقع عليه , امر آخر هو العزله الدوليه التي عاشها وسيعيشها النظام حيث يستحيل استمرار عيش النظام في الواقع الدولي الراهن فمثلا هل ستقبل دول العالم والدول العربية بإعاده السفراء مثلا وإعادة العلاقات الدبلوماسية بعد ما اتركبه النظام السوري ليس بحق شعبه فحسب بل حتى بحق الدول من اتهامات واساءات وصلت لاهانه رؤوساء وملوك دول , فيستحيل ان يستمر نظام بدعم دولتين فحسب ولا اظن ان تعيد الدول اعترافها بعد سحبها الشرعيه منه وأن سقوطه هي مسأله وقت , أمر آخر إن الفرقة التي تعيشها سرايا وكتائب الجيش الحر وحتى الاعلاميين والسياسيين لها كثير من المساوء لكن لها ايضا محاسن وتتجلى باستحاله اختراق جميع الجماعات او في حال القضاء على احداها او تجفيف منابعها ترى الاخرى تستمر فنظام الخلايا ولو افتقد التنسيق وهو المطلوب في المرحله الحاليه والقادمه هو افضل من نظام هرمي قد ينهار باستهداف مفاصله ورؤوسه , الدول تتعامل مع النظام كتعاملها مع نظام صدام حسين في العراق حيث استمر الحصار عشرة سنوات عانا الشعب والنظام ما عاناه لينهار في أيام , الغرب لا ولم يخسر شيء في سوريا بعكس النظام والشعب ورسيا داعمه النظام التي تحاول الابقاء على النظام لتعطيل مد انابيب الغاز من قطر عبر الدول العربية وتركيا للغرب وبذلك تحرر الدول الغربية من سطوه شركه غاز بروم الروسيه في حال تم المشروع وهو امر حياه او موت بالنسبة لروسيا , وبالتالي فإن اطاله امد المعركه او تقصيره لا يؤثر على الغرب بعكس ليبيا الغنية بالنفط والتي قد يسبب طول الاضطراب فيها الى ارتفاع اسعار النفط ودخول العالم بأسره في مرحله ازمة طاقه كالتي مر بها سابقا , وكذلك من الامور الهامة هي معرفة الشعب يقينا ما سيكون حاله في حال تخلى عن الثورة او عن القائمين عليها وبذلك سيستمر بدعمهم ولو علم انهم يخطئون محاولا تصويب الخطأ وترميم النقص .
من الخطأ أن نعتقد ان العصابه تضرب وتقصف لمجرد القصف والضرب وايقاف المظاهرات وشل الجيش الحر , لان لا بد لذلك من هدف ولعلم الجميع بأن الملايين التي خرجت في ادلب وحماه وحمص وديرالزور والحسكة وبانياس واللاذقيه ودرعا والرقة وريف دمشق وحتى في مدينه الاحرار الجامعيه في حلب ستعود لتخرج قريبا وأن الجيش الحر في ازدياد بعكس الجيش النظامي , وأخيرا فالصبر مفتاح النصر والاحباط واليأس هو الطريق الاقرب للهزيمه او على الاقل لترك العمل والأجر , فلعلنا نتعامل مع واقعنا كما يتعامل المريض مع مرضه يتناول علاجه بعد تشخيصه ويسأل الله المعافاه وينتظر أن يشفيه الله عز وجل بإذنه بسبب الدواء واستجابه الجسم الكليه او الجزئية له ... اللهم ارزقنا الصبر والثبات والنصر القريب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية