أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لماذا هذا الحقد على تفتناز ؟

تفتناز هذه الذي اشتق اسمها من الحرير لم تكن لتعرف غير الحرية من طريق, فالكل يتحدث عن مجازر حافظ الأسد في الثمانينيات في حماة و حلب و جسر الشغور و لكن هل سمع السوريون عن ما حدث بتفتناز المنسية!!!
فتفتناز تلك البقعة المنسية في الشمال السوري ذاقت الأمرين من ظلم هذا النظام قدمت العشرات من أبناءها بين معتقل و مشرد و شهيد رغم قلة عدد سكانها آنذاك.. فكل تفتناز تتذكر بحرقة شهيدها علي عزرائيل حين سحبوه ( شحطوه ) بالمدرعات بعد مقتله من تفتناز لمركز مدينة ادلب بعد تدمير منزله و الذي بقي شاهداً على ظلم العصابة حتى عام 2010 حيث لم يتمكن أصحاب المنزل من بنائه.أما معتقلو تفتناز فمنهم من أمضى اثنتا عشرة سنة على الأقل و منهم من تجاوز الأربع و العشرين سنة و منهم من قضى نحبه و سلموه لأهله و منهم دفن و لا نعلم عنه شيئا حتى يومنا هذا و لذا نرجح وفاة من بقي منهم داخل الزنزانات الأسدية. و لو حسبنا نسبة من اعتقل و هجّر و قتل لوجدناها نسبة كبيرة جدا قياساً بعدد سكان هذه البلدة المنسية. و بعدها دأب النظام على زرع القنتة و العيون بين أهلها و نجح لحد ما و لكن أوهامه تساقطت مع أول انتخابات حرة للإدارة المحلية حيث أسقط التفتنازيون القائمة الحزبية بامتياز في انتخابات عام 1984 حيث لم يحصل الحزبيون سوى على أصواتهم و هم شرزمة قليلة على كل حال ... و بعد هذه الانتخابات الحرة و كانت لعبة من النظام لقياس حالة الرضى عن الحزب قبل خوض الانتخابات البرلمانية و بعدها أقلع الحزب عن هذه التجربة التي ستجر عليه الويلات.. و زاد حنق و غضب النظام على هذه البقعة المنسية و عاد النظام بقوة ليزرع بكل عائلة عينا و مفسدا فنجح تارة و فشل أخرى... و بعدها حقق النظام ما يريد من نصر مؤقت ليخيب أمله في انتخابات الادارة الملحية لعام 1992 و انقسمت البلدة بين تكتلين أحدهما موال للحزب و الثاني معارض و في حقيقة الأمر كلا التكتلين معارض و لكن أمين الفرع في ذاك الوقت ( صبحي العبد الله ) و هو الآن عضو مجلس الشعب لعب دوراً قذراً في اقناع بعض الناس بأن يقفوا مع الحزب بالترهيب و الترغيب و فعل ما فعل و مع هذا و كل أساليب القذارة التي يتقنها النظام سقط نصف القائمة الحزبية بالانتخابات و كادت أن تشتعل ناراً طائفية مقيتة لولا لطف الله و العقلاء من أبناء البلدة و فوتوا على النظام ما كان يحلم به. و لكن مقدار الحقد كان يزيد على تفتناز يوماً بعد يوم و سادت فترة من الصمت حتى عام 2002 حيث استيقظت تفتناز على حصار أمني من أفرع الأمن كافة حيث الشعارات المناوءة للنظام الأسدي كانت قد غطت جدران المساجد و المدارس وكافة المؤسسات الموجودة و على إثرها قامت أجهزة القمع باعتقال المئات من شباب البلدة و تم التحقيق معهم و إهانتهم و لكنهم لم يعثروا على الفاعل و أصبح الأمن في مأزق ففبركوا قضية ( وهذا دأبهم )  و قاموا باعتقال شاب لا علاقة له و بقدرة القادر اعترف بأنه المذنب و سجن لمدة ستة أشهر و خرج و هذا دليل على الفبركة لأن الأمن يعلم بأنه بريء لأن هذه الفعلة تستحق الإعدام في نظرهم و الدليل اليوم نرى عشرات القتلى يومياً لأنهم يطلبون ما طلناه سابقا في تفتناز.
و لما انطلقت شرارة الثورة المباركة كانت عين النظام قريرة بشأن تفتناز فنظر التفتنازيون يمناً و شمالاً ليعلنونها بصراحة أنهم لم يكونوا يوماً مع الفاجر فكيف اليوم و قد نفض السوريون الخوف عنهم!!! فثاروا و تخلصوا من رأس الأفعى الأمنية المزروعة بين ظهرانيهم  فدخلها الجيش الأسدي في 8 – 8 2011 فحرق و قصف ثم عاود الكرة باليوم الثاني مع بحر عرمرم من الشبيحة ليسرق البيوت ظناً منه بأنه سيخيف تفتناز و سيخمد مظاهراتها و لكن النتيجة كانت عكسية فنار الثورة تأججت أكثر فأكثر , فحاول النظام اقتحام البلدة مرة ثانية بتاريخ 20 – 11 – 2011 و لكن بسالة الجيش الحر منعتهم من دخول البلدة و كبدوا قوات الأسد خسائر كبيرة و يعلمها آل الأسد جيداً  فحاصر الجيش هذه البقعة التي بدأ اسمها يعرفه السوريون شيئأ فشيئاً بعدما كانت نسياً منسيا و قام الجيش الأسدي  لمدة أسبوعين من جهة الجنوب ..و لكن جيشنا الحر تنبه لهذا و بدأ ينظم الصفوف و الكتائب لعلمه بأن النظام لن يتركنا و شأننا.
و في هذه الفترة كانت المنظمات الدولية المتآمرة على الشعب السوري تمهل النظام أكثر فأكثر عسى أن يخمد هذه الثورة المباركة و فهم النظام هذه اللعبة فدمر حمص و دمر مناطق كثير في إدلب الخضراء حتى وصل مركز المدينة ثم اتجه شرقاً نحو سرمين فسراقب ليتجه شمالاً نحو تفتناز بتاريخ 3- 4 2012 و لم يتمكن الجيش الأسدي من دخول البلدة لبسالة جيشها الحر و تكبد خسائر أكثر من كثيرة فجن جنون النظام فاستخدم الطيران لساعات طويلة ليرتكب أبشع و أكبر مجزرة بسوريا لو أخذنا النسبة السكانية بالحسبان فقدمت تفتناز أكثر من مئة شهيد بيوم واحد و لم يكتف المجرمون بهذا فدمروا معظم البيوت و من لم يدمر بيته ناله من نار الأسد ما ناله , فاليوم أكثر من أربعين بالمئة من بيوت تفتناز مدمرة و محروقة.. فيا أيها الأحرار في كل حدب و صوب هل علمتم اليوم شيئا عن حقد هذا النظام على هذه البلدة !!! و في أول أسبوع بعد أن أفاق التفتنازيون من مجزرتهم تجمعوا بمظاهرة حاشدة و بدعم معنوي قوي من شقيقاتها ( بنش – طعوم – معارة النعسان ) ليرفعوا شعار ( من تحت الركام سنسقط النظام ) .. بالله عليكم يا شعب سوريا العظيم لا تنسوا هذه المدينة في قادم الأيام لأنها و رغم الدمار تقول و بالفم الملآن أننا صامدون فأما حياة تسرّ الصديق و إما ممات يغيظ العدا.


أبو محمد الهاشمي و أبو قيس التفتنازي
(128)    هل أعجبتك المقالة (113)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي