في سهول قرية اسمها الجيزة ترابها لونها أحمر متل كل تراب حوران كان فيه طفل اسمه حمزة الخطيب كان عم يلعب بالسهول اللي بقرب الطريق
كان عم يكبر ويسأل امه ليش هالتراب أحمر
امه تقول له لأن هالأرض ياابني عمرها ماركعت لحدا وقدمت شهداء كتير لون دمهم ترابها ارض خير وبركة
بس استاذه بالمدرسة يقول له لاياحمزة الارض حمرا لان فيها اوكسيد الحديد
وظل حمزة محتار ليش هالأرض حمرا
وفي يوم وهو عم يلعب
شاف ناس كتير جايين عالطريق ، فكر جنازة أبوه قله لازم بس تشوف جنازة تآجر وتشارك .... قال بشارك وبكسب اجر طلعت موجنازة مو شايلين ميت شايلين أكل ودوا وكياس طحين ورز وسكر
سآلهم : - وين رايحين ؟؟
قالوله ...- على درعا ... الجيش محاصر أهلنا ومانع عنهم الآكل والشرب
ركض على البيت أخد ربطة خبز و قطرميز ( مرطبان ) مقدوس وقال لامه : الناس يما رايحين عدرعا وانا رايح معهم
قالت له : الله معكم يما الله يسرلكم ويحميكم
وبعد ١٥ دقيقة تقريبا وصلوا بلدة صيدا ومن صيدا كمان راقفهم عدد من الناس
وبس وصلوا مساكن صيدا اللي على يمين الطريق
بلشت الناس تصرخ وصار يعلى صوت الرصاص
وبلش الدم يسيل على الأرض الحمرا أصلا
صرخ حمزة ياربي شو صار شو فيه مين عم يطلق النار
ارتبكوا الناس انصدموا منهم من رجع لورا بس الطريق اتجاهين وصار زحمة وتسكر
والرصاص كان كثيف كان يوقع واحد وبس يجتمعوا عليه لحتى يحملوه يوقعوا فوقه
الباقين
ركض حمزة باتجاه الحقول اللي عطراف البلد ركض مع ناس كتير
وفجأة حاصرهم جنود ( الوطن ) وبكل مسبات العالم وبضريات اعقاب البنادق صاروا يحشروهم بباصات وسيارات وشاحنات واخدوهم على درعا
دخلوهم الملعب وفي العراء تركوهم يوم يومين تلاتة بلا أكل وحرموهم حتى شرب الماء
ويوم بعد يوم كانوا ينقلوهم للشام
لفروع التحقيق .... فروع التعذيب واخدوا حمزة لفرع التحقيق بمطار المزة
حمزة راح معهم وشاف هونيك طفل تاني اسمه تامر الشرعي ماعندهم فرق لا كبير ولاصغير لامريض ولامصاب لا رجل ولا امرأة
اللي بيموت بيرموه بشاحنة وبس تمتلأ الشاحنة بياخدوها لمكان تاني بعيد
حمزة شافهم يضربوا الجثث استغرب حدا بيضرب الميت ياترى ليش بيضربوه ، الميتين ماتوا .... ياترى الميت بيحس بيتألم من الضرب ... !!!!
قال له شخص معتقل عم يضربوا الميت لأنهم هم الأموات
مافهم حمزة شو قصده
يوم يومين اسبوع مرت الأيام كان حمزة وثامر من أصغر المعتقلين
وصار دور حمزة للتحقيق تعرض حمزة للضرب بأعقاب البنادق وكان جسمه الصغير ملئ بالكدمات والجروح
وقبل مايوصل للمحقق بلشوا فيه العناصر
ياارهابي ياسلفي رايحين تغتصبوا النسوان والله لالعن ... والله لاحسب ما ...
حمزة كان بدو يبكي بس دموعه كانت نشفت مانزلت ولادمعة
حتى جسمه تخدر ومابقى يحس بآي ركل وبأي تعذيب
حطوه بدولاب وحطوه عبساط الريح ورفعوه فلقة
يقولوله اركع لبشار اسجد لصورته ربك بشار ربك الأسد
قول الله سورية وبشار يابن الــ ...
بس حمزة يكان يقول بس الله سورية حرية وبس
سماع ولا جحش سامع صوت اللي معك شو عم يصير فيهون اعترف اعترف انك سلفي وارهابي وانكم كنتو رايحين تغتصبوا البنات !!!!
حمزة اطلع بالمحقق ومن قسوة التعذيب وألمه قال له : بعترف بعترف بأي شي بس شو يعني سلفي شو يعني ارهابي وشو يعني اغتصاب وآي بنات مساكن صيدا مافيها حدا
ضربه الضابط على وجهه ركله برجله وشتمه وشتم امه وابوه وقلهم خدوه جهزوه وجيبوه لاتجيبوا لي الا الجاهز
واخدوه لحمزة على غرفة تانية
مافي لغة بالعالم بتعبر عن اللي صار في غرفة التعذيب
انتو بس شوفوا صور حمزة بس رجعوه لاهله يمكن تتخيلوا شوي من اللي صار
حمزة مات ... وتامر مات وناس كتير ماتوا
وطلع شخص على التلفزيون يقول انو حمزة اعترف انو كان رايح يغتصب نساء في مساكن صيدا العسكرية
حمزة رجعت جثته لأهله وامه وابوه بيروحوا على القبر قبر حمزة وبيقرأوا الفاتحة
بس في ناس كتير راحوا مع حمزة ولحد هلأ مارجعوا ولاحدا بيعرف عنهم أي شي
حمزة الخطيب وتراب حوران الأحمر... هبة حسن

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية