
المدام فاديا خطاب مع القائد قلباً وقالباً

لم يكن مفاجئاً للكثير من الشخصيات المقربّة من المدام فادية خطاب المولودة في حلب 1950، موقفها من الثورة السورية وتأييدها اللامحدود للدكتور بشار الأسد الذي يواجه اعتراضات شعبية منذ أكثر من عام.
ففادية التي حصلت على الشهادة الإعدادية في حلب قبل انتقالها إلى دمشق وهي في عزّ انوثتها وشبابها 17 سنة، انضمت إلى نقابة الفنانين 1982 وكانت تصرفاتها المكشوفة للكثير من زملائها تتلخّص بالتقرُّب من أصحاب النفوذ والسلطة في العديد من المجالات الفنية والسياسية، وهو ما أوصلها إلى رئاسة نقابة الفنانين السوريين عام 2010 كأول فتاة تصل لهذا المنصب في سوريا.
فهوجمت بكثرة من بعض الفنانين السوريين أبرزهم الممّثل "عباس النوري" الذي انتقد بشدة توليها للمنصب، معتبراً أنّه كان ينتظر أن يقود الفنانين سلوم حداد أو أيمن زيدان وليس "فهمية" الاسم الحقيقي لـ"فاديا خطاب" بحسب قوله.

أمّا عن موقفها من الثورة السورية فلم تتردّد "فهمية" من انتقادها للثوار الذين اعتبرتهم أداةً للمؤامرة الخارجية التي تحاك على رئيسها بشار الأسد للانتقام من قلعة الصمود والتحدي والأمن الذي يعيشه المواطنين، مؤكّدة ثقتها الكبيرة بعدم سقوط النظام الحالي كما أنها مستعدة بأن تحلف "بالقرآن الكريم" مما تقوله وذلك في مقابلة مع صحيفة الخبر الجزائرية في التاسع من أيلول الماضي.
ولم يكن مفاجئاً أيضا ظهورها في إحدى المسيرات المؤيّدة عندما قالت على الشاشة : "أشعر بأنني طفلة، سوف ننتصر وسنكون أقوى تحت القيادة الحكيمة لبشار الأسد، المسيرة وخروج الممثلين أمرٌ يُثلج القلب، لم أفعلها طول حياتي إلا لأجل سوريا وقائدي بشار الأسد".
ولكن فاديا أو فهمية أظهرت تناقضاً فاضحاً في تصريحاتها عن وجود اسمها في القوائم السوداء للفنانين الذي يقفون ضد الثورة، فأوضحت بأنّ أمر الوقوف مع النظام من عدمه هو حريّة شخصية وهناك الرأي والرأي الآخر، وكل إنسان هو حرٌّ فيما يقول، علماً بأنها أظهرت خلاف ذلك عندما وجدت رأي الفنانة مريم علي يناقض محبتها الشديدة للقائد، فقالت مريم: " النقابة لمساعدة الفنان وليست للتدخل فيما لا يعنيها، تلقيّت اتصالاً من نقيب الفنانين فاديا خطاب، كنت أتوقّع أنّ اتصالها جاء لكي تبارك لي بفوزي بجائزة أحسن ممثلة "دور ثان" في مهرجان القاهرة للإعلام العربي عن مسلسل (سقوط الخلافة) ولكنني فوجئت بأنها تخاطبني بنبرة حادة فيها الكثير من الاستعلاء والأسلوب التحقيقي لتسألني ماذا كنت تفعلين عند السفارة المصرية بدمشق، وذلك في إشارة إلى مشاركة الفنانة الحرة مريم في إحدى المظاهرات ضد النظام".
أمّا التصرف الملفت والأكثر استغرابا كان في إطار حديثها عن الفساد والظلم والفقر التي كانت وراء انفجار الوضع الداخلي في سوريا، عندما تساءلت بفطنتها المعهودة ألا يوجد في أميركا فقر هناك شوارع لا يمكن أنّ تمرّ بها بسبب الفقر وكذلك الأمر بالنسبة لدولة مصر الشقيقة، ومع ذلك فإن الإصلاحات التي يقودها بشار الأسد ستقود البلاد إلى الطريق الصحيح المبني على تكافؤ الفرص، مشبهةً أحوال المواطنين السوريين بالرفاهية التي يعيشها المواطنين بأميركا في تبرير لا نعلم القصد منه الدعابة أم الاستغباء.
ويبدو بأن المدام التي اعتادت على لعب أدوار البطولة في أغلب أدوارها السابقة ستستمر في وقوفها بجانب القوة والبطش متخليّةً عن الحق والعدل، فشهاداتها الفنية والتكريمية قد أعمت عيونها عن رؤية أطفال سوريا المُيتَّمون وأذنيها صُمّت عن سماع صرخات الثكالى، فلم يحرك قلبها الحنون إلا هتافات التأييد والخنوع للقائد.
ولعل الشاعر أحمد شوقي هو الأقرب لتفسير موقفها عندما قال:
وللحريّةِ الحَمراء بابٌ بِكُلِّ يَدِ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ
جورج الحر - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية