ما بين كثرة فرص الموت وقلة فرص الحياة يعيش المواطن الفلسطيني بقطاع غزة , هذا حال قطاع غزة في ظل حصار ظالم من عدو لا يرحم كبيرا او صغيرا واقتتال الاخوة الذي كانت نهايته حسم عسكري أتى على الاخضر واليابس في القطاع وما زال.
وما بين الموتين , الموت على يد المحتل الاسرائيلي وآخرا على يد ذوي القربى وبني الجلدة والذي هو من اشد أنواع الظلم وقعا على النفس تبقى فرص الحياة الكريمة بعيدة المنال...
كانت تلك العبارات هي موجز مختصر عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية السيئة في قطاع غزة .
وبعيدا عن الحديث العاطفي والعبارات الرنانة التي تؤثر في النفس , تكون هناك لغة الارقام والحقائق حاضرة و التي تعبر عن مدى تردي الحالة الانسانية , فقد ادى الحصار الاسرائيلي الظالم على قطاع غزة الى تدهور مجمل الاوضاع فيه ابتداءا من الاقتصاد الفلسطيني المتأزم هو أصلا والذي ازداد تدهورا خلال الحصار والذي ادى الى غلاء اسعار معظم المواد الاستهلاكية على الاقل 80% من الاثمان الاصلية , وبمعنى اخر اصبح ما كان ثمنه دولارا اصبح الان ثمنه على الاقل دولار ونصف ...
وبخصوص الازمة الصحية في القطاع فحدث عنها ولا حرج , فقد فاق عدد حالات الوفاة اكثر من 43 ضحية على حسب احصائية الجهات الرسمية الفلسطينية , ويوجد الكثير من الحالات التي تنتظر الموت بسبب عدم سماح سلطات الاحتلال الاسرائيلي الخروج للعلاج في الخارج او اجراء العمليات التي لا يمكن اجرائها في القطاع .
وفي الجهة المقابلة نرى الموت الاخر , وهو اقتتال الاخوة على سلطة ليست باليد وعلى مناصب زائلة , الاقتتال الذي أدى الى مقتل اكثر من 500 فلسطيني (وما اصعب ظلم ذوي القربى) , وهذا الاقتتال ادى الى تدهور العلاقات الاجتماعية بين الاخ واخيه والصديق وصديقه في مكان لا سلطة عليه الا لعدو أراد أن يفارقه ويأتيه بالضربات المباغتة سواء جوا أو برا أو بحرا.
اذن الموت يحيط بالفلسطيني في قطاع غزة من كلا الاتجاهات , وفرص الحياة قليلة وتكاد أن تكون معدومة في ظل اوضاع اقتصادية سالفة الذكرة سيئة جدا .
ويبقى السؤال الذي يدور في الاذهان , من حق الفلسطيني أن يعيش في سلام : فالى متى سيبقى محاطا بالموت من كل الجهات؟!!!
نائب رئيس تحرير مجلة شرفات
WWW.SHOROFAT.NET
أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية