لعل الثائر السوري أو المرأة الثكلى أو الأطفال اليتامى إذا ما صرخوا بهذه العبارة ان يلقوا آذاناَ صاغية او قلوباَ متعاطفة. أو لعل الجيش السوري الحر، الذي يحمي المتظاهرين بسلاح الشجاعة قبل أي سلاح آخر، إذا ما صرح بهذه العبارة في كل لقاء تلفزيوني ان يرق قلب أخوان له هناك في بلد آخر مجاور ويمدوه ببعض قطع السلاح التي اتخمت مخازنهم.
أحنا بنضيع يا وديع!
عبارة قالها ممثل مغمور بل مطمور بوحل من السخافات والجهل والبذاءة، ورددها خلفه شباب طائش واطفالٌ جهلة ورجال لم تبقى من رجولتهم سوى ذكورة تقودهم نحو مستنقع الكاسيات العاريات.
أما عبارات من قبيل "يا الله مالنا غيرك يا الله" او "والشهادة مطلبنا ... لبيك، لبيك، لبيك يا الله" التي رددها ملايين الابطال وآلاف الشهداء وبلابل الحرية وحناجر الحق، فلم تلق اي صدى لها بينهم، وكيف لهم ان يسمعوا هكذا عبارات وهي جزء من حوار راقٍ بين الشهداء والابطال مع ربهم؟! حوار يرتقي فوق هامات البشر وفوق كل التراهات والتفاهات. حوار بين أهل الجنة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، و أهل الأرض الذين ما بدلوا تبديلا، مع الله عز وجل خالقهم وناصرهم الذي سجدت له جباههم وخضعت له قلوبهم، القائل عز من قائل:"وكان حقا علينا نصر المؤمنين" الروم 47.
فيا أخي ويا أختي، أختر في اي الفسطاطين تكون، ومع اي الناس ستصطف، لانك معهم ستحشر يوم القيامة. فهل ستكون مع " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ( 173 ) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ( 174 ) " آل عمران
ام مع الذين قالوا "احنا بنضيع يا وديع!" ...؟
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية