أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اجرام النظام الأسدي سياسة ممنهجة أم سلوك فردي شاذ ... هبة حسن

صورة من بداية الأحداث في درعا هزتني واحزنتني حطمتني ارعبتني وأغضبتني وكسرت في داخلي أشياء استحال بشكل نهائي اصلاحها جرحتني وارقتني وجعلتني اعيد النظر في كل شئ
مشاهد صورتها فتاة من درعا البلد منزلها قرب الجسر بيد ترتعش كانت تتمتم بكلمات غير مفهومة من هول الصدمة وهول ماترى
كانت صورة لمن كنا نظن انهم عناصر شرطة وأمن وقوى حفظ نظام يجرون متظاهرا يحتظر ويلفظ أنفاسه الأخيرة وبعد أن مات هجم عليه أحد الغناصر وبدأ يسحق جمجمته ويضرب جثته في مشهد صادم ومؤلم لم نستوعبه آبدا ولم نكن قادرين على تصور ماورد فيه
كان هذا العنصر الذي يرتدي زيا أسود يركل رأس المتظاهر الأعزل بغضب وحقد وإجرام يستحيل تصور وتقبل اسبابه وحدوثه

شوشني كثرا ذلك المشهد وبدأت آتأمله واتذكر كل تلك القصص المرعبة التي تروى عن عناصر المخابرات وضباطهم ومايقومون به من تعذيب وتنكيل

هذه الصورة أحدثت فرقا كبيرا وحركت مئات الألوف من الصامتين أو ممن لم يحسموا أمرهم

وربما قال البعض ان ماجرى سلوك اجرامي فردي غير ممنهج

ولكن ماجرى ويجري وماخفي من أمور أخرى فضحتها جثث المفقودين والمعتقلين

تروي مالايمكن لعقل تصوره

ومرت الأشهر ولم نسمع أن هذا النظام الذي اعترف بهذه الأخطاء والانتهاكات
قد ادان او عاتب او خلصت لجانه لأي نتيجة في محاسبة هؤلاء القتلة والمجرمين

وادركنا جميعا كسوريين أن هذا طبع النظام الأسدي طبعه الاجرامي والسادي الممنهج

ففي عرف الجيش الأسدي وفي طريقة تدريب وبناء العسكري السوري في بعض القطع والقوات الخاصة والفرق تحطم انسانيته ويعمل على تجميد ضميره وتنمية الحقد في داخله تجاه المجتمع
فيقوم الضباط باهانته واذلاله وظلمه وتعذيبه ليمتلأ غضبا وحقدا -
عدا عن الحقد الطائفي المتوارث في تلك النفوس المريضة والتي تربأ بأنفسنا عن الحديث عنه - ليصبح قنبلة موقوتة تنفجر في الوقت الذي يريدونه وفي وجه من يهدد أمنهم وبقائهم

وليس بقاء وأمن الوطن

هم عصابة مسلحة ومافيا مجرمة تطفلت على الوطن وعاشت متخفية فيه

وعندما تحرك خيرة شباب الوطن وشجعانه طلبا لحقوقهم العادلة وحياتهم الكريمة

أطلقوا ليفتكوا بالشعب وينكلوا به وينشروا ثقافة الخوف والرعب والاجرام

هم أعداء الوطن وأعداء الانسانية

يفرغون حقدهم وغضبهم بشكل ممنهج ومدروس وهم وحدهم من يترفعون ويحصولن على الترفيعات والرتب

كل ماكانوا حقراء وساديين ولايعرفون الرحمة ويهابهم من حولهم

بغض النظر عن أي شئ آخر

وطوال ٤٠ عام كان النظام الأمني المخابراتي بحكم خوفه من لحظة الثورة ضده

يعدهم وينمي اجرامهم وحقدهم وغضبهم

هم لاينظرون لمن يثور في الشوراع ويتظاهر على انهم شركاء في الوطن ولهم مطالب محقة كما زعم رئيسهم وملهمهم

هم بنظرهم عبارة عن خونة وحثالة وشوية زعران وعميان كما قال بسام أبو عبدالله

وجراِثيم كما وصفهم قائدهم السفاح بشار الأسد

وقد أعطاهم الضوء الأخضر في أولى خطاباته

عندما قال آن ليس هناك منطقة محايدة ومن ليس معنا فهو ضدنا

ولهذا فالاجرام بحق الشعب السوري والانتهاكات الفظيعة والجرائم بحق النساء والأطفال ليس سلوكا شاذا وفرديا

هي سياسة هذه النظام المافيوي الشمولي القمعي المجرم

والذي ينبغي على كل انسان في هذا العالم آن يعمل لجلبه لمحكمة الجنايات بكل رموزه وأجهزته من مخابرات وأمن وجيش

حتى يحاكم على كل هذا البطش والاجرام الذي لم يسبق له في التاريخ مثيلا

(101)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي