أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المالكي.. في المنطقة السوداء!... أبوالوليد

وزاد في الطنبور نغماً

لم يكن ينقص الشعب السوري في مخاض ثورته العسير، سوى مناسبة سياسية من وزن القمة العربية مع ما تحمله من معانٍ تراجيدية وكوميدية في آن واحد، لكن القمة وصفت بأنها حدث لكونها أقيمت في بلد "مُحرَّر" كالعراق، وبحضور الزعماء بما فيهم أولئك الجُدد في أنظمة دول الربيع العربي!

قمة ولكن!

قمة بغداد، كانت مناسبة منشودة لو كانت السطور السابقة "واقعاً"، فلا العراق "مُحرَّر" ولا الزعماء حضروا، ولا الربيع أورَقت أزهاره رغم حلوله، ولعلها حلقة متصلة من المفارقات، فكيف للربيع أن يُزهر مع صائدي الفرص من السياسيين ومُحدثي نعمة السلطة، وكيف للزعماء أن يأمنوا على أرواحهم في بلد متفجِّر ليس بالسيارات المفخَّخة وحدها، بل بنزاعات ملوك الطوائف الجدد الذين هلّلوا لخروج المدرّعات الأميركية، وهم عاجزون تحت براثن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

مواقف مزرية..

ما يُهمنا من كل ذلك كسوريين، هو الاهتمام بملف الأزمة السورية كأول الأولويات، وليس في ذلك منّة من الأشقاء، سواء أصحاب الضيافة أم الحضور بكل مستوياتهم، وهم جميعاً متفرجون لا أكثر باستثناء عدد محدود، إلا أن المواقف الاستفزازية تأتينا من الخاصرتين اليمنى واليسرى، فالعراق "يُحاضر" ولبنان "ينأى"!، وستكون وقفتنا في هذا العدد مع الموقف العراقي، على أن يكون لمقام "النأي" مقال آخر.
وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، كان محتاراً بين محاكاة المواقف الغربية، ومراعاة التجاذبات العربية، والخوف من كابوس الجار الإيراني في الشرق، فأكد حق الشعب السوري في الحرية، ثم أتحفنا بالقول إنه لم يسمع أحداً ينادي بتنحي الأسد!، وتارة يدعم كوفي عنان، وتارة يطلق لعروبته "ولا أعرف من أين أتى بها" العنان!

وتحدَّث الرئيس العراقي جلال الطالباني كأول كردي يترأس أعمال القمة العربية، وكان خطابه بروتوكولياً إلى حد بعيد، راعى الأعراف وأصول الضيافة، وتطرَّق إلى الملفات الشائكة دون مواقف، ولعلَّ الحنين إلى دمشق لم يعد ضمن حساباته، ربّما يحاول نسيان سنوات المنفى!

دكتاتور جديد 

أما رئيس الوزراء العتيد نوري المالكي، فكان ثالثة الأثافي، فناقض وزير خارجيته، وتجاوز الرصانة الدبلوماسية لشريكه في "ترويكا" الحكم المتهاوي، فلم يتحدَّث بصفاته المحلية كرئيس لوزراء العراق ووزير للداخلية والدفاع فقط، وإنما بدا ناطقاً باسم المرشد الأعلى، وخِلنا للحظات أن البث المباشر من قُم أو طهران، وليس من بغداد..
المالكي، الحريص على أمن سورية واستقرارها ووحدة أراضيها، حاضَر أمام العرب وبالنيابة عنهم، بالسوريين، محذراً من التدخل الخارجي بكل أشكاله، مؤكداً على ضرورة تقرير الشعب وحده لمصيره، وتناسى كيف جاء إلى الحكم على ظهر الدبابات الأميركية، وكيف تحوّلت بلاده إلى الولاية الإيرانية رقم 32.

الدكتاتور العراقي الجديد كما وصفه الخارجون عن نظامه الهاربون إلى كردستان مؤخراً، لم يكتف بهرطقته السياسية عند هذا الحد، بل نوَّه إلى حروب وشيكة "بالوكالة"، وهو أداة في يد خامنئي وزمرته، ترى ألم ينصحه موالوه "ألا يُحاضر في الشرف" ؟؟؟؟

من المفيد أن نُذكِّر زعيم حزب الدعوة العراقي متعدد القدرات والمواهب والمناصب، بعدائه العلني لزعيم العصابة في دمشق، قبل عام من الآن، حين كان يتهمه بأنه مصدِّر الإرهاب السلفي للعراق والداعم الأول لتهريب السلاح عبر الحدود، وكلما كانت تنفجر قنبلة يدوية كانت تستعر التصريحات من بوقه الإعلامي "علي الدباغ"، حتى وصلت العلاقة بين الحكومتين إلى القطيعة، فما الذي تغيَّر؟

سؤال قد تجيب عنه قنابل بغداد وسواها من المدن العراقية، التي تزهق أرواح الأبرياء بين الحين والآخر، والتي لم تسلم منها حتى المنطقة الخضراء في بغداد، ولعل الصاروخ الذي سقط قريباً من "قصر صدّام" مكان انعقاد القمة، حمل رسالة للجميع حول المسؤول عن كل ما يحصل في العراق وجوارها، بتخطيط من رؤوس تحت "عمامات" الدم.

أرض النفاق.. والشقاق

قال الحجّاج قديماً "العراق أرض النفاق والشقاق"، وهو أمر واقع الآن بكل أسف، كما قال صدّام حسين مادحاً نفسه "لم يحكم العراق سوى اثنين الحجّاج وصدّام" وها هو رفاته يُنقل من مكان لآخر، ربما خوفاً منه !!، ولا ينقص المالكي سوى أن يخطب قريباً في بغداد الخضراء أو السوداء -لا فرق- مستعيراً كلام الحجّاج : "أنا ابن جلا وطلاّع الثنايا.... متى أضع العمامة تعرفوني".
لكن ما هو أكيد، أن ردّ السوريين الوحيد، على المالكي وباقي الزعامات والعمامات، بلسان الحجّاج كذلك: " إنّا نرى رؤوساً أينعت.. وحان قطافها".


الإطلالة الدبلوماسية المشرّفة... أبوالوليد 
لم يُخطئ من قال أن التاريخ يعيد نفسه لدى العرب دوماً، فتتكرر النكبات والنوائب دون الاتعاظ منها، وتتوالى سقطات الأنظمة والطغاة بأسلوب يجمع الكوميديا السوداء...     التفاصيل ..

 


الجعفري.. ممثل الرئيس !... أبو الوليد 
لا يختلف اثنان على براعة المندوب "السوري" الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، في انتزاع صيحات الإعجاب لدى مؤيدي نظام بشار الأسد. إذ أنه يجيد، كما من عيّنه...     التفاصيل ..


هذا "الشـبل" و"تلك" الشـبل!... أبو الوليد 
سبق وأن تغنّى مهرجو مجلس «الشعب»، برئيس العصابة لدى تنصيبه وريثاً عام 2000، بجملة عُممت على مرافق الدولة «هذا الشبل من ذاك الأسد»، وانتظرنا 11 عاماً لنتأكد فعلاً لا...     التفاصيل ..

مجلة سوريا بدا حرية
(98)    هل أعجبتك المقالة (101)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي