بعد عام ..تأملات ثورية (سلسلة)
( 4)الوجه المشرق للثورة
لقد أظهرت الثورة السورية للعالم وجوها مشرقة وملامح فريدة متميزة، ولعل أ كثرها نضارة وإشراقاهو:
***قصة الصمود الأسطوري لهذا الشعب ،رغم ان جميع المعطيات التي تحيط به هي حزمة من المثبطات والمعوقات والمحبطات والرسائل السلبية التي تبعث على انسداد الأفق وخفوت بصيص الأمل ..ولكنهم (اهل الأرض المباركة ) ربطوا قلوبهم بموجد الأسباب ،وصموا آذانهم عن سماع المرجفين ،وأغمضوا أعينهم عن طوابير المتآمرين الحاقدين الذين جمعهم هدف واحد (سواء كانوا بين ظهرانيهم أو في دول الجوار أو خلف المحيطات)هو اخماد صوت ثورتهم الهادر ....وصاروا ينظرون إلى واقعهم بنور البصيرة لا بنور البصر حتى صاروا خير ممثل للآية القرآنية الكريمة:(الذين قال لهم الناسُ إن الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)فباتوا صابرين ، في طريقهم ماضون لا يضرهم من خذ لهم ،يقودهم حسن الظن بربهم وصدق الاتكال عليه....
***وكذلك أحد الوجوه المشرقة لثورتنا هوالأداء الإعلامي اللامع الذي كان له اكبر الأثر في استمرار الثورة واتساعها ووصعوبة إخمادها والذي كان متمثلا بآلاف الفيديوهات التي فضحت جرائم النظام وفظاعاته وسببت حرجا للعالم المتواطئ معه فغير بعض مواقفه حرجا لاشرفا منه.
وكذا التغطية الإخبارية التي بدأت بشاهد عيان وتطورت الى عدد كبير من المراسلين بالصوت والصورة والذين يمتلكون جرأة مذهلة وقدرة على توصيف الحدث واستنهاض الهمم .
***وإحدى الملامح المشرقة لثورتنا هوهذا الكم الهائل من الإبداعات الفنية والأدبية التي ربما فاقت غزارة ما أنتجته سورية في عقود سواء في مجال الرسوم المعبرة والكاريكاتورات الساخرة والأناشيد الثورية والأغاني الحماسية والأهازيج المعبرة والتي لا تخلو من روح النكتة والدعابة رغم شدة الآلام والجراح ..وكذلك الكم الهائل من المقالات والأدبيات والأشعار ...بل وحتى اللافتات التي يرفعها الثوار تحتاج كتبا كاملة تتحدث عن آثارها ومدلولاتها ورمزيتها وتميزها.
وكذلك الهتافات التي صدحت بها حناجرالثوارفأفقدت أركان النظام صوابهم فذبحوهم واجتثوا حناجرهم اسكاتا لصوتهم ،فتكفل ربنا بإيصال كلماتهم بعيدا عبر الأصقاع حتى صارت أهازجيهم ترددها ألسن عجم في بعض انحاء العالم بل وحتى كلمة حرية صارت تترددفي أرجاء المعمورة بلفظها العربي (حرية).
****وأحدالوجوه النيرة لثورتنا هو ظاهرة الإيواء والتآخي والتكافل اللإجتماعي التي عادت لتبرز بصورة مشرفة من جديد بعد أن كادت تتلاشى ...!! فيأتيك شعور غامر بأن النصر بات وشيكا عندما ترى المدن الكبرى حلب ودمشق تعمل ليل نهار كخلية نحل لإيواء النازحين ،هذا يبحث عن بيوت وذاك يجمع التبرعات واخر يحضر الطعام وغيرهم يحضر البطانيات والفرش والملابس رغم التضييق والملاحقات الأمنية علما أن النزوح الداخلي هو أضعاف النزوح الخارجي (والذي باتت تشكومنه دول الجوار وتطلب المساعدت الدولية)في حين أن أهلنا في حلب ودمشق يشاطرون أخوتهم لقمة العيش لا يبتغون إلا القبول من ربهم الذي تجلت بعض حكمته في تأخير انخراط هذه المدن في الثورة .
***ومن المظاهر المشرقة للثورة هو تلاحم المغتربين السوريين مع بعضهم البعض ومع أهلهم بالداخل بصورة تبعث على الفخر والإعتزاز رغم سنين الغربة الطويلة التي انجبت جيلا ثالثا خارج الوطن ،حيث وصفتهم إحدى الفضائيات التي اعتادت ان تعمل حملات تبرعات وإغاثة بانهم اكثر الناس سخاءاًوكرماً .لقدحملوا رسالة الثورة في مغترباتهم بجدارة ،فمنهم من نقل الثورة الى حيث يقيم بالتظاهرات والاعتصامات ،ومنهم من قام بإيصال صوت الثورة ونصرة قضيتها بالمحافل الدولية ،ومنهم من يعمل على جمع الأموال وإرسالها للداخل ،ولعل أهم وأبرز اعمالهم هو اطلاق العديد من الفضائيات والمواقع والصفحات الالكترونية التي باتت تنبض باسم الثورة وصارت لسانها الناطق وصوتها المجلجل الذ ي هز أركان النظام .
***ولعل أحلى صورة لثورتنا هو ذاك الشعور الذي لم نعرفه من قبل هو( أننافخورون بكوننا سوريين).
إن الصور المشرقة لثورتنا اكثر من ان يحصيها قلم متواضع مثل قلمي ولكن .....لثورتنا وجه آخر غير مشرق سأتناوله في المقالة القادمة في سلسلة تأملات ثورية .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية