أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الأسد أو لاأحد ... عبدالحميدالشدة

الأسد أو لاأحد، هذه الجملة التي بدأت تكتبها القوات الأسدية منذ بدايات الثورة على الحيطان في البلد لم تكن لتثير الإهتمام كأي شعار في بلد ديكتاتور لو لم تجد تطبيقاً على أرض الواقع و تتجسد في مذابح وحرق وتدمير من جنوب البلاد إلى شمالها. القضية تتجاوز حسب رأيي قصة ديكتاتور وشعب يريد أن يتحرر. ففي بلاد أوروبا الشرقية ومنذ وضوح رغبة الشعوب بالتخلص من ديكتاتورية الحزب والشخص إنقلبت صفحة التاريخ. في البلاد العربية التي قامت بها ثورات لم نجد هذا العنف وحتى في ليبيا كان عنف النظام موجه ضد المحاربين وجزء من النظام السياسي والعسكري تخلى بسرعة عن القذافي وطرابلس سقطت بسهولة. ولم نر في العراق دفاعاً أو إستماتة من طائفة صدام حسين لحمياته. في سوريا يبدو الأم مختلف وهذا برأيي عائد إلى مسألتين رئسيتين: الأولى عائدة إلى تراكم السلاح وسيطرة الجيش على الحياة السورية منذ عقود طويلة بحجة (الصراع) مع إسرائيل. وهذا الجيش بأعداده الهائلة وأسلحته المتخلفة مقابل الأسلحة الإسرائيلية والفتاكة مقابل المدنيين يخدم النظام ويحمي تحركات المخابرات التي لها هدف واحد هو حماية الديكتاتور. وخصوصية هذه الفترة الطويلة من العسكرة ليست كافية لتفسيير هذا الشعار الرهيب وتنفيذه. فالدول قد تعادي دولاً أخرى ولكن لم أرى جيشاً يدك بالمدافع والدبابات والطائرات مدن وقرى مجتمعه في كل المناطق بهذه الشراسة واللؤم. وهنا نجد نفسنا أمام سؤال من أين أتت إيديولوجية الأسد أو لاأحد. وأنوه هنا أن إدانة هذه الإيديولوجية وفضحها هي تهدف أولاً إلى البحث عن طريقة لإيقاف المذبحة وثانياً لتفادي وضع كهذا في سورياالمستقبل ولا يهدف إلى طائفية عمياء أو إلى إنتقام ممقوت. واليوم صار واضحاً أن القسم الأكبر من العلويين العلويون ربطوا مصيرهم بمصير عائلة الأسد وهذا كان واضحاً منذ مذابح حماة عام 1982ومنذ توريث بشار وقبلها محاولة توريث باسل. وتمجيد وربما تأليه شخص الرئيس (صور وتماثيل وتخليد..) موجود في ديكتاتوريات أخرى ولكنه أخذ طابعاً أكثر في سوريا في السجود والأمر بالسجود لصور الرئيس تحت طائلة القتل أو التعذيب. درجة اللؤم في التعذيب وخاصة للأطفال وقتلهم وتحقير المواطنين بشكل مجاني يقوم بها أفراد من العلويين لايمكن أن تُفّسر فقط بأوامر من رؤسائهم. فظاعة الجرائم وبذاءة الألفاظ تنم عن دوافع أبعد من مصلحية. إنها وبدون شك تخفي عصبية طائفية (قبلية) مرتبطة بأحقاد تاريخية. هذه العصبية حاول تفسيرها اليساري الفرنسي بطريقة علمية إجتماعية في كتابه (الدولة البربرية) ودفع حياته ثمن هذه الجرأة على يدي حزب الله في الثمانينات. إذاً درجة العنف ضد السوريين الذين رفضوا حكم الأسد تنم عن خلفية طائفية وتهدد بحرق البلد إذا لم تقبل بحكم الأسد ومعه هيمنة العلويين. والتحالفات الخارجية للنظام تؤكد طابعه الطائفي (إيران، حزب الله، العراق). وبعد سنة من العنف لايبدو أن تطمينات الثوار السوريين وأطراف المعارضة للعلويين بأنهم غير مستهدفين كطائفة قد أتت بتحول ظاهر. وتأكيدات المعارضة بخيار الدولة المدنية الديمقراطية لم يأت بنتيجة أيضاً. ولهذا يظهر تذمر كبير من عدم تجاوب جدي في أوساط الطائفة. الأسد أو لاأحد ليس فقط شعاروإنما إيديولوجية خطيرة تلوح بمجازر جماعية وجرائم ضد الإنسانية وبدأ فعلاً تنفيذها. المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية والدول تتحمل كامل المسؤولية في هذا الشأن. وأيضاً السوريون أنفسهم يجب أن يوقفوا سياسة النعامة (بنية حسنة أو سيئة) وأن يبحث عقلاؤهم بما فيهم العلويون عن حلول تفضح الواقع بدون تأجيج الطائفية.أضمن وسيلة لحماية العلويين هي تخليهم عن الأسد وعن عقلية معا دلة السيطرة أو القتل. والضحايا اليوم لم يعودوا يقبلون بكلمات رنانة وشاعرية لاتحميهم من القاتل والجلاد. الوحدة الوطنية نعم ولكن ليس تحت هيمنة الأسد وطائفته .إحترام الضحايا وتحرير السوريين يمر عبر إحترام ذكائهم وكرامتهم وحياتهم.

(89)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي