يعتقد النظام السوري مخطئاً أنه يتمتع بقدر كبير من الذكاء و أنه يستطيع بما جبلت عليه نفسه من خسة ودناءة و بما يتبعه من أساليب مكر و خديعة باتت قديمة و مكشوفة و لا تنطلي على أحد ... يعتقد أنه يستطيع خداع شعبه و العالم دون أن يدري أنه لا يخدع إلا نفسه التي تعيش في عالم من الأوهام.
ممارسة الكذب و التشدق و التلاعب بالألفاظ أصبحت سمة مميزة لهذا النظام... كما لم يعد مستغرباً أبداً أن يقوم النظام بإطلاق بيانات و تصريحات عن طريق سماسرته حتى يؤكدها أو يتنصل منها فيما بعد حسب مقتضى الحال ..... بعض هذه التصريحات كإنسحاب الدبابات والقطع العسكرية يتناسى أو يتجاهل أن هناك أقماراً اصطناعية دولية ترصد وتصور جميع تحركاتها ومخابئها بين المباني و تحت الأشجار وحول المدن و أن سياسة التصعيد حتى الوصول إلى الحافة ثم التراجع للتهرب من المواعيد والإلتزامات والإستحقاقات باتت من مخلفات العهود البائدة في القرن الماضي ....
أما أكثر ما يدعو للعجب من زور و بهتان فهو عدم الإعتراف بوجود انتفاضة شعبية و ثورة حقيقية من أجل الكرامة و الحرية ... و الإدعاء بوجود عصابات مسلحة و كأن الشعب كله قد تحول إلى عصابات مسلحة في جميع أنحاء و مدن وبلدات وقرى سورية مما يستدعي إستخدام كل هذه المدافع و الدبابات و حتى الطائرات لفترة تجاوزت العام دون أن يستطيع هذا النظام الفاشل( رغم الإستعانة بالملالي وإيران و حزب الله و روسيا و الصين) القضاء عليها ودون أن تكل عزيمة الشعب وإصراره على الحرية رغم فداحة التضحيات ... و مما يثيرالعجب و السخرية، إدعاء هذا النظام أنه يتعاون مع المنظمات الإنسانية و جمعيات الإغاثة الدولية رغم استمرار قصفه للبيوت و قتله للسكان و كأن لسان حاله يقول "نعم نحن نسمح لكم بإسعافهم وإمدادهم بالمؤن و الأدوية حتى نقوم بتجويعهم و تعذيبهم و تقتيلهم من جديد".
وعلاوة على كل هذا يدعي النظام أن الشعب يحبه و يريده كما يعتقد واهماً أن كل شيء سيعود إلى سابق عهده كما كان دون أن يشعر أن المجتمع الدولي يرخي له الحبل الآن حتى يحكم إلتفافه حول عنقه، و دون أن يسمع صوت الشعب و هو يردد مع أم كلثوم : " و عايزنا نرجع زي زمان .. قول للزمان إرجع يا زمان " ...
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية