يحكى أن خروفا وأسدا عاشا في غابة ، وكان الأسد يعتاش على الخروف ، فيأكل أولاده ، ويسرق أملاكه ، ولكنه لا يقتله لأنه بذلك تنقطع مصلحته ، وبعد سنوات ، سمع الخروف بأن خرافا في الغابات الأخرى ثارت على أسودها، فقرر الثورة ، فجاءه الضبع والنمر والفهد والثور، وهم أعداء للأسد بسبب مصالح وعداوات بينهم وتنافس على الغابات وثرواتها، وشجعوه على الثورة ، ووعدوه بالنصر والمدد ، وأعطوه سكينا صغيرة ، فتشجع الخروف ، وذهب وجرح الأسد، ضحك الأسد، وقال للخروف إحذر من غضبي ، فأنا معي أيضا تنين ودب ، ولا تغتر بمن معك فهم كاذبون ، وستخلون عنك ، فرجع الخروف إلى الضبع والنمر والفهد والثور ، وأخبرهم بما قاله الأسد ، فوعدوه بالنصر والمدد ، وأعطوه بعض الأسلحة البسيطة ووعدوه بالمزيد ، فتشجع الخروف وهجم على الأسد ، فما كان من الأسد إلى أن أمسك برقبة الخروف بأسنانه ، وهجم معه الدب والتنين على الخروف ، فسال دم الخروف ، وصاح يستنجد بباقي الحيوانات ، ولكنها خافت من الأسد والتنين والدب ، وقرر الجميع عقد صفقة بينهم ، وهكذا انصرف الأسد والتنين والدب والضبع والفهد والنمر والثور لتناول طعام العشاء والسهر ، تاركين الخروف ينزف حتى الموت.
هل نلوم الخروف بأن ثار على الأسد الظالم؟
هل نلوم الخروف لأنه لم يستعد جيدا وصدق الكاذبين؟
هل نلوم الأسد لأنه ظلم الخروف وأكل أولاده ؟ إنه في النهاية أسد يعيش على أكل باقي الحيوانات الضعيفة ؟
هل نلوم باقي الحيوانات على الكذب والخداع والنذالة ؟ لن نلومها لأنها كلها حيوانات.
والله أعلم
أولا: أنا لست مع الأسد ، ولو كنت معه لم أحزن على الخروف.
ثانيا: أنا لست مع الخروف الذي صدق الضبع والنمر والحيوانات الأخرى ، فإذا كانت مرجعيتك دينية فالرسول صلى الله عليه وسلم كان في مكة مظلوما ، وكان يأمر أصحابه بالصبر على الأذى ، لمدة 13 سنة ، وعندما أصبحت عنده قوة ودولة انتقل من الدفاع إلى الهجوم. وإذا كانت مرجعيتك منطقية : فهل أعد الخروف العدة للهجوم على الأسد ، هل تأكد من قوته؟ ألم نسمع من رمضان أن الأسد قد انتهى؟ وكله كذب.
صحيح أن الخروف له حق طبيعي في الدفاع ، ولكنه صبر 40 سنة ، فماذا لم يصبر بضعة أشهر حتى يعد العدة.
أخيرا: ليس كل عاقل عميل للأسد ، وليس كل متهور مجنون متفلسف حنون على الخروف.
وما بعد الأخير: لعل مشيئة الله جعلت الحيوانات كلها تتخلى عن الخروف ، لكي يعرف الخروف أن ليس له سوى ربه الذي خلقه ورزقه يحفظه.
قصة الأسد والخروف

لقمان الحكيم
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية