نعم هلك المسلمون والعرب … وخابوا … وخسروا … حينما خذلوا أهل الشام …
وكيف لا يهلك المسلمون والعرب ، وعددهم يزيد عن المليار في مشارق الأرض ومغاربها ، وهم جالسون وراء شاشات التلفاز ، يتفرجون على ذبح أهلهم وإخوانهم ، وإغتصاب نسائهم ، وقتل أطفالهم ، ماعدا القليل النادر ، الذي يكتفي فقط بأن يشجب ويستنكر ، ويقدم شيئا يسيرا من فتات ماله ، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، علما بأنهم أهل الحق ، الموعودون من رب السماء والأرض ، بجنان عرضها السموات والأرض ، ونعيم مقيم دائم ، وحور عين ، لو أن واحدة منهن بسطت يدها – فقط يدها – للأرض لأضاءت بنور أقوى من ضوء الشمس ، ومع ذلك يتخاذلون ، ويستكينون ويستذلون ، بينما الشيعة الصفويون الروافض في العالم أجمع ، يدعمون ويساندون ويآزرون بشار بكل ما يملكون ، من رجال وسلاح وأموال وتقنيات ومخابرات ، جهارا نهارا ، وسرا وعلا نية ( وعلى عينك يا تاجر ) بالرغم من الإختلاف الشاسع بين عقيدة الشيعة ، وعقيدة بشار النصيري ، الذي يعتبرون طائفته خارجة على شيعتهم ، ومنشقة عنهم ، بل هو أصلا لا يؤمن بدين ولا عقيدة ، إلا عقيدة كراهية المسلمين والحقد عليهم ، والعمل على التخلص منهم وإذلالهم واستعبادهم ، وفي هذا الهدف فقط تتلاقى عقيدة الشيعة الفرس والعرب الذين يعتقدون بولاية السفيه الزنيم الخميني ومن لف لفه القابع في قم ، مع عقيدة النصيريين ذوي التاريخ الأسود ضد المسلمين على مدار العصور والأزمنة الذين كانوا يؤيدون ويساندون ، جميع الغزاة والمحتلين لبلاد الإسلام ، حتى الإستعمار الفرنسي الأخير كانوا إلى جانبه ، مما حدا به إلى مكافأتهم بتحويل إسمهم من النصيريين إلى العلويين ، لخداع وتضليل الأجيال المسلمة القادمة ، فهذه العقيدة الفاسدة العدائية لكل مسلم هي المشتركة بينهم ، وهي التي وحدتهم بينما المسلمون أهل السنة وأهل الحق ، تائهون ضائعون ، حيارى سكارى ، بالرغم من التهديد والوعيد من خذلان أي مسلم على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول : وَمَا مِنِ امْرِئٍ خَذَلَ مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ ، إِلا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ ” أو كما قال .
وهنا يقرر أهل سورية بشكل قاطع في جمعتهم السابقة ، أن المسلمين والعرب قد خذلوهم .، وهذا التقرير بالتأكيد له وقعه وأثره وصداه عند الله تعالى – وهو العليم الخبير لا شك ولا ريب قبل هذا التقرير – إذ أنه سبحانه وتعالى قد رتب هذه الحياة الدنيا على أساس الإبتلاء والإختبار ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ، وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا ) .
فالله عز وجل غني عن عباده ، وهو قادر على نصرة أهل سورية بلمح البصر أو أقل ( كن فيكون ) وقد أبلغ رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أنه قد تكفل بأهل الشام ، وأن ملائكته باسطة أجنحتها فوق ربوع الشام ، ولن يضرهم من خذلهم ، ولكنه تعالى رحمة بعباده ، ورغبة منه في أن يفوزوا بهذا الإختبار الدنيوي ، رتب هذه الأحداث وأطال فترتها ، لحكمة بالغة كي يسارع المسلمون إلى نصرة إخوانهم ، ليفوزوا بثواب الله تعالى ، ويكونوا من المفلحين ، ويتخذ منهم شهداء كما قال تعالى: ( إن يمسسكم قرح ، فقد مس القوم قرح مثله ، وتلك الأيام نداولها بين الناس ، وليعلم الله الذين آمنوا ، ويتخذ منكم شهداء ، والله لايحب الظالمين ).
كيف لا يهلك المسلمون – إلا من رحم الله – ويخسروا ويتنزل عليهم غضب الله الشديد ، وهم يملكون الأموال الكثيرة ، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ، والخيل المسومة ، والأنعام والحرث ، ولا ينفقون عشر معشارها في سبيل الله ، ولا في سبيل نجدة إخوانهم الذين يذوقون البرد والجوع ، والخوف والجراح ، وآلام التشرد الذي لم يكونوا يعرفونه في حياتهم إطلاقا .
لو أن كل واحد منهم – وخاصة الذين يملكون المليارات – أنفق المبلغ المطلوب منه في الزكاة لتجمع أكثر من مليار دولار ، يمكن أن يسلح أكثر من مائة ألف جندي بأقوى الأسلحة الفتاكة ، ولتمكن الجيش الحر من تحرير سورية من عصابات الأسد في أيام معدودة ، وبدون الحاجة إلى أي تدخل خارجي ، وبدون الحاجة أيضا إلى مساعدة الدول العربية أو سواها ، التي تحسب ألف حساب لأي دولار تنفقه ، ولكن المصيبة الهائلة الفظيعة ، التي اكتشفتها في استانبول الأسبوع الماضي ، أثناء مشاركتي في مؤتمر المعارضة السورية ، حينما تكلمت مع أحد العاملين في الإغاثة السورية ، وله علاقات واسعة مع رجال أعمال ، قلت له : لو أنك طلبت من عدد محدود من الطيبين الصالحين منهم ، بحيث يدفع كل واحد منهم مائة مليون دولار – وهذا قد لا يشكل 2% من خزينته – بحيث يتجمع مليار دولار واحد فقط ، وليكتبوه دينا على الشعب السوري ، فإننا والله بعد التحرر والإستقلال ، سنعمل ليلا نهارا لتسديد هذا الدين لهم – لأننا – نحن السوريون – نأبى المذلة ونأبى الصدقات ، وسنحرر بلدنا بسواعدنا وعرق جبيننا ، غير أنه فاجأني بقوله : إنهم يرغبون أن يدفعوا ، ولكنهم ينتظرون الإذن من السلطات العليا ، وهذه تنتظر الإذن من البيت الأسود في واشنطن ، وهذا ينتظر الإذن من تل أبيب ، وصدق الله العظيم حينما يقول عن يهود ( ضُربت عليهم الذلة أينما ثُقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس ، وباؤوا بغضب من الله ) ، فهؤلاء عبدة الجبت والطاغوت ، والقردة الخنازير ، أصبحوا أسياد الأرض ، ولهم الكلمة الفصل في تقرير مصير دول العالم ، وفي هذا ليُمتحن المؤمنون .
إيه يا زمان …
يا للعار … يا للعار … ويا للخسران … للعرب والمسلمين … الذين لا يزالون يخافون من يهود الأذلاء المغضوب عليهم أكثر من خوفهم من الله العزيز الحكيم ( أتخشونهم ؟؟؟ فالله أحق أن تخشوه ، إن كنتم مؤمنين !!!) .
ولا ايمان لمن يخشى العبيد الصعاليك …المهابيل
يا لهلاك المسلمين حينما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ( من أصبح وهمه الدنيا فليس من الله في شيء ، ومن لم يهتم بالمسلمين فليس منهم ، ومن أعطى الذلة من نفسه طائعا غير مكره فليس منا ).
ويا لهلاكهم حينما يُعرضون على النار وتقلب وجوهم فيها ( يوم تقلب وجوههم في النار ، يقولون ياليتنا أطعنا الله ، وأطعنا الرسولا * وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ).
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية