ثالثا: بشار الأسد، وفساده وسوء إدارته وخياناته الوطنية وجنون تقتيل الشعب: الجزء الثالث
من حيث المبدأ فالمظاهرات الشعبية هي شيئ طبيعي في جميع أنحاء العالم وذلك منذ قرنين من الزمن، بل وهو مقبول حتى في الدستور السوري الأسدي، ولكن أن يتصرف رئيس البلاد - الرسمي القائم - بجنون تقتيل المتظاهرين السلميين المطالبين بالكرامة وبعض حقوق الشعب، وبعضهم لا زال في سن الطفولة والمراهقة، فهذا يدلُّ دلالة أكيدة أن بشار الأسد الذي أصدر أوامر إطلاق النار على المتظاهرين وقتل بعضهم، أو وافق عليه، أو لم يوقفها، ولم يتخذ إجراءات عقابية قانونية بحقِّ من ارتكبها، أقول يدل على أنه إنسان مختلّ العقل، عديم الشعور بالمسؤولية تجاه منصبه وتجاه مواطني شعبه! وهذا يُعني أن جميع الأخطاء والجرائم وأعمال الفساد الهائلة المُدمرة لاقتصاد البلاد - والتي ذكرتُ بعضها- إنما كانت بعلمه وموافقته، وعلى مسؤوليته الدستورية!
ولما كانت الأعمال المذكورة مخالفة للدستور ولجميع القوانين الوطنية والعالمية، فهذا يدلُّ بشكل قاطع أن بشار الأسد، الذي استلم الحكم وهو دون السن الدستورية للمنصب الرآسي، وحيثُ عُدّل الدستور لأجل تمكين انتخابه رئيسا للبلاد خلال خمسة دقائق! إنما كان - ولا زال – يحكم بعقلية المراهق غير الناضج سياسياً وأخلاقيا ومسؤولية تجاه الوطن والشعب، ليكون رجلا مسؤولا في أي موقع في الدولة، فكيف بأن يكون رئيسا للجمهورية؟؟
ورغم مرور إثني عشر سنة على انتخابه الأول، فيبدو أنه لا زال مراهقا بحتا، وألعوبة بيد أقربائه الفاسدين الذين أداروا سورية واقتصادها كمزرعة خاصة من أملاكهم الخاصة، ينهبون منها ما يشاؤون دون خوف، وبحرّية كاملة، تماما وكأنها مزرعتم الخاصة، وليست دولة لها شعبها ومصالحه، ووطنا عزيزا له وعليه التزاماته وحقوقه في التنمية ورفع مستوى معيشة مواطنيه!
إن حال بشار الأسد، وعقليته واستمرار مراهقته حتى سنه الحالي الذي تجاوز 44 سنة، تدل بشكلٍ مُؤكد – ومن واقع التجربة الفعلية لمدة إثني عشر عاما متواصلة - على أنَّ استمراره في الحكم يُشكل اخطارا فظيعة على الدولة والوطن، وعلى الشعب ومصالحه، وبالتالي فلا بدّ للثورة من الإستمرار حتى الإطاحة به، أو قتله وأنصاره المقربين، ليُمكن لسورية، الدخول في نظام ديموقراطي أمين، يعمل على إصلاح جرائم وأخطاء وفساد وتخريب وخيانة استمرت 42 سنة، وهذا سيتطلب جهدا عظيما متواصلا، وعقلية بنّاءة أمينة تقوم على هذا الدور، ومن ثم البدء بمرحلة تنمية مخططة صادقة، تُعيد سورية إلى ما يتيح لها عظمة وقدرات خلاّقة وبناءة لشعبها، وإلا فإن توقف الثورة قبل تحقيق هدفها بإسقاط النظام الأسدي القائم - ولأي سبب كان – فيتسبب بالتأكيد باستمرار إنحدار البلاد حتى منتهى الهاوية وطنيا وسياسيا وأمنيا، فضلا عن أقتصاديا ومعيشيا. بل، وربما تتطور الحال إلى حرب أهلية بين أكثرية الشعب، والسلطة الحاكمة، والأقلية العلوية التي استند إليها المجنون بشار الأسد، ولكنه في الواقع أساء إليها ريما لعقودٍ طويلة، حيث سيُعاملهم أكثرية الشعب – رغما عن إرادته – بصفتهم أعداءٍ، وداعمي عدو الشعب بشار الأسد وبطانته!
أقول: إن التحركات الدولية الحالية الروسية والغربية المشبوهة، وجهود السيد عنان واقتراحه ذي البنود الستة - والذي وافق عليه النظام السوري الأسدي بالطبع - لا تهدف جميعها إلا لبقاء النظام الأسدي إلى سنين وعقود إضافية، مع إعطاء المعارضة – وليس الشعب – بعض جوائز الترضية لإسكات بعضها، وبغرض وحيد هو الإبقاء على النظام الأسدي، الذي كان خَلْقه، ودَعْمه، وثباته، نتيجة مؤامرة دولية بجذور ودوافع إسرائيلية وصهيونية عالمية طيلة أثني وأربعين عاما! وقد حققت المؤامرة المذكورة، جميع ما أصاب سورية وشعبها من ضعفٍ وإفقار ونهبٍ وفسادٍ، وتراجع شامل وطنيا وقوميا وسياسيا واقتصاديا وإنمائيا ومعيشيا، وهذا ما يريده العدو الإسرائيلي بالذات لعدوه السوري، ولقد حصل عليه بأفظع النتائج التي حققت مصالح الدولة الإسرائيل بشكلٍ كامل!!
الوطن، الشعب، الأسد، والحلّ الوحيد للسوريين / الجزء الثالث
المهندس سعد الله جبري
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية