اذا أردت ان تيأس ايها الثائر، فافعل ولكن احن راسك للسياف ليقطعه، فالثورة قامت ضد هذا السيف وسيافه وانت يائس.
اذا أردت ان تيأس فقدم زوجتك وبناتك وأخواتك للذئاب البشرية ليغتصبوهن وقد يحملن سفاحا ايضا! وتجرع المرارة بصمت فأنت يائس والثورة قامت دفاعا عن الشرف والعفة.
اذا اردت ان تيأس فافعل، ولكن لن يرفع لك رأس الا على حبل المشنقة، ولن تنصب لك قامة الا وانت مفعول به وستبقى مجرورا طوال عمرك بين اقسام الامن والمخابرات التي لاتستطيع حتى ذكر أسمائها فأنت يائس والثورة قامت لتقيم مبادئ الحرية والعدالة.
اذا أردت ان تيأس فافعل، ولكن اياك ان تذهب الى المسجد لتعبد الله! ولكن لتذهب هناك لتدعو للحاكم بطول العمر والصحة وطول المكوث على ظهرك المنحني له، ولن تستطيع حتى ان تدعو عليه بينك وبين نفسك، ولن يغير الله ما بالحاكم لانك انت لم تغيرما بنفسك فانت خائف يائس. فالثورة قامت لنغير ما بأنفسنا ليغير الله ما بنا ألم تسمع قوله تعالى (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)).
اذا كان يأسك خوفاً من الموت فيأس، أما انا الثائر وان مت تحت سياط التعذيب، ولو غرزوا في جسدي ألف قضيب، ولو اطلقوا على الرصاص علي من بعيد او قريب، ولو نزفت ومنعوا عني الدواء والطبيب، سأموت مرة واحدة وكبطل حر رفض الركوع الا للسميع المجيب.
أما انت ايها اليائس، فستموت في كل مرة تلتقي عيناك عينا زوجتك وتعرف انك لا تستطيع حمايتها، وفي كل مرة تمرض أمك ولا تستطيع تأمين الدواء لها، وفي كل مرة ترى ابنك يلعب أمامك وانت تعرف بل لا تعرف كيف ستأمن له الدراسة في المدرسة قبل حتى ان تفكر بإلحاقه بالجامعة.
ايأس واشرب كأس الحياة بذلة، أما أنا فاخترت العيش حرية وكرامة أو الموت بعزة. أيأس ولكن قبل ان تفعل ذلك أقرأ قوله تعالى ((ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون)).
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية