.
...ويحكى عن جنيٍّ أنّه بعد أن احتفل بخروجه من قمقمه بقهقهةٍ طويلة، سكت فجأةً، وقد لحظ حزن مطلقه، فأقسم أن يسعده إسعادا لا يمرّ له مثيل، فطيّره إلى جنة تضاهي جنة عدن، وأجلسه هناك على كرسيّ مملكتها الوثير، لكنّه صدم بحزن مخلصه لا يبرحه، فسيّر لناظريه قافلة إبل، أنزلت له أكياس الذهب، فما حزنه غادر ، ولا عبوسه انقشع، فنشط الجنيّ حائرا بقسمه، فأتاه بحوريات يدققن جواره بالطبول، ولعينيه يهززن بالخصور، ثم أضاف في حضرته أصنافا من الغلمان المخلدين، يدورون بالإطباق المحمرة، وبالكؤوس المعتقة، لكن الجنيَّ ضاع سعيه، وقد وجد الآدميّ غارقا في الهمّ المقيم، فجاءه موتورا يسأله:
- من أين أنت يا رجل؟
فلما قال الرجل: من بلادٍ تدعى فلسطين!
صاح الجنيَّ، فهمت..، وانثنى يطلق العويل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية