نشر موقع "زمان الوصل" مقالا مُترجما لصحيفة غربية – غالياً – بعنوان " قبضة الحكومة بدأت بالتلاشي.. تكتيكات الأسد الوحشية حققت له النشوة المكلفة"
http://www.zaman-alwsl.net/news/article/25713
أولاً: الوطن!
يُشكل مضمون المقال صورة حقيقية، ولكن يتداخلها الضباب، والبعض من اليأس، مما يقود إلى الكثير من الغضب!
سأختار الآن التعليق على نقطتين فقط من كثير يستحق التعليق: إحداهما لم يذكرها الخبر وهي ارتباط بشار الأسد بإسرائيل ارتباطا وجوديا متبادلا كاملا، والثانية موقف أهالي مدينة دمشق... وحلب من المشاركة الفاعلة في الثورة ضد نظام الفساد والإفقار والتخريب والخيانة!
النقطة الأولى: منذ حرب 1967، وخسارة سوريا لهضبة الجولان كاملة، عندما ارتكب وزير الدفاع السوري – آنئذٍ - حافظ الأسد خيانته الأولى ببيع الجولان إلى إسرائيل وتسليمها الجولان، والقيام بمنع الجيش السوري الذي باعها وسلمها الجولان مرتين وحيث كانت الثانية عام 1973
وذلك بعد أن نجح العميد عمر الأبرش بقيادة الجيش السوري في تحرير الجولان كاملا مع مرتفعات جبل الشيخ، ولكن الخائن حافظ الأسد – عليه من الله ما يستحق – أمر العميد الأبرش بالإنسحاب من الجولان المُحرر، والعودة بالجيش إلى حدود الإحتلال الحالية!
وما كان الإبن بشار أفندي، ليُخالف أبيه، في عمالته لإسرائيل، فساهم بذلك في مناسبتين كانتا كفيلتين بالنصر وتحرير الجولان وبأقل الخسائر إطلاقا!
المناسبة الأولى: وكانت في عام 2006 حين تمكن حزب الله – على ضآلة قوته العسكرية قياسا لقوة الجيش السوري الهائلة – من هزيمة الجيش الإسرائيلي هزيمة ماحقة، فرضت على إسرائيل الإعتراف الرسمي الكامل والمتكرر بها، وانها كانت الهزيمة الأولي في تاريخ جيش إسرائيل! وكانت مناسبة عظيمة للجيش السوري القيام بتحرير الجولان خلال بداية انسحاب الجيش الإسرائيل من عدوانه على لبنان، نظرا لإصابته بانهيار معنوي كامل، ذلك أن أي جيش يعجز عن تحقيق أي نصر في حالة فقدانه معنوياته بقدرته العسكرية وتحقيق النصر!
لقد فعلها بشار الأسد، وكانت خيانة مكشوفة منه ضد سوريا وشعبها وسيادتها على جميع أراضيها الدستورية، والمٌعترف بها من جميع دول العالم! وذلك بامتناعه عن تحرير الجولان الجزء المحتل من الدولة السورية التي يرأسها! وأذكر جيدا تصريح بشار الأسد على عدم ارتياح بعض القيادات العربية من انتصار حزب الله على إسرائيل حين قال: "إنهم أنصاف الرجال" ولم ينتبه إلى أن دوره ومسؤوليته جعلته في ذلك الوقت مجرد "فأرٍ" خائن متواطئ مع إسرائيل، بعدم دفعه الجيش السوري لتحرير الجولان وتحقيق نصرٍ سريع شبه مجاني، في حين كان الجيش الإسرائيل شبه محطم عسكريا ومعنويا!
المناسبة الثانية: والتي كانت في نهاية عام 2008 وحين حاول الإسرائيليون استعادة معنويات جيشهم، وذلك بقيامهم بدفع جميع – أكرر جميع الجيش الإسرائيلي العامل والمجند والإحتياطي - بمحاولة احتلال غزة وتدمير حماس في نهاية عام 2008، وحيثُ هُزمت إسرائيل للمرة الثانية عسكريا ودوليا! وكان موقف بشار الأسد الخائن المتواطن مع إسرائيل، هو قيامه – وياللعار.. أقذر عار لرئيس لسورية أو لرئيس عربي – بدعوة الجامعة العربية للإنعقاد لتدارس مسألة العدوان الإسرائيلي على غزة! منصرفا كلّية عن القيام بدوره الدستوري والوطني والقومي بالعمل في ذات الوقت على تحرير الجولان، وحيث لم يكن هناك إلا أعدادٌ تافهة من القوات الإسرائلية، مما كان يُمكّن من تحرير الجولان خلال ساعات وبخسائر لا تُذكر، ولكن "الأسد الهصور" صرف الإهتمام عن تحرير الجولان، إلى مساجلات وإضاعة الوقت في الدعوة لاجتماع الجامعة العربية، والمعروف لجميع السوريين والعرب والعالم جميعا، ومهما كانت نتائجه أنه لا يُؤثر مثقال ذرّة على حرب إسرائيل آنئذٍ على غزة وحماس! ومان كان سلوك الأسد "الهصور!!" إلا خيانة دستورية ووطنية وقومية كاملة في الإمتناع عن تحرير الجولان، المضمون نتائجه العسكرية، والمدعوم بعشرات قرارات هيئة الأمم المتحدة بأن الجولان هو سوري، وعلى إسرائيل الإنسحاب منه!
وهل ننسى جريمة بشار الأسد بسحبه الجيش السوري من حدود الإحتلال الحالية، عامي 2004-2005، ونقله إلى الحدود العراقية استجابة للطلبات الأمريكية البوشية، لمنع تسلل المقاومين العرب والسوريين للمشاركة في مقاومة قوات الإحتلال الأمريكية آنئذٍ، وهو إجراء ما كان يخدم إلا إسرائيل بالذات، لأن الغزو الأمريكي للعراق ما كان أساسا إلا بطلبٍ إسرائيلي لحمايتها من أي هجوم عراقي صدامي مُحتمل عليها! وحيث قام الجيش السوري آنئذٍ باعتقال عشرات آلاف العرب والسوريين الذين كانوا يُحاولون التسلل للعراق للمشاركة في قتال القوات الغازية، وحيث لا يزال المعتقلين السوريين منهم - ويُقارب عددهم العشرة آلاف مواطن في سجن عدرا حتى الآن! - رغم عدم إرتكابهم أي جريمة ومخالفة للقانون السوري!!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية