أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

نظام الطاغية ... من أول السطر؟... ماجد الشيباني *

رئيس الوزراء التركي، وزراء الخارجية العرب، مؤتمر العالم الاسلامي، المجموعة الاوروبية، وزيرة خارجية امريكا، مستشارة المانيا، الناطقة باسم المستشارية الاوروبية(اشتون)  واخواتها، ساركوزي، كاميرون، اوباما، البوكيمون (بان كي مووووون)، سلفه (كوفي أنان، مع لقب الدلع عنان، حتى كدنا مقاربة الاسم الى عدنان)، مجلس حقوق الانسان، الجمعية العامة للأمم المتحدة، مجلس الأمن، جامعة الدول العربية، مجلس وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، أوغلو، أردوغان..... أسماء وعناوين ومنظمات ومجالس وجمعيات وهيئات رسمية واهلية كلها انخرطت في التعاطي مع الثورة السورية، او ما اسماها البعض بالازمة؟ او اي مسميات اخرى، لكن وبكل بساطة لا تحتاج الى اي قدر من الذكاء او التذاكي بان العالم شرقه وغربه، عربه وعجمه، احفاد فارس والعثمانيين، وكل شعوب الارض تتفرج حتى اصبحت ارقام الضحايا لا تشكل اضافة لاي خبر؟ سوى اهمية في ترتيب الخبر والملف وعناوينه البراقة عبر بعض وسائل الاعلام ، ورجالات التحليل والمتابعة الرصد والسياسة، وجهابذة النفخ في مؤخرات الطغاة وازلامهم، وغلمانهم ، والسابحين في فلك أقزام التاريخ، حيث يجتهد أولئك ويزيدون في التحليل والضرب بالرمل، والتوقع والخلط بين الامنيات والاماني!! بخلطة غريبة، يلونها الزبد المتطاير يمنة ويسرة، فمن مؤيد للثورة والمطالب المحقة، ومن مناصر لتلك المطالب التي تتوافق مع أبسط قواعد وشرعة الامم، والمنادي بوقف المجزرة ووضع حد لجرائم الابادة التي ترتكب بحق السوريين الابرياء على يد سلطة غاشمة مارقة على الاخلاق والدين والمثل والقيم والمبادئ ، والتسليم بان التاريخ لم يسجل لها مثيلا.
وعلى الطرف الاخر هناك ثلة من المارقين المأجورين، من فقدوا الحياء الادمي في الوجوه، يقابلون كاميرات تلفزيونية كالحة بلون قلوبهم، بضحكات فاقعة ممجوجة، يبيعون القبح وقلة الحياء والكذب الرخيص على الملأ، جهارا نهارا، دون أدنى ذرة من حياء، ويزيدون في الامعان والتفكير الهابط لاعادة مج فكرة المجرمون والمسلحون، والجماعات الارهابية، وصيحات الاجندات الاجنبية الغربية منها او الشرقية، وزادوها بالعربية او الخليجية، ومسميات انتجتها سراديب مخابرات النظام الاسدي المليئة بمفردات وقواميس المؤامرات التي تعشعش في ادمغتهم منذ ايام الاسد الاب ولاحقا الوريث الابن، ينسف هؤلاء اي رواية او حجة او واقعة تخرج عن مسار وهوى النظام وحلوله الامنية ومبادرات وافكار السابحين في فلكه، ويكرر اولئك: (أقول لك، نعلم وندرك، كيف يخطط هؤلاء، خونة وعملاء، مأجورين، قطاع طرق) وعن اصلاحات سيده يتخم سامعيه ومشاهديه بحزم ورزم اصلاحات من بها على شعبه، ولم يجود بمثلها سيد او رئيس او شيخ عشيرة في التاريخ او في ارقى دول العالم واكثرها ديمقراطية، حتى يختم مندوحته بصورة ملونة لسيده يرفعها على صدره وعلم يثبته امامه ويرفع عقيرته بالصياح للقائد وحياة القائد للابد او يحرق البلد، والزبد يغرق من كتب عليه ان يكون في مواجهته او قريبا منه وتنجلي غمة بنزول هذ الفارس المغوار الهمام من وراء المايكروفون.
وعلى المستوى الدولي يحوم المندوب الاممي وممثل العرب عواصم العالم بعد لقاءه طاغية الشام، وما قدمه له هناك كلام في كلام أسماها مبادرة وقف العنف او لحل الازمة، دون وثائق او خطط مكتوبة، وبالتالي ماناله من راس النظام السوري لم يتعدى سوى الكلام والوعود الفارغة لطروحات في الاصل نظرية، لنظام قادر على الافلات من المكتوب باللجوء الى التفاسير والشرح والاستفسار والاستيضاح واللعب على الوقت كما سبق للنظام تعامله مع المبادرات الاممية وغيرها، لتكون مبادرة عنان الحالية ليست سوى ذر رماد في العيون مرة اخرى، والعالم كله ينظر ويتابع الاخبار وكان الامر برمته لا يهم الانسانية، وليس بجريمة تجري على مدار الوقت بحق شعب اعزل امام كاميرات العالم ومعظم تلك الجرائم كانت على الهواء.
يطوف عنان عواصم العالم والدول الكبرى ليستجمع بعضا من السند لرؤيته في الحل والذي يستند الى وقف العنف من كل الاطراف في البند الاول من مبادرته (وهنا يدخل شياطين مفسري المفردات التابعين للنظام السوري على انه لابد للطرف الاخر من وقف العنف!!!؟) وفي حالة لم يتبقى في الساحة الا دبابات النظام ومدرعاته سيطلق يد الشبيحة بلباسهم المدني لافتعال الخروقات حسب المقاس، وبالتالي ادخال المبادرة في متاهات علي بابا والاربعين حرامي، وفي الوقت نفسه سيقوم النظام بطلاء كل المدرعات وناقلات الجند المدرعة باللون الازرق الغامق ووسمهابعبارات (قوى الامن الداخلي) ويستبدل لباس جنوده وقواته العسكرية بلباس قوات امن داخلي، ويسكنون  في كل عمارة، وبيت وزقاق وحديقة وبستان ومخبز ومحل وبقالة ومدرسة ودائرة، بل ويحبسون على الناس انفاسهم بلباس قوات امن داخلي، وسيقولون انه لا وجود لقوات عسكرية، وسيزرعون على كافة الاسطح قناصة مهرة بعيدون عن الاعين، وتدخل مبادرة عنان وجامعة الدول العربية في متاهة الحيص بيص، عندها سيخرج عنان بمؤتمر صحفي يدين فيه النظام السوري وعدم التزامه بالمبادرة الدولية والعربية وافشالها، وسيعبر عن عميق أسفه لفشل المحاولة، وسيرفع ذلك في تقريره للامين العام، فضلا عن مجاولة طلبه لتقديم التقرير امام الجمعية العامة او مجلس الامن، وخلال فصول تلك المسرحية يكون النظام السوري قد تمادى واوغل بالدم السوري، وفي اقتراف ابشع الجرائم، وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، علاوة على جرائم جز رقاب الشباب والاطفال، ليعود زعماء العالم وعواصم القرار للاجتماع من جديد والتشاور بخصوص الازمة السورية ومآلاتها، ويستعرض النظام السوري عضلاته ومواصلة فرض حلوله الامنية الاجرامية على شعبه الاعزل.
و وسط هذا الكم من التشويش ارتفعت عقيرة العديد من الانظمة الاقليمية بتوجيه الانذارات للنظام السوري منذ بدايات الازمة والتلويح بالتدخل باشكال مختلفة وبعد ايام تتوضح حقائق على عكس ما يثار على الواجهة، وبانت حقائق الامور عندما على صوت الادارة الامريكية على كل الاصوات وتبعه الصوت البريطاني والفرنسي والدولي بعدم التدخل الدولي في سوريا واقتصار التدخل على المساعدات الانسانية ووسائل الاتصال وتقديم الخدمات العلاجية للمصابين  وافساح المجال للمهجرين بالعودة الى منازلهم،وكأن الامر يختزل في المسائل الانسانية وتسمين الضحية، ويبقى النظام على طريقة الاسرائيليين مع الفلسطينيين عندما يغيرون الوقائع على الارض، وبعد مدة يتنادون مع الاسرة الدولية للتفاوض ، وهم على استعداد مع الفلسطينيين، واذ بهم يفاوضون على بعض من المستجدات المستحدثة على الارض، وهاهو النظام السوري ومن وراءه المنظومة الاممية يسلك نفس الطريق لتكون المبادرات  بمثابة طوق نجاة للنظام الاسدي، والمرحلة القادمة بالتأكيد حبلى بالمفاجآت وعلى الاغلب لن تكون بالسارة بالنسبة للنظام وغلمانه؟؟!!  
 * صحفي سوري مغترب

(108)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي