في مثل هذه الأيام من العام الماضي، وبينما كان أهل حوران يتظاهرون دعما لدرعا على خلفية اقتراف قوات أمن بشار الأسد وعاطف نجيب وفيصل كلثوم مجازر بحق المدنيين، راحت مستشارة بشار الأسد ( والآن يتبين أن بشار لديه مستشارات كثيرات بدءا بأمه وانتهاء بمن لم نتعرف عليهن بعد) تتحدث عبر مؤتمر صحفي مرتبك عن "الفتنة" وعن "الطائفية"...
تدحرجت الكرة إلى حد أن البعض من متحدثين رسميين وغير رسميين ذهبوا بنا إلى حديث عن استهداف سوريا بالطائفية والتفكيك... البعض حمل خرائط ليدلل على صدق إدعاءاته... وفي مثل هذه الأيام كان الشعب السوري يهتف بشعاره المعروف: واحد... واحد... الشعب السوري واحد!
فمن الذي نكل بالشعب السوري وأهانه باسم عائلة الأسد؟ ومن الذي اعتبر أن سوريا التي نعرفها اليوم لن تكون على ما هي عليه غدا :"الأسد أو لا أحد"؟... ما المقصود بـ أو لا أحد؟ هل هذا يتماشى مع أكاذيب الإصلاح والدستور الذي يتفاخرون به؟ أم أنه مقصود أن سوريا المستقبل رهينة بتنبؤات "الجفر" بابادة الشعب السوري بعقلية تظن أنها قادرة على إركاع شعب كامل بأخذه رهينة عنتريات القوة التي دفع ثمنها الشعب نفسه...
في 2012 وبعد عام على ثورة الكرامة، ما نزال نسمع صرخة "بدكن حرية" ونسمع الركل والصفع والقصف بسبب مطالبات بالحرية والانعتاق من حكم أسرة حولت سوريا إلى مزرعة تنهب خيراتها وترمي بالفتات لشعبها وصاحب الحق بهذه الثروات. ما زلنا نشهد عمليات دهم واعتقالات على خلفية مطالبة الناس بالمظاهرات السلمية بما هو حق لهم كبشر.
لكن، في 2012 أيضا وبعد عام كامل على خطاب القهقهة والتصفيق في "مجلس الشعب" حيث قال بشار بعد أسبوع على ارتكاب قواته لمذبحة 23 مارس " أرادوها معركة مفتوحة ونحن مستعدون لها" ثم حدثنا عن قصة الرسائل النصية الطائفية "لهذه القرية وتلك" ( بدون أن يفسر لنا أبو المعلوماتية كيف عُرفت الانتماءات المذهبية والطائفية لعلي السني وعلي العلوي وعامر المسيحي وصلاح الكردي)... في ذلك الخطاب الشهير قلت لنفسي: هذا شخص لا يريد الاعتراف أبدا بما يواجهه... كثرة التملق والتصفيق ممن يسمون ممثلي الشعب ستزيد الأمور استفزازا ولن يعود الناس إلا وقد أسقطوه.
لا داعي للخوض كثيرا في روايات النظام التي بشرت بالطائفية والانقسام المجتمعي، لكن لا داعي أيضا من التعمية على حقيقة أن مافيا الحكم ( من كل الطوائف) صنعت لنفسها طائفة تدعي أنها "حامية الأقليات"، وبالمناسبة لم يكن في بال الناس أصلا أن تسمية "الأقليات" ورادة لا في الشعار ولا في الممارسة.
يكثر الحديث المتخبط هذه الأيام عن الطائفية والتقسيم، قلت في مرات سابقة أن لعبة الطائفية هي المفضلة لهذا النظام، فاستخدام أسماء الأقليات بات حجة للإمعان في القتل وفي الإصرار على إنكار حقيقة أن الثورة الشعبية في سوريا لم يحركها لا بندر ولا قناة الجزيرة أدى بنا إلى مشهد سوري بات فيه حكم العائلة والتكتل الانتهازي الإجرامي يتحدث بشكل تهويلي انتقل إلى موسكو وحديثها السمج عن سنة وشيعة وعلويين... وما دام للافروف الحق في التدخل الفظ في تركيبة المجتمع السوري أعطي لنفسي الحق كعربي في التحذير من الآتي:
- يلعب النظام السوري بمساندة علنية مادية ومعنوية من الطائفيين في طهران وبغداد والضاحية الجنوبية والرابية لعبة "تحالف الأقليات"... إنه يستخدم المسحوقين والفقراء من العلويين والسنة... يستخدم المرشديين... يستخدم الشيعة والمسيحيين في لعبة لا يتوقف عندها حتى من لديه بعض عقل من الساسة والمفكرين المؤيدين له في أروقة الحكم في سوريا وخارجها... ويشكل طائفته الخاصة من كل انتهازيي طوائف الشعب السوري...
- تضخيم الإشاعة عن "دولة علوية" كمخرج تقسيمي لسوريا هي من أفكار النظام... فلم يتحدث سوريا واحدا مشاركا في الثورة عن اللون الطائفي والمذهبي لسوريا المستقبل... ولم يلمح حتى هواة المعارضة عن التقسيم... لا عربي ولا كردي تحدث عن التقسيم... الكل يتحدث عن دولة المواطنة لا دولة السيد والعبيد...
- إن تصريحات لافروف الأخيرة عن >دولة سنية" لهي تعبير أهوج عما يخطط له هؤلاء لأجل حماية نظام فاشي يلفظه شعبه ولتحسين شروط التفاوض على المصالح، فمن ذا الذي يتحدث عن عدم فرض التدخل الخارجي بينما يصمت عن دس الروس لأنفهم حتى في قضايا فتنوية طائفية عدا عن التدخلات المفضوحة ضد الثورة السورية؟ فإما أن لافروف يخضع للتنظير الصهيوني في موسكو أو أنه حقا يعبد الطريق لتقسيم سوريا وبكل غباء وفظاظة لم يجابهه هؤلاء ممن كانوا يلهثون من دمشق وخارجها لشكر روسيا على الفيتو... هل سمع أحدكم صوتا ممن سماهم النظام وشريف شحادة "معارضة شريفة" يرد على ترهات لافروف؟ بل كيف يهرف أزلام النظام عن "السيادة" ويسمحون للروس وغيرهم أن يخردقوا ما تبقى من سيادة؟
- تترقب إسرائيل هذا المشهد السوري الذي يلعب فيه النظام السوري لعبة صهيونية بامتياز، تفرك يديها فرحا وهي تقول:
نحن لم نستطع حتى في عز الحرب الأهلية اللبنانية أن نفتت هذا البلد ونقسمه، بينما يقدم لنا نظام "الممانعة" خدمة كبيرة في حديثه عن "الطائفية" وتقسيمات مذهلة للمجتمع السوري الواحد... نحن نسمي العرب هنا "بدو/ شركس/ مسلمين/ مسيحيين/ أحمديين...إلخ" وهناك حيث أصحاب نظرية "أمة عربية واحدة" يقدمون على ما لم نستطع القيام به طيلة 63 عاما...
التهجير والتطهير الذي يجري في حمص ومحيط إدلب أمر لا يمت للدولة "القومية والوطنية"... اللعب على مصالح الشعب الكردي بمحاباة بعض تياراته المعزولة باسم "برلمان غرب كردستان" تعني كلها أن هذا النظام يهرب إلى الأمام نحو حالة من التشظي وتقسيم المجتمع السوري بما يكفل له اللعب على المتناقضات... ربما يكون الحليف الوحيد لهذه العقلية الراغبة ببناء "دويلة" الموانئ هي إسرائيل التي يُذبح الشعب السوري باسم مقاومتها وممانعتها... ما يمارسه نظام الأسد اليوم هو "سايكس- بيكو" أسدي داخل وبين المدن السورية... باسم محاربة "المؤامرة"...
ما الهدف من كل هذا؟
إذا كنا نسمح لأنفسنا أن نقرأ خطورة ما يرمي إليه هذا النظام الملفوظ من الثائرين من تشييع الحديث والمخططات التي هي من نسج خيال المدافعين عنه، تارة بخرائط تقسيميه و تارة أخرى بسرد ممل لنظرية المؤامرة على سوريا... رغم إصرار الدول العربية والشعب السوري على وحدته ووحدة وسيادة الشعب وبناء دولة وطنية ديمقراطية تعددية تكون المواطنة فيها حجر الزاوية دونما تفريق على أساس ديني أو قومي أو مناطقي فلماذا يذهب هذا النظام نحو لعبة "الأقليات"؟ بل لماذا يساعده البعض في لعبته هذه / والتي ستفشل رغم أنف الطائفيين ورغم تذاكي لافروف/ بتصديق ما يخرجه من عقله الباطني بالتفجيرات المصطنعة بحق أحياء بعينها؟
ليس فقط لأنه يريد أن يقول: إذا سقط نظامي فستكون سوريا مقسمة، وستعمها الفوضى والطائفية...
إن خطورة ما يوحي به هذا النظام هو تصديقه لحالات التملق التي رأت في الشعب السوري شعبا خائنا غير قادر على فهم "الممانعة" وفهم "التعايش" والتشويش على مكوناته بالإيحاء للعرب والغرب وما صار يُطلق عليه "أقليات"/ وهنا لا أفهم ما معنى أقليات؟ فهل المسيحي المهاجر في عهد البعث وعائلة الأسد هو أقلية أم مواطن سحقته سياسات البطش بالمجتمع السوري، وهل محاولات تحييد الدروز بحجج يصطنعها هذا النظام تجعل منهم أقلية مستهدفة؟/ ستكون مستهدفة... لكن لماذا ستكون مستهدفة وما الداعي لتصوير الشعب السوري بهذه الطريقة الهمجية وكأنه من أكلة لحوم البشر سينهش بلحم أخوته في الوطن؟
يدرك النظام أن "دولة علوية" غير قابلة للحياة إلا في حالة وجودها في محيط مضطرب وغارق في مستنقع التخلف والجهل... تماما مثلما هي الدولة الصهيونية التي باتت تخشى التحولات العربية... وقبل هذا وذاك كيف سيسمح العلويون أنفسهم لأن تقوم مثل هذه الدولة التي ستكون أسدية وليست علوية، والعودة إلى نظام استعباد البسطاء من مافيا سرقت ونهبت حتى هؤلاء ومنعت عنهم الحياة الكريمة والشعور بالاطمئنان نتيجة اختطاف اسمهم، وما هي الحدود لهذه الدولة الأسدية؟ هل سيكون للمرشدية والاسماعليين مكانا فيها؟
أين ستبنى الدولة المسيحية؟ وهل ستكون الدولة الدرزية على الحدود الخمسة لسوريا الطبيعية؟ هل ستقوم الدويلة الأسدية بتهجير قسري متبادل؟.... كل هذا المشروع سيجر ويلات لا يفقها من يتحسس جيبه ومصالحه كوطن نهائي له... ولا هؤلاء الذين يعتبرون "الوطن" مزرعة و بقرة حلوب وجب حرقها حين يشعر أنها لم تعد ملكه: الأسد أو نحرق البلد... فلماذا يتم تدمير القرى وحرق بيوتها ثم الإصرار على كذبة أن العصابات هي من تفعل ذلك؟ هل يفكر عبيد الأسد في عواقب ما يفعلونها اليوم في اليوم التالي لسقوط نظام المافيا؟
بعض السوريين يعتبرون هذا النقاش من المحرمات، لكنه بالنسبة لي كعربي لا أجده محرما إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الاغراق الذي يقوم به النظام وأبواقه في الحديث تلميحا وتصريحا عن الأمر واليوم أيضا بمساندة روسية وبعض دعاة "تحالف الأقليات"... والحديث عن ايجاد نظام "طائفي" للحكم وفق ما هو مطروح من مشاريع حلول!
يهدف النظام السوري الذي لا يواجه عصابات بالدبابات والقصف وتدمير المدن والاغتصاب والمقابر الجماعية التي تثير الغرائز الطائفية إلى جعل الثورة السورية تبدو على النحو التالي" القضية السورية"...
فبعد أن كان الحديث عن "الأزمة" يظن هذا النظام ومن يسانده بأنه قادر على الاستمرار فيما لو هدد وعربد واشاع الكثير من أجواء التخويف بحق الأقليات وبأن المسلم به بعده هو "نظام إسلامي" من أكلة لحوم البشر!
هؤلاء البشر الذين عاشوا، قبل وبعد ولادة آل الأسد الفجائية في سوريا، كأخوة متناغمين مع تراث قيم لكل من العرب والأكراد والمسلمين والمسيحيين واليزيديين وغيرهم من الملل والنحل لم يشعروا بفداحة الاضطهاد مثلما شعروا به في ظل حكم أسرة الأسد التي عاشت على اختلاق النعرات في الجزيرة السورية وتأليب الناس على بعضها والشغل على تطبيق سياسة "فرق تسد" والدس بين المدن السورية بسياسات تحابي وتميز...
إذن، تحاول مافيا الحكم إخافة الجميع من الجميع بتحويل الثورة السورية، التي لم تخرج كثورة سنية أو ثورة عربية فقط، إلى قضية يعود فيها المجتمع الدولي ودول الإقليم إليه وحده لمساومته على حلها بوهم البقاء أو تغيير بالرتوش مع استمرار النظام الأمني الفاشي في حكم سوريا... وتحويل الثورة إلى قضية "معارضة وسلطة".
إن التسريبات المقصودة لممارسات جنود الأسد وشبيحته بحق الناس، لم تظهر أنها تواجه عصابات ولا إرهابيين بل بشر عاديين يطالبون بالحرية والكرامة، كان يراد منها وقوع الثورة في فخ الثأر والطائفية... والقصف رغما عن سكان أحياء موالية للنظام بحق أحياء أخرى يصب في ذات الاتجاه... كذا الأمر الذي تم توثيقه عن حالات الاغتصاب والتعذيب وإلقاء الجثث هنا وهناك والإيحاء بأن من فعل ذلك هم من طائفة معينة باستخدام شباب تائه ومضيع من المرشدية بلكنة معينة أرادت دائما هذه العصابة الحاكمة تخيير الناس بين: الحرية والفوضى!
لقد لعب الإعلام السوري البائس وحليفه اللبناني لعبة التحريض والتهويل الطائفي... ومر عام كامل ولم يقع المجتمع السوري في الفخ...
لكن هل يستطيع كائن أن يضمن أن لا يقع أحد في الفخ كردود أفعال على ما يجري من ظلم للثورة السورية ووصمها بما لا يليق بها وبما تحملته طيلة عام؟
إذا كان أركان حكم العصابة يظنون أن اللعب على حافة الهاوية هو في مصلحتهم فهم واهمون بالتأكيد، فلا الشعب الثائر سيعود قبل إنجاز أهداف ثورته في إسقاط النظام وأدواته كلها ولا التهديد بالطائفية والتقسيم سيجعل مجرم حرب ( وبقية المجرمين) في منأى عن العدالة والمحاسبة...
وإذا كان التهديد بالتقسيم وباللعبة الطائفية يظنها النظام مجرد ورقة فقد يجد أنها ستحرقه وتحرق معه كل من يؤيده في دول الجوار... فلا روسيا ولا الصين التي ترددان ما يريده في المحافل الدولية ستدخلان حربا لإنقاذه... ولا حتى الأحزاب والتيارات التي تجعجع اليوم في دول الجوار ستكون قادرة على مواجهة الكارثة التي يقودهم إليها عقل عصابة تحكم بطريقة انكشفت، قبل تسريبات البطة وهديل، على أرض الواقع والممارسات الدالة على انحطاط من جهة وسمو وإصرار من جهة شعب يخذله الصديق والأخ ممن يطلقون شعارات تقزمت حتى باتت تتحدث عن قطعة شاش وحبة دواء ومساواة الضحية بالجلاد... ورغم ذلك كل هذا سيكون بلا فائدة...
ما هو مطلوب اليوم أن يقف هؤلاء الذين يتاجر نظام العصابات في دمشق باسمهم في مذبحة متنقلة على امتداد الأرض السورية ليقولوا: لا... ليس باسمنا تجري هذه الفظائع وليس باسمنا يذبح الأطفال وتهدد سوريا بالطائفية والتقسيم... من فلسطين يجب أن يقال كفى متاجرة باسمها... ومن كل الأقليات التي "يخاف عليها" لافروف وميشيل عون وبشارة الراعي وحسن نصر الله ومقتدى الصدر والمالكي وروبرت فيسك وكل الأبواق التي تسمي نفسها معارضة يجب أن ترفع صوتها لتقول لسفاح يقتل باسم الحفاظ عليها ويهدد بذلك تاريخ ومستقبل النسيج الوطني السوري: لسنا نحمى من أهلنا الذين تذبحهم باسمنا... بل يجب حمايتنا من حالة الجنون التي تقود البلد إليها أنت وعصابتك!
كلمة للحركة الوطنية السورية في الخارج..
ثمة كلمة يجب أن تُقال لممثلي الحركة الوطنية السورية، لا يفهم المراقب هذا الارتباك الحاصل، ون كان مفهوما نتيجة أوضاع سوريا خلال العقود الماضية، فالبعض، كتابا ومحللين وحقوقيين وسياسيين، يقع في مطب النظام السوري ويظن أنه قد انتخب ليكون ممثلا للشعب السوري... فلم ينتخب أحد أحد بل طلب الثوار على الأرض من هؤلاء الذين نخروا رؤوسنا بمعارضتهم للاستبداد أن يحملوا قضية ومطالب الثورة بما يليق بها وبتضحياتها وليس اللعب في مربع النظام... ليس كافيا أن يكتب أحدهم مقالا للشرق الأوسط عن "قصة الفيزا إلى لندن" ولا يكفي أن يتفاخر أحدهم باعتقاله لمدة ساعة والإفراج عنه بينما تطحن عظام الثوار... المناكفة ليست فعلا ثقافيا ولا تمت للثقافة الثورية بصلة... لماذا يجب أن يكون الجميع "قيادات" و "رؤوس" لماذا لا يتواضع هؤلاء أمام المهمة والتكليف الممنوح لهم من الثوار؟ وهل يظنون أن الثوار غير قادرين على افراز قيادة سياسية وثورية؟ أظن أن الثوار احترموا نضالات البعض ممن تبين أنهم يسيرون كالسلحفاة في مجاراة فعل ثوري متجذر... فليغادر هؤلاء نرجسيتهم وليكونوا أكثر جرأة في طرح ما لديهم فلا يصبحوا كمعارضة المفرشخين لسيقانهم.... فالثورة منتصرة، لكن فقط المطلوب من هؤلاء أن يقللوا من خسائر شعبهم... وأن يكون لهم رؤية واضحة ومؤتمر صحفي يومي على الأقل!
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية