أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

سوريا... مشاهد تشبيح إعلامي غير مصدقة!... الياس س الياس

صحيح أن شريف شحادة في حضرة القاسم لم يجد مفرا من عرضه لمكنونات الكذب المستمر والمتفاقم منذ عام كامل، روايات خيالية لا تختلف عن روايات طالب إبراهيم و أحمد الحاج علي، الأخير لا يجد في الأمر وقاحة أن يصر على "عدم وجود دبابات في الشوارع"، والحقيقة أن الكذب المطعم بتكذيب الشعب السوري لعيونه التي ترى وتقرأ وأذنيه التي تسمع هو ديدن هؤلاء منذ أطلوا علينا من على شاشات القنوات "المغرضة والمتآمرة".

لكن من الصحيح أيضا أن مفتي بشار الأسد "المؤمن" ممكن أن يفعل كل شيء إلا الكذب سبق هؤلاء في بداية الثورة السورية من على شاشة الجزيرة متحدثا باسم الأجهزة الأمنية " سنثبت لكم خلال أيام"! عن الجماعات المسلحة في درعا... كان المفتي يتحدث من مكتب الجزيرة في المزة في شهر نيسان 2011. 
رغم مرور أكثر من عام لم يثبت هذا الرهط شيئا سوى الغرق في روايات لم تقنع حتى الشارع السوري المنتفض، ومنها رواية لجان التحقيق في "الأحداث" التي جرت في مهد الثورة درعا، والتي أثبتت التسريبات الأخيرة أن المسألة لا تعدو سوى مزحة سخيفة واستهزاء كلي بأرواح الناس. فأين هي لجان التحقيق؟

لقد حاول فيصل القاسم الإشارة إلى كذبة السلاح في المسجد العمري ونسي أن يتحدث عن نفق درعا- المكسيك، فما كان من شحادة إلا نفي قيام أجهزة النظام بزرع السلاح في المسجد... وبالتالي يصبح أهل درعا "كاذبون" لأنهم صدقوا عيونهم كما صدقنا نحن فيلم المسجد العمري وفي الخلفية بقية دواء للمشفى الميداني " قتلانهم".

"المؤامرة الكونية"... 

ما هو المطلوب تصديقه من القول: سوريا تتعرض لمؤامرة "كونية"؟

أن الشعب السوري  "يعشق العبودية لأل الأسد وللأبد "... وبذات الوقت هذا الشعب وقع ضحية مؤامرة كونية حولت النظام السوري إلى  "سوبر بور " في مواجهة كل دول العالم باستثناء دولتين ونصف... ما يحضرني هو البؤس الشديد الذي صورته قناة المنار على لسان  "شيخ مشايخ ": منحشر الله اللي خلقه! 
ويحضرني الدعوة إلى أن  "ينزع الرحمة من قلبه " / موجها كلامه لبشار الأسد/ وتلك التي تذاكى فيها هؤلاء في روايتهم السمجة عن  "الفتنة والطائفية " في تحريض واضح على البشر والتبشير بنهاية أهل هذا الحي وتلك المدينة.

في تقريرها المسرب/ من رسائل بشار وزوجته، والتي سنعود إليها/ ترسل العبقرية لونا الشبل لرئيسها: إسرائيل تتفهم تزويد روسيا لسوريا بالسلاح!
يقول الفيصل، وزير خارجية السعودية،  " 3 لقاءات جرت مع النظام السوري وليس هناك أحد ضد النظام السوري "... 
انتفض ضاحي خليفان وراح يهدد ويتوعد... الغاضبين على مقتل أهلهم في مذبحة حمص... لكن ضاحي نسي المبحوح واختراق الموساد ولم يعربد سوى مرة واحدة... والسوريون يعرفون قصة الخدمات المالية والأمنية للأسد.

عُمان بقيت مثل السودان والجزائر  "وشبه دولة الضاحية ومدينة الصدر " ومن بين العرب على الخط المُفتي بضرورة الوقوف مع  "سليل آل البيت "...كيف إذا أفهم المغزى من: لا عرب ولا عربان، فلتحيا إيران؟

فما هي  "المؤامرة الكونية "؟ مخلوقات فضائية مثلا مجاورة لسوريا في درب التبانة ترسل حبوب هلوسة  "ماركة الجزيرة " لإثارة  "نخوة أهل درعا " و "فزعة حوران " و رشة ماء ممزوج بخليط مثير مع سندويشة حموية ملفوفة بورقة 500 ليرة سورية؟

بعد عام... لا لون ولا طعم ولا رائحة ولا ملامح لهذه المؤامرة...
فقد قال أحمد الحاج علي، تعقيبا على ما جرى في المزة مؤخرا: تآمر بقال مع 3 سعوديين إرهابيين من القاعدة استأجروا الشقة... تم القضاء على اثنين والقبض على الثالث! ( هذا إذا لم نشر إلى روايات الشيكل وغسان بن جدو ويوسف شاكير عن العين الحسود وحسن نصر الله الذي يعرف ما يجري من مفاوضات بين أركان النظام الممانع و  "العدو " في عواصم الدنيا من مفاوضات مفضوحة)...

لماذا  "المؤامرة الكونية "؟

حتى يقال بأن  " البطة " على وئام وتوافق مع شعبه... وأن القصف الذي تتعرض له حمص، مثل بابا عمرو، كان بفعل بلاك ووتر... والإرهابيين... وحتى يقال أن الشعب السوري يعشق البطة حتى الموت لأجله... فلا يوجد شيء في سوريا يستدعي كل هذه الثورة/ ألم تروا وتسمعوا عن  "حزمة " الإصلاحات؟

بعد عام كامل يصر أتباع النظام على الانحدار إلى مستوى الدفاع عن  "نظرية المؤامرة " فينطلقون بناءا على اعترافات لونا الشبل وهديل وعمار الساعاتي في الاستماتة لتوظيف  "ألسنة " تقطر منها أحط العبارات التي تفوقت على عبارات عوباديا يوسف عن السوريين والعرب.
لونا الشبل توظف 2000 معلق مؤيد على كل المواقع، وحدة استطلاع واختراق بالتعاون مع هديل ومباركة سام البطة وسوسو المتوحش، فتنال منتهى الرمحي وخولة دنيا ورولا إبراهيم وغادة عويس عبارات تدل على الانحطاط في استفحال المرض والهوس الجنسي لفيروس وصف الناس بما يدور في مخيلة وعقل باطني عند قذارة يسمون  " شبيحة لعيونك "!... لقد حلت  "التربية الأسدية " مكان  "التربية الوطنية " في أخلاق وضيعة.

ليس هذا فحسب، بل يتساءل هؤلاء: وما المشكلة أن  "البطة " تسوق عبر الانترنت وقام بتنزيل أغان غربية باسم مستعار؟ وما المشكلة أن إيما تبحث عن حذاء ما ( ترى كم حذاء وجدوا عند زوجة الديكتاتور ماركوس، ايميلدا؟) وأثاث وإضاءة صممها المشاهير؟ لكنهم لم يفكروا ولو لمرة واحدة، ماذا عن بقية الرسائل المقززة بحق أهل حمص وسوريا عموما وعن الذبح واستخدام السلاح الأبيض؟ ماذا عن تسيير ابنة الجعفري لربهم الأسد؟

 "المؤامرة الكونية " لأجل أن يقال للشعب السوري: الأسد أو نحرق البلد!
ما يجري فعليا هو حرق للبلد... وهذا يعني شيئا واحدا... البلد أكبر من أن يحرقها البطة وبذلك سيكون لا أسد!

لم يسأل هؤلاء أنفسهم سؤالا واحدا: 
هل فعلا نحن أمام شعب  "غبي " لنظل نردد عليه  " لو أشرقت الشمس من الغرب وأغربت من الشرق " الأسد باق؟
باق من أجل ماذا؟
ومن سيحكم هذا الرب الذي يتفنن هؤلاء بالدفاع عنه أكثر من دفاعهم عن بعض ما تبقى من إنسانية التعايش بين السوريين؟
هل سيحكم مثلا بالنهب والسرقة والتدمير والاغتصاب والمقابر الجماعية في كسب وطحن الجثث وحرقها؟

ما يتبين من الكذب الممنهج الذي سربته رسائل البريد الالكتروني لبشار أننا أمام منظومة من العصابات التي استضعفت واستهترت بذكاء الشعب السوري، فظنت أن جريمتها التي تقترف اليوم على امتداد سوريا سوف يجري إزالتها بلقاءات تلفزيونية في قناة الدنيا والاخبارية  "البث التجريبي " يقول فيها الضحية: شكرا للسيد الرئيس المفدى على قتلنا... والأم تقول: لا لا من قتل ابني ليسوا عصابات الأسد... بل مخلوقات فضائية!

ألا يوجد حقا غير رفيق نصر الله ليبشرنا بالعقل الباطني لهذا النظام؟ وخصوصا لجهة السيارات المفخخة؟
ألا يوجد إنسان يفكر ولو قليلا بما ستكون عليه الحالة في النسيج الاجتماعي و الوطني لسوريا بعد كل هذا الدمار؟
هذا النظام المافيوي لا يمكن أن يحكم سوريا بعد هذه الثورة، وبالرغم من ذلك يصر المنضوين  "طواعية بفعل الهستيريا المخوفة " وبفعل الخوف على الإمتيازات... والخوف على ضياع  "الممانعة " على مسألة: الأسد أو نحرق البلد!
البلد ستبقى، ففي التاريخ مر مهووسون وغزاة ديار حرقوا ونهبوا وافتعلوا ما نراه يحدث اليوم... لكنها بلدان لم تنتهي... أين نيرون وهتلر وبول بوت وبينوشيه وساموزا؟

لا يكفي لإثبات نظرية  "المؤامرة الكونية " أن تتهم القنوات المغرضة بفبركة الأحداث ولا يكفي أن يقال للشعب السوري: يجب حماية الوطن بتأييد الأسد للأبد... فكم هو هزلي مشهد محلل سياسي يضع العلم وعدة النصب من صورة التأليه لبشار في ستوديو الجزيرة المحرضة... وقد أشار لفيصل القاسم بصبيانية أنه أراد تعليقها على النافذة لتكون واضحة للجمهور... وكأنه يعتقد أن التملق القائم في كل دكان بحواري سوريا يمكن أن يكون  "كونيا "! 

زمان الوصل
(166)    هل أعجبتك المقالة (139)

Batta Lover

2012-03-23

مقال رائع, ويمكن إضافة الكثير الكثير, مثل مهازل التفجيرات, وغياب وزراء الحكومة ليحل محلهم المشعوذون وووووووووووووو....


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي