أجمل الأمهات التي انتظرت إبنها
أجمل الأمهات التي انتظرتُه
وعاد مستشهداً
فبكت دمعتين ووردة
ولم تنزوِ في ثياب الحداد
تحتفل عدد من البلدان في عيد الأم في أيام مختلفة من السنة وذلك لأن الاحتفال بهذا اليوم له عدة أصول مختلفة. تدعي مدرسة فكرية واحدة بأن هذا اليوم ابتدع من يوم كان مخصصا لعبادة الأم في اليونان القديمة، والتي حافظت على مهرجان سيبل، وهو لتكريم أم كبير آلهة اليونان.وقد عقد هذا المهرجان في مختلف أنحاء ربيعي الاعتدال في جميع أنحاء آسيا الصغرى والنهاية في روما بالإضافة إلى عيد الأم، يحتفل باليوم العالمي للمرأة في كثير من البلدان.
عيد الأم من الاعياد التقليدية السورية الذى يعتبر يوماً نتذكر فيه ما ننساه فى بعض الأوقات ،إن للأمهات حقوق علينا فى حياتهن وبعد وفاتهم،ففى حياتهم لابد أن يلقوا الرعاية والتواصل خاصة فى فترات كبر السن،وبعد موتهم بالدعاء لهم،وإن كانت كل أيام العام هى أيام للأم ولا ننسى أمهاتنا ،
إلا أنها مناسبة جميلة أن نخص الأم ببعض المزايا والأوقات،وفرصة للتصالح وإعادة الترابط والتسامح ونشر الحب والمودة والرحمة،فإننا كسوريين نؤمن بأننا ملك لأمهاتنا ونسخّر ما نستطيع أن نملكه فى حياتنا فى سعادتهم أو رد ما يمكن من جميل،وخاصة فى زمن سريع المرور والتفاعل وعدم التملك فى أوقاتنا وانشغالنا طوال الوقت ،فى حياة صعبة وخاصة الذين يعانون ضيق الحال والاحوال،فهى مناسبة بلاشك رائعة ومهمة وينتظرها الأمهات والأبناء سنوياً تعبيراً عن مدى حبنا للأمهات جمعياً .
إلا أن تلك المناسبة هذا العام لها ظروف خاصة ودعوة مميزة،فنحن لنا أمهات أخر،هن أمهات الشهداء و زوجهاتهم و أبنائهم، شهداء الثورة،فهل سوف يمر هذا اليوم وتلك المناسبة دون أن نتذكرهم؟ فواجب على كل سوري أن يبحث عن أم لشهيد ويقوم بالاتصال بها أو زياراتها،فقد ضحت وقدمت أغلى ما تملك ولن يعوضها تعويضات ولا أموال عن تضحياتها،فمن المؤكد إنهن سوف يتذكرن هولاء الشهداء فى مثل تلك المناسبة،وما يمكن أن يخفف الألام وأحزانهن هو السؤال عنهن وزيارتهن،فهن جميعاً أمهاتتنا، فلا تنسوا أمهات الشهداء،بل إننى أدعو كل القوى الوطنية بأن يكون لها دور معنوى أكبر ويقوموا دائما بعناية تلك الأمهات ،وخاصة فى تلك المناسبة،وهذا أفضل من دعوات التعويضات و إن كانت لابد و حقوق ، وأفضل التعويض لهولاء الأمهات هو حقوق الشهداء والقصاص من القتلة المجرمين و أن نعاهدهن في هذا اليوم على أننا على العهد باقون و المضي في الطريق إلى النهاية حتى النصر و التخلص من هذا النظام المجرم و رموزه القتلة و بناء دولة حرة ديمقراطية .
قضية القصاص من قتلة الشهداء الشباب لابد أن يكون لها نهاية مرضية لكل الأمهات، فالقصاص قد يريح قلوبهن ولا يعقل أن يكون المجرم حراً طليقاً ، ولا يتم محاسبته ، فعلى الجميع أن يضعوا أنفسهم فى مكان أولياء الشهداء ويقرروا بأنفسهم ، لو كان لكم أبناء أو اخوات شهداء ، فهل كنتم سوف ترضون بالظلم و الاستبداد ؟ الاجابة بلاشك معروفة !!
نقول لكل الأمهات و أجملهن اللواتي انتظرن أبناءهن و لم يعودوا , بأن النطر قريب و نحن على العهد باقون للأخذ بالقصاص العادل و تحرير الأرض و الشعب و بناء دولة العدالة و الديمقراطية .
أجمل الأمهات...د. إياد أبازيد

تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية