أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد عام ...تأملات ثورية...ميمونة جنيدات

إنها خواطر مبعثرة من هنا وهناك بعد عام من انطلا ق ثورتنا المباركة جمعتها كحبات عقد عديدة الألوان ينظمها خيط التفاؤل والثقة المطلقة بأن يد الله الحكيمة القادرة هي التي فجرت هذه الثورة وهي التي تدير دفتها.....وسأوردها كمقالات متسلسلة ...
(1) ثورة بلا رموز....
أليس الله بقادر ان يهيئ لثورتنا رمزا كما هيئ السيد عبد الجليل للثورة الليبية ؟
انها يد ارادت إعادة تأهيلنا لنكون تربة صالحة تنمو فيها بذور نهضة وحضارة وضاءة،تتخطى الطعنات ،وتتسامى على الجراح ،فكان كلما سطع نجم رمز سرعان ما أفل
وتعددت أسباب الأفول .....
فمنهم من كان نجما طاهرا إختاره الله لجواره شهيدا على تراب الوطن ..
ومنهم من سطع نجمه كمعارض محنك سقط قناعه بعد برهة ليراه الثوار عميلا مدسوسا من النظام استطاع اختراق الصفوف .
ومنهم من سقط أمام إغراء الاموال المكدسة من التبرعات فضعفت نفسه وأطلق يده فافتضح أمره، أو مازال مستترا ينتظر دوره في قائمة العار والفضيحة.
ومنهم من ضعف أمام بريق المناصب وسال لها لعابه ،فغير وبدل في ترتيب الأولويات جاعلا مصلحة الثورة في ذيل القائمة...فسقط وخبا نجمه..
ومنهم من أعطى رقم حسابه لجهات ما لتضع له ما يكفي لإعطائه دفعة من الخسة كي يطعن في ظهر الثورة من الخلف ،ويقبل وجنتيها في العلن.
ومنهم من كان مخلصا ذو إرادة خيرةولكنه دخيلا على لعبة السياسية أوهو قصير النظر محدود الفكر فأساء من حيث أنه يصلح .
ومنهم المغرور المعتد بنفسه يطغى عليه حب الظهور وإبراز الذات والتشبث بالرأي عن رؤيا وشم رائحة الدم التي زكمت الانوف.
ومنهم من كان صادقا ولكن تقلبه على سرر النعم بعيدا عن سورية جعله يرى الدماء بلون باهت ويسمع صوت البارود كمفرقعات اطفال ورائحة الموت كرائحة طعام فاسد فما عاد تفاعله مع اوجاع الثورة بالمستوى المطلوب .
وقسم منهم متفانون لايعابون في إخلاصهم وعمق إدراكهم وعظم بذلهم في كل صعيد بعضهم يعملون فرادى وبعضهم الأخرفرقتهم الأمصار كل واحد منهم رب عائلة يكد كي يطعم من حوله ويغدق ما بقي على ثورته ،وقد تجمعهم الفنادق اياما قليلة لا تكفي لبناء جسور ثقة قوية يحاولون ان يولفوا على موجة واحدة ويصنعوا موقفا فاعلا ،شتت حكم الاستبداد جمعهم وقدرتهم على العمل الجماعي ،فلم يعد لهم نفس واحد ،أو خبرة سياسية متبلورة.
وهكذا عودا على بدء شاء الله أن لا يبرز للقيادات نجما أوللثورة رمزا في أحلك ظروفها وأشدها حاجة لقائد بارز ..حتى تتخلص من الموروث المتراكم للقائد الأوحد الذي اطفى على افراد الشعب صبغة اللامسؤولية وغياب الابداع والتميز ،فأراد لها أن تحرر الإرادة وتمتلك الثقة وتكتشف مكامن القوة ،حتى يغدو كل فرد رمزا يهب الثورة كل طاقاته ويلد جيلا منتجا مبدعا يثب على سلم الحضارة والإزدهار قفزات متسارعة كما فعلت ماليزيا.

(114)    هل أعجبتك المقالة (116)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي