حوار تقوده روسيه... محمد عمار نحاس

الحوار سمة من سمات الشعوب الراقيه وهو الحل العقلاني لاي خلاف يقع بين عدة اطراف ولما يتبنى الدب الروسي حوار بين اطراف النزاع في سوريه أمر لا بد ان ننحني امامه شكراً وامتنانً لهذا الموقف العظيم من دولة صديقه لاسيما اذا علمنا ان الوسيط في هذا الحوار هو رئيس الاستخبارات العسكريه فمن هذا المسمى يمكنك معرفة لغة الحوار الذي سيدار بين الاطراف .
ان أي حوار لا بد ان يقوم على اسس تجعل منه حواراً هادف بناء يصل من خلاله جميع الاطراف الى تسويه باقل الخسائر الممكنه لكن اليس لكل حوار شروط كما له اسس فاذا كانت الاوراق التي ستستعمل بهكذا حوار أوراق ممهورة بدم الشهداء الابرياء فاني اعتقد انه لا يوجد عاقل يستطيع ان يتاجر بدم ابنائنا فيجلس على طاولة حوار هدر دمهم عليها .
اليس من المنطق ان يكون الحوار بين اطراف اختلفت ارائهم وتساوت قواهم فكيف يكون حوار بين طرف لا يملك حتى حرية الفكر وطرف يملك القوه كيف احاورك ومسدسك مصوب باتجاه رأسي ومدفعك مصوب باتجاه منزلي .
الحوار الشريف هو الحوار الذي يكون تحت سقف الوطن فيشعر كل الاطراف المتحاوره انهم يعملون لاجل هذا الوطن لكن ماهية سقف الوطن كيف يتم تسميتها ؟ فاذا كان سقف الوطن بالنسبة لطرف الحوار هو بشار الاسد افلا تعتقدون ان الوطن اصبح سقفه قليل الارتفاع لدرجة انه لا يستوعبنا فانك ان اتيت باي شخص مهما كان نحره طويل واوقفته بجوار بناء من ابنية مدينة دمشق لوجدته قزم بجوارها فكيف سيستوعب هذا السقف كلنا .
اعتقد ان أي حوار لابد ان تكون صفحاته بيضاء وأيادي أطرافه لم تلطخ بدماء أبنائنا وان تكون مدن الوطن محررة من أي مظهر عسكري ليستعمل ابنائنا حقهم المطلق بحرية الرأي والتعبير وأن سقف الوطن يطاول كبد السماء لا يحده ارتفاع فيفنى لاجله الاشخاص وتتلاشى فيه الاسماء ويبقى اسمه عالياً نستلهم منه نور السماء .