لا أستطيع ان أفسر أو أشرح مدى عشقي لكرة القدم ولولا التسعة والتسعون علة التي تتلبسني لكان لي شأنا محليا وربما عربيا وعالميا ولكن للأسف الحلو لا يكمل .
كنا نجتمع كفريق كواحد ونضع لأنفسنا الألقاب الطنانة حتى لا نتنازع الاختصاصات بيننا ثم نرسم خطة اللعب التي نريد اعتمادها لتحقيق الفوز ونشدد على أهمية الالتزام بالخطة سواء أكانت حصيلة تجربة فرق أخرى أو محلية الصنع فالتخطيط السليم عامل أساسي لتحقيق الفوز ، ورغم الوصايا والتشديد على تطبيق الخطة إلا أن كل ذلك كان يذهب أدراج الرياح فور إعلان صافرة الحكم بدء المباراة ، حيث يتحول الحارس إلى قلب هجوم والجناح الأيمن إلى خط وسط والأيسر إلى حارس مرمى وعندما نعجز عن الوصول إلى المرمى الآخر كان أحدنا يسجل هدفا في مرماه حتى لا نخرج بدون رصيد ؟ .
ذكرتني أيام كرة القدم بالخطط الاقتصادية التي يعكف فريقنا الاقتصادي على وضعها والتي تحترف تسجيل الأهداف في جيب المواطن فالخطط الخمسية والعشرية والطويلة والقصيرة واللايت لم تنعكس أهدافها على تخفيض الأسعار وتخفيف الضرائب والفواتير بل على العكس من ذلك تماما حتى بات أحدنا ينقبض كلما ذكرت أمامه كلمة خطة أو تخطيط أو بالأحرى تخبيط فالمواطن يريد أن يرى نتائج تلك الخطط على أرض الواقع لا على صفحات الجرائد فلم تعد الأرقام والجداول والبيانات والإحصاءات والتوصيات والاقتراحات تشغل بال المواطنين بل ما يشغلهم حقا هو إنعكاس تلك الخطط على الواقع المعاشي المباشر لهم وهذا ما لم نلمسه فالأسعار ما زالت تحلق عاليا وبعيدا جدا ولم تنفع الاحتفالات التي أقامها فريقنا الاقتصادي للشركات العقارية بتخفيض ولو نسبة قليلة من أسعارها أو على الأقل السيطرة عليها ناهيك عن الحديث والتلويح المستمر برفع الدعم عن المازوت والكلام عن عجز الموازنة وغير ذلك مما ينغص علينا حياتنا وخاصة في فترة الأعياد وما تتطلبه من تحضيرات واستعدادات كانت إلى حد قريب جزءا من تراثنا الشعبي أما الآن فتكاد الحركة في أسواقنا " الاجتماعية " شبه معدومة وفقدت الأعياد مساحة كبيرة من بهجتها وزينتها ولم يبق لنا إلا حديث الذكريات وكان يا ما كان .
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية