خدام يستغل العيد ورأي للحاج في نظرة النظام للمعارضة ... د. الياس حلياني

 

((دعا النائب السابق للرئيس السوري عبدالحليم خدام، السوريين إلى كسر جدار الخوف و"إستعادة ما قام به آباؤهم وأجدادهم" من أجل تحرير سوريا وإعادة بنائها وإستعادة دورها في جميع الميادين العربية والدولية)) .باريس يو بي أي

 

لا نعرف حقيقة ، اذا كانت هذه الدعوة موجهة أيضاَ الى ابناء وأحفاد خدام بوصفهم من السوريين .  وهنا الطامة الكبرى :  فيما اذا كان على احفاد وابناء خدام ((استعادة ما قام به آباؤهم واجدادهم )) . فإذا كان المقصود(استعادة) الأموال التي نهبها ، فهي موجودة معهم سلفاً ، اما اذا كان المقصود (استعادة ) المجد والكفاح والسيرة العطرة والسلوك المستقيم والوطنية الصرفة لوالدهم وجدهم ، فالمصيبة كبيرة كبيرة .

السيد  خدام عضو القيادة التكويمية (القطرية والقومية) لحزب البعث : يُطالب بتحرير سوريا .

السيد خدام ناهب وسالب وسارق خيرات وثروات واموال سوريا: يُطالب بإعادة بنائها.

السيد خدام الطاغية وصاحب ملف القمع والسلب والنهب وتشويه السمعة في لبنان : يُطالب بإستعادة دور سوريا في جميع الميادين العربية والدولية .

 

عندما نقرأ التعليمات السامية ، التي يُرسلها فخامته ، في الأعياد والمناسبات الرسمية والقومية ، نعتقد ، أن هذا الفخيم ، لا زال يعتقد ، أنه في السبعينات أو الثمانينات ، وأنه لا زال عضو بارز في الحزب الأوحد وصاحب ملف لبنان ، وأن الشعب السوري لا زال يخاف من بطشه وقمعه .

كلا ، لقد تغير كل شيء ، عهد جديد ، ومعارضة جديدة ، وشعب واعي ، أصبح يُحاسب الكبير والصغير ، وينتقد الطاغية والحرامي والفاسد والمرتشي . والقمع الأمني ، والاعتقالات التعسفية ، وحجب المواقع ، وتكميم الأفواه، ومصادرة الحريات.

معارضة ، ليس كما قال -عن نظرة النظام اليها-  ياسين الحاج :

ضعيفة... خائنة... وغير موجودة:تمثيل النظام للمعارضة في سورية :

الجريدة

ضعيفة : (في المقام الأول توصف المعارضة عادة بأنها ضعيفة، تعد بعشرات أو مئات من الكهول------)

خائنة: (إن معارضين سوريين التقوا بإسرائيليين في واشنطن. والخبر نفسه يكشف أن «المعارضَيْن» هما فريد الغادري، وهو مغامر سوري الأب تخلّق من عدم سياسي في الولايات المتحدة في عام 2003، ولا وزن له في سورية؛ والآخر كاتب مقرب من الأجهزة الأمنية، اسمه نبيل فياض، كان أعلن رغبته في الخروج من سورية إلى أي بلد يستقبله، وسرعان ما أقام في أميركا بانتساب معلن لحزب الغادري، وبصحبة معلنة مع إسرائيليين، ثم بعد أسابيع قليلة بعودة معلنة إلى سورية من دون أن يمسسه ضُر. )

وغير موجودة: (أن المعارضة غير موجودة، في عهد الرئيس حافظ الأسد لم يكن يسمح لكلمة معارضة بأن تدخل التداول العام. كان تجاهلها المطلق إعلاميا وسحقها أمنياً وجهي السياسة المعتمدة آ).

 

ان كل هذه الاتهامات ، التي ذكرها ، الصحفي ياسين الحاج صالح - حول نظرة النظام للمعارضة - والذي نحترمه ، ونحترم قلمه ، عندما يكون في الاتجاه الصحيح ؛  هي دليل عافية لما يحدث اليوم في داخل سوريا ودليل مرض لما يحدث في خارج سوريا . فكون المعارضة كانت في العهد الماضي متجاهلة (بفتح الهاء) أو مسحوقة ، وطبعا هذا يعني في عهد عبد الحليم خدام وكنعان والشهابي ؟!!!صحيح .  أما اليوم ، فتراها تتصدر الأخبار ، والعناوين، والصحف الورقية والالكترونية أيضاَ ، وهذا يُحسب للعهد الجديد !

أما الحديث عن الخونة ، فلا أظن أن خدام ورفعت والبيانوني ، يُمكن أن نضعهم في خانة الوطنية والوطنيين .

وحديثك عن ضعف المعارضة ، غير دقيق أيضاً ، هناك معارضة ، غير جماعة اعلان دمشق . معارضة تؤمن أن رئيسها هو بشار الأسد وليس جورج بوش .

معارضة تسعى لإجتثاث فساد وطغيان وقمع العهد السابق .

 معارضة شعب كبير طويل عريض ، يرفض المصير العراقي ، ويسعى للمحافظة على وطنه وأهله وأولاده .

معارضة ترفض ممارسات الأمن القمعية ، واعتقالاته ، وحجبه للمواقع .

 معارضة تؤمن أن لسوريا دورا أكبر في المستقبل القريب ، كما تؤمن بضرورة الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين ، وأن الوطن لكل أبنائه وطوائفه، وأن ثروات الوطن ، يجب أن توزع لكل أبنائه، لا أن تختص طائفة بها .

 معارضة تؤمن أن دور الأمن هو حماية المواطنين لا ارهابهم وقمعهم .

 معارضة تؤمن بأن الانتماء الى سوريا الوطن ، يعلو ويسبق وبتجاوز أي انتماء آخر .

معارضة تؤمن انه لا يمكن للسلطة في هذا العصر أن تحل محل ما يقرره المواطن شخصياً ، كما أنه لا يجوز للمواطن أن يتنازل عن مسؤوليته كمواطن حر ، مشارك في القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، خوفا من قرارات أمنية ، تضعه خلف قضبانها ، مما قد يعفيه من عناء ممارسة حريته في خيارات صعبة .

معارضة تدعو الشعب السوري لكي يهب ويقف بوجه كل اشكال الظلم والقهر والقمع والغلاء والفساد والمحسوبيات والهدر .

معارضة تحترم نفسها ، وتحترم رئيسها، وتحترم شعبها ، ولذلك فهي تطلب من النظام ان يحترمها ، وأن يكف عن قمعها ، وعن حجب مواقعها ، وعن تكميم أفواهها . ويعمل على اطلاق سراح معتقليها ، والكف عن ملاحقة كوادرها ، والسماح لها بحرية الاجتماع ، وبحرية اصدار الصحف ، وتنظيم الأحزاب .

 

معارضة لا تؤمن بهذا القول : في الحقل ثور واحد ، وبالتالي ، ليس علينا أن نملك حزبين ؟؟؟!!!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

www.bonjoursham.net
(117)    هل أعجبتك المقالة (108)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي