أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الارادة المغيبة.... بيع الوهم ؟!.. ماجد الشيباني *

تتعالى اصوات منذ فترة في مواجهة جرائم الابادة التي تقترفها عصابات النظام البربرية طلبا للتسليح وتوجيه التخوين والاقصاء كيفما يحلو لنا، صحيح من يتلقى الضرب ليس كمن يعد العصا،،،،،. فلهلنا في الميدان ان يطلبوا ما يرونه يرد القتل الممنهج عنهم، لكن من يظن بان ايا من العاملين في الشان العام في المجلس الوطني او خارجه يستطيع ان يستجلب او يرد سلاح فيما لو توفرت الارادة الدولية حيال الامر، والارادة الدولية لا تاخذ بالعواطف ولا بكم الدم المهدور، وان تجاوز الدم والقتل حدود العقل البشري ،!وصفحات برابرة التاريخ الاكثر قبحا، هي السياسة وتقاطع المصالح الاقليمية والعربية والدولية، وذلك ما يميز الثورة السورية في تميزها وتفردها عن غيرها من هبات ما اسموها الربيع العربي من ثوارات الثماني عشرة يوما، الى تلك دامت شهورا قام بها الاخر نيابة عن اصحاب الثورات، فالسوريون يقاتلون المشروع الفارسي اللعين،  والمشروع العثماني ، وتقاطع المصالح الاوروبية والامريكية مع مصلحة اسرائيل وامنها الذي لا تحميه قوة على الارض مثل ما قدم لها نظام الاسد الاب والابن وما بينهما على مدار اربعة قرون ونيف، ومن هنا  ياتي تعقيد المسالة، رئيس هيئة الاركان الامريكية سبق وان صرح منتصف فبراير الماضي انه لايمكن تسليح السوريين خشية وصول السلاح الى ايد القاعدة هناك، وهذا من اكبر المؤشرات التي تثبت عدم نية الادارة الامريكية في اسقاط النظام الاسدي ما لم يتم التثبت من توفر نظام قد يكون البديل، وان في ادنى المواصفات، عندها سيكون السقوط وتوفر الرغبة في ذلك، والان لماذا نبيع ونشتري وهم اسمه المطالبة بتوفير السلاح للجيش الحر والثوار وخلافه.
ترتفع الاصوات في الميادين والشوارع وعلى المنابر الاعلامية وعبر اليافطات التي يرفعها الثوار في كل المدن السورية، وفي كثير من الاحيان تزداد وتيرة المطالبة وتوجيه اللوم والتخوين والاقصاء الى اعضاء المجلس الوطني ورموزه وكانهم هم من يرفض استجلاب السلاح وتسليح المدافعين عن حرمة المدنيين في انحاء المدن والبلدات السورية، وفي نفس الوقت يعرفون ما يدور خلف كواليس دول القرار والتاثير في المسالة السورية، بعد ان جال اعضاء المكتب التنفيذي على عواصم الفعل والثاثير، واصيبوا بشئ من الاحباط وقلة الحيلة بعد ان كان حماسهم يدفعهم ليكونوا نبض الشارع، ومراة مطالب الثوار على الارض، فوقعوا في حيرة من امرهم؟؟ واصبحوا مقيدين بتقاطع المصالح وصراع الارادات الدولية حول سوريا وثورة الكرامة.
وسط هذا الكم من التشويش والضبابية التي تسد الافق، وتمادي قطعان القتلة والماجورين في ارتكاب افضع الجرائم بحق السوريين في كل المدن المنادية باستئصال النظام ،ورموزه، ومحاكمة المجرمين، ومن تعمدت ايديهم بدماء اهلهم في سوريا، لابد من اعادة ضبط بوصلة الحراك وتوحيد الجهود على تواصل الحراك الشعبي على امتداد المدن والبلدات في انحاء سوريا، ومحاولة توفير الدعم للجيش السوري الحر للدفاع عن المدنيين والمتظاهرين، وان كانت المواجهة غير متكافئة بالمنطق التكتيكي، لكنه استنزاف لقوة الالة العسكرية للنظام، وعمل فاعل في خلخلة تماسك المؤسسة العسكرية في تنفيذ عمليات القتل الممنهج، علاوة على ان الاستمرارية تعني تجفيف موارد النظام والتاثير على قدرته على الاستمرارية في انتهاج مسلسل القتل بالطريقة التي بداها، وكان ابواقه في كل يوم يؤكدون السيطرة على الامور وكان شيئا لم يكن، ومن هنا كان فعل الحراك الشعبي في احداث الخلخلة في جسد المنظومة المتهالكة، وتزايد الانشقاقات العسكرية من مختلف الرتب والمرتبات، وانحيازهم الى جانب الشعب الذبيح، وما ساهم في ارباك النظام ايضا تردي الوضع الاقتصادي وتدهور قيمة العملة السورية والتضخم في اعلى مستوياته، لتكون المرحلة القريبة القادمة. اكثر دراماتيكية في تسجيل مسوغات السقوط المريع للنظام، وعند بروز بعض تلك المؤشرات ستسارع الامم الى الاعلان بوقوفها الى جانب الثورة ومواكبة ما يستجد، ذلك ما نعول عليه دون المطالبة بالتسليح الذي لايستطيع اي من الدول الاقليمية تقديمه للثورة،  ما لم تتوفر الارادة الدولية الغائبة المغيبة، دعونا هنا لنتوقف عن مقايضة الوهم بالوهم، وعدم توجيه سهام الاقصاء والنبذ والتخوين لاي من رموز الحراك حيث ان ثورتنا ولدت بسواعد الاطفال،  وحاول الكبار اللحاق بركبها، فمن الخطا التركيز على المساجلات التي لا تقدم ولا تؤخر،،،،، وان غدا لناظره قريب ؟؟؟؟ 


* صحفي سوري مغترب

(85)    هل أعجبتك المقالة (104)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي