صباح الدم المراق في شوارع بابا عمرو..
صباح الدم الذي يسيل في الزواريب والحارات..
صباح الأشلاء التي مزقها الرصاص والقذائف...
صباح الجوعى الذين أرهقهم الجوع..
صباح العطشى الذين لم ترو ظمأهم قطرة ماء من النيل أو الفرات..
صباح الأمهات والثكالى والأيامى واليتامى والأرامل..
صباح الدموع التي تسيل على وجنات الحرائر..
صباح الصامدين في بابا عمرو.. صباح الساكنين في قلب البطولة الذين تصدوا لآلة القتل الأسدية بلحمهم العاري..
صباح الأطفال الذين فقدوا الابتسامة تحت الحصار..
صباح الجيش السوري الحر الذي كان على الوعد والعهد..
سلام على بابا عمرو يوم ثار وانتفض على الظلم ويوم قاتل صمد في وجه آلة الموت
سلام على بابا عمرو يوم ينتصر على الطاغية ويقذف به إلى مزبلة التاريخ
28 يوما من الصمود والقتال في وجه الدكتاتور وجنده وشبيحته وعصابته
28 وردة لعيون الباكيات المستغيثات بنخوة العرب دون جدوى
28 رحمة على أرواح شهداء بابا عمرو وشهيداتها
28 وردة تزهر من دماء الشهداء ودموع الثكالى والأرامل واليتامى.. تزهر غضبا ونارا تحرق بشار الأسد وعصابته الإرهابية المجرمة
28 وردة وتحية للجيش السوري الحر الذي قاتل واستبسل ودافع عن بابا عمرو كما ينبغي أن يدافع الرجال
28 وردة لمن تصدوا لآلة القتل الأسدية الطائفية البعثية فقاتلوا فقتلوا وقتلوا وكانوا على الوعد والعهد وقدموا الدماء رخيصة من أجل الحرية والكرامة والعدالة
28 وصمة عار على جبين روسيا والصين وإيران وحزب الله الذين قدموا المال والسلاح والرجال والغطاء والدعم للقاتل
28 سطرا في كتاب التاريخ المخزي لعرب لم ينتصروا لعروبتهم فاغتصبت نساؤهم في بابا عمرو وحمص وكل سوريا دون أن يحركوا ساكنا.
28 لطمة في وجوه أنظمة عربية لم تنقذ شابا ولا شيخا ولا طفلا ولا امرأة، ولم تداو جريحا ولم تدفن شهيدا في بابا عمرو.
28 تحية لشعب بابا عمرو العظيم الذي صنع لسوريا والعرب ملحمة في البطولة والإقدام والتضحية دون أن ينتظر موازين السياسة والدبلوماسية واجتماعات العرب والعجم والتوازن الاستراتيجي.
اليوم بابا عمرو في حمص السورية وقبلها مصراتة الليبية وغزة وجنين الفلسطينية وبيروت اللبنانية وهانوي الفيتنامية وستاليننجراد الروسية وكل المدن التي كسرت الطغاة.
لا أريد أن أكتب تحليلا سياسيا، فأي حبر يمكن أن يكتب عن دم بابا عمرو، وأي حبر يمكن أن يصف الدموع الساخنة التي ذرفتها مآقي الأمهات، وأي كلام يمكن أن يعبر عن بطولة "العين السورية في مواجهة مخرز الإرهاب البعثي الأسدي".
لا حبر يمكنه أن يسطر بطولات الشباب الذين تم تصفيتهم بدم بارد في بابا عمرو بعد أن اجتاح جراد الأسد المسلح الحي المسكون ببطولة سيذكرها التاريخ إلى الأبد.
بابا عمرو ليس حيا عاديا يمتد على مساحة كيلومتر واحد ويسكنه مائة وخمسة وعشرون ألف نسمة، بل هو بوابة الولوج إلى الحرية وعصر سوريا الجديد البعيد عن الحكم العلوي الطائفي البعثي الدموي الإجرامي الإرهابي، وريث الدم وهدم الكعبة واحتجاز الحجر الأسود وقتل الحجيج.
سينتصر بابا عمرو، وسينتصر الشعب السوري العظيم رغم أنف روسيا والصين وإيران وحزب الله والمتخاذلين من الأنظمة العربية لأن التاريخ يقف في صف الشعوب دائما.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية