أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

على خلفية الجعفري:"غزاة الديار" في سوريا... المهنة: سرقة... نهب... إعدام!

الخائفون على سوريا المستقبل لا يعيرون الانتباه الكبير لممارسات مشينة لا تبشر بالخير الكثير لهذا المستقبل، نظام فاق في ممارساته ما قرأناه عن تيمورلنك واجتياح عصاباته قبل مئات الأعوام لبلاد عديدة...

لا داعي للخوض في الشعارات التي يقرأها الشعب السوري على جدران منازله مع كل اجتياح يقوم به "غزاة الديار"... فالجند الذين يكتبون إهانات للشعب عن أبدية العائلة الأسدية وعن ربوبية بشار لا تأتي مصادفة ولا عفوية... هذه القضايا التي تجري مع معرفة مسبقة لتأثراتها السيكولوجية على البشر يزاد إليها تخيير الشعب السوري بين "الأسد أو إحراق البلد"... ليست اعتباطية لأننا نسمعها على ألسنة أبواق النظام من دمشق وهم يمارسون التشبيح الاعلامي ويفلت لسانهم فيكشف عن مكنونات مكبوتة ولو كان المقابل في الحوار حقوقيا أو أكاديميا أو حتى قوميا عربيا...
فلنتذكر شيئا، الكون كله متآمر!

بشار الجعفري يهذي في الجمعية العامة للأمم المتحدة... لا يترك بلدا ولا قناة ولا حتى محرك غوغل إلا واتهمه بالمؤامرة... بعد فضيحة دفاع باراك عن هذا النظام فلتت من لسان الجعفري جملة: السلاح الإسرائيلي يصل إلى السوريين..
ببساطة يستحمرنا الجعفري... ويستهبل عقولنا والعقل البشري الذي يعرف بأنه لو كان هناك أسلحة إسرائيلية لما جرى ما يجري في حوران على الأقل... الصمت الإسرائيلي على تحركات غزاة الديار بالقرب من المنطقة الحرام في الجولان فاحت رائحة الهدف منها... الشريط المسرب للقاء السفير الروسي في تل أبيب تعطينا فكرة عما يدور...
الجعفري وغيره يقرؤون من ذات النبع الذي يقدم الرواية بطريقة تستدعي السخرية والغضب أحيانا، فمن خطاب الخرجية إلى خطاب مقارنة ما جرى في نيويورك ولندن والسعودية والبحرين بما يجري في سوريا ثمة اختلال في توازن العقل وافتقاده الصواب...
وددت ولو لمرة واحدة أن يكف هؤلاء الأبواق عن المتاجرة باسم فلسطين في كل شيء يتحدثون عنه... فهذا الاستخدام الخطابي يقابله شيء آخر على امتداد الأراضي السورية الآن... من درعا جنوبا حتى حلب شمالا... فهذا النظام يعتقل مئات الفلسطينيين ( عدا عن أنه اتهم الفلسطينيين بداية الثورة بأنهم وراء ما أطلق عليه أعمال شغب) ونهب دورهم وحاصر مخيمهم في درعا وقصفه في الرمل باللاذقية وحمص... تنكيل وإعدامات وقنص وصل عدد ضحاياه في الثورة السورية 106 فلسطينيين... في مخيم اليرموك، كأكبر مخيم فلسطيني يشغل هذا النظام مافيا التشبيح ليعيد علينا قصة "الجولان" عبر المافيوزي ياسر قشلق وأبواق أحمد جبريل... يقتل الفلسطينيين في كل مكان يشارك فيه هؤلاء في مساعدة إخوتهم السوريين ( من مجزرة مسجد الكرك حتى اختفاء ممرضين وأطباء فلسطينيين من خارج المخيمات حتى... أكرر عدد الشهداء الفلسطينيين وصل إلى 106 حتى اللحظة وهو عدد يفوق ما استشهد في فلسطين عام 2011)... عداك عن التهديد الذي يرسله لمخيم اليرموك وحي التضامن بالقصف إن شارك بالثورة، والمشكلة هنا أن شخصا مثل طالب إبراهيم ( المحلل) وخالد العبود ومجموعة "رجا" التابعة لجبريل تقوم بالتحريض والتهديد... فهل يريد هؤلاء أن يستفزوا الفلسطينيين في سوريا لرفع السلاح والدفاع عن أنفسهم ليقول: إنها المؤامرة!... هو يدرك مع كل ما ملكت أبواقه من حناجر التداخل الفلسطيني- السوري، ويعرف تماما أن مشاركة الشباب الفلسطيني في الثورة السورية قائمة، ويدرك أيضا أن المخيم الفلسطيني الذي قصف في اللاذقية لا يمكنه أن يصمت في دمشق، فمخيم اليرموك لن يكون متفرجا إذا ما أمعن هذا النظام في استهدافه ويكفي التذكير بمحاولاته السقيمة للإيقاع بين المخيم ومحيطه عبر مجموعة من الإشاعات السخيفة التي سرعان ما كشف قبحها الشباب السوري والفلسطيني بعد مجزرة الخالصة ومحرقة الجولان...

وحتى لا نسترسل كثيرا بالأمر، فإن منظر الجندي السوري ومعه الشبيحة والأمن ليس بالمشهد المبشر لمستقبل سوريا فهذه مجرد عصابات تحاول عن قصد وبتخطيط وتنظيم ومنهجية ضرب المجتمع السوري بعضه ببعض... السرقات والنهب والإذلال على وقع تصفيق جزء من أبناء الوطن والذين هم جيران للمناطق المستهدفة لا تبشر بالكثير...
تيمورلنك حين كانت قواته تجتاح كانت تقوم بالنهب والسبي وقطع الرؤوس... كان هذا قبل مئات السنوات... في "سوريا الأسد" نحن اليوم أمام مشهد همجي جديد لا يمت لفلسفة بشار الجعفري وبكائياته في الأمم المتحدة، فكل شيء يجري موثق ومكشوف ومصور... لا شيء يستدعي هذه المقارنة السخيفة بين احتلال صهيوني وبين ما يقوم به من يفترض أنه جيش وطني، لكن طالما أن الجعفري اختار أن يقارن، وقبله كشف لنا رامي مخلوف المعنى الحقيقي للممانعة، فليعرف الجعفري شيئا مهما...
هنا في فلسطين يوجد احتلال... وهنا في فلسطين ( وتحديدا في هذا الزمن) لا يمكن لجندي صهيوني أن يستل حربته لجز بها رقاب شباب فلسطيني بدون رد... أي أن الفلسطينيين على الأقل حين يواجهون ممارسات بشار بأيدي محتلة فهم يردون بكل قوتهم ولا يكون مطلوب منهم أن يصمتوا على امتهان كرامتهم ولا نهب ثلاجات بيوتهم وحرق مساجدهم وتدنيس كنائسهم... لا يسمح للجندي الصهيوني أن يعري نسوة فلسطين على الحواجز كما يفعل جنود بشار... ولا حاجة للخوض في الممارسات الموثقة للخطف الذي يقوم به شبيحة الأسد في كل مكان يصلون إليه...

نعم الأمم المتحدة لم تستطع إعادة تعمير مدارس غزة... لكن تلك مقاربة مفلسة لسبب بسيط جدا: بهذه النوعية من الأنظمة التي تتهاوى ومنها حارس الحدود في الجولان تحتمي الصهيونية... ولا حاجة لنا أيضا للخوض في تفاصيل التعاون والزيارات المتبادلة والمفاوضات المباشرة وغير المباشرة... ولا للتذكير بشعار" ليقلع كل شوكه بيده" حين انعقد مؤتمر مدريد... فماذا فعلت الممانعة غير إرسال مجموعة من المنافقين وعلى رأسهم غوار الطوشة ليقرفنا بانسانيته في غزة ويحرض على ذبح شعبه...
الأخلاق ليست "خيار وفقوس" وليست وجبة "تيك أواي"... هل الأمر واضح للسيد الجعفري؟

نعم الخليج ليس منظومة ديمقراطية، لكن لدينا على الأقل الكويت التي فيها من الصحف والنواب من غير تلك النوعية المصفقة "للأبد"... وليس لدينا قصف للمدن وذبح بالسكاكين ولا تهجير للسكان بهذا الشكل الوحشي الذي يمنع حتى الماء والدواء في ممارسة تشبه العقوبات الجماعية من المفكرة الصهيونية...
هذا النفاق الذي يمارسه الجعفري يحتاج لقليل من الأدب الذي يدعي أنه درسه... وهو نفاق لا يحتاج للاستشهاد بالقرآن على طريقة سيده بشار والشيخ شريف شحادة... فقد رأينا ورأى السوريون كيف كان رمضان الماضي في حماة وغيرها...

التشويش الذي يمارسه هذا النظام بكل بلاهة لا يجد له مكانا سوى عند بعض المنتفعين الذين باتوا الآن يشعرون كم أن هذا النظام أصبح عبئا وخطرا على مستقبل سوريا في ظل المجزرة المتنقلة من مكان لآخر في سوريا...

أجد نفسي مجبرا للطلب من الجعفري ومن القارئ أن يشاهد الفيلم التالي: http://www.youtube.com/watch?v=u32zRFzspLM&feature=share
عن النهب الذي يمارسه غزاة الديار وهم خارجون بانتصار على قرية التريمسة في محافظة حماة، لكن الانتصار يستدعي نهب ممتلكات السكان من حافلات ودراجات وثلاجات وأدوات منزلية.... لكن راقبوا أن الفيلم المسرب يهتف فيه سكان قرية أخرى للغزاة ويدعون الله أن يحميهم رغم معرفتهم أن هؤلاء مجرد سرسرية سرقوا ممتلكات جيرانهم...

هذا مجرد نموذج بسيط لما يجري في سوريا من استباحة همجية من درعا جنوبا حتى ادلب شمالا... فهل بهذا الجيش يتفاخر الجعفري وبشار وأبواقه؟
هل بذبح الشباب بالسكاكين في بابا عمرو تكون المقاومة والممانعة؟ هل في حرق بيوت الزبداني ودير الزور وحوران يكون الانتصار؟ هل في نهب المحلات التجارية حتى في محيط العاصمة السورية ومنها برزة تكون سوريا الجديدة؟ وهل بهذا الجيش وهؤلاء الشبيحة كان ينتظر "الوقت المناسب" للرد على انتهاك الصهاينة للسيادة السورية في أكثر من مكان؟ هل الرد هو من النوع الذي جرى في حرستا ودوما والإنشاءات وممارسات العار في حلب وريفها من إطلاق لعصابات بسيوف وخناجر لتختطف وتطلب فدية وتفرض الخوة على طريقة المافيا على أصحاب المحلات؟
البعض لم يكن ليصدق أن من يحكم دمشق هم مجرد عصابة يلتف حولها مجموعة من الانتهازيين الذين يرتعدون لمجرد ذكر سقوط بشار، لكن قائمة الممارسات المشينة التي لم يكن يصدقها البعض وصلت إلى الحد الذي بات يدخل معظم حارات ومدن سوريا، فما عاد أحد يصدق أن جيش بشار عبارة عن "جيش وطني عقائدي" كالحمل الوديع مع شعبه... فما هي العقيدة التي يتصرف وفقها مجرمو حرب يوجهون جنودهم نحو النهب والقتل والسحل وامتهان الكرامة الإنسانية باسم محاربة "العصابات المسلحة"؟ هل هي العقيدة التي ترى التريمسة وغيرها مشاعا؟ وهل هي العقيدة التي ترى أن كل شيء مباح بالاستقواء على المدنيين ثم يلوذون في جحورهم في الجولان؟

بشار الجعفري ومن خلفه العصابة الحاكمة يستطيعون أن يقولوا ما أرادوا وأن يجبلوا إلى قناة "الدنيا" من أرادوا ويمكنهم اجتياح كل قرية ومدينة بالدبابات وقصف بالصواريخ والقذائف... لكنهم بالتأكيد لن يستطيعوا السيطرة على الفوضى التي يختلقونها في الأراضي السورية... والأهم أن الشعب السوري الذي يرى حقيقة هذا النظام وغزاة الديار وصفاقة الخطاب المزدوج والمنفصم عن الواقع والممارسات سيؤدي إلى كارثة إذا لم يكن هناك من عقلاء يقفون ليقولوا ولمرة واحدة وفي دمشق: كفى... وكفى تعني كفى!





الياس س الياس/ الناصرة
(105)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي