أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الذكرى ال18 لتأسيس لجان الدفاع

بيان بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان
والذكرى الثامنة عشر لتأسيس لجان الدفاع


تمر الذكرى 59 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان والوضع العالمي لحقوق الإنسان في حال مقلق فالحروب من جهة والحروب الأهلية بصورة خاصة تنتهك حياة الإنسان في مناطق عديدة من العالم ويذهب ضحيتها ألاف من البشر يوميا مجانا جلهم من المدنيين الأطفال أو النساء ، و تدفع هذه الحروب ملايين من البشر باتجاه الهروب إلى مناطق أمنة والاضطرار إلى العيش في ظروف حياتية سيئة كلاجئين ،أيضا لايزال استغلال الإنسان لأخيه الإنسان قائما على قدم وساق على صعد مختلف وبوسائل وطرق مختلفة لعل أهمها الاستغلال الجسدي للنساء والأطفال والعنف ضدهما والاستغلال الجنسي، ويتعرض ملايين من البشر للإفقار يوميا سواء بفعل سياسات اقتصادية دولية أم بفعل سياسات محلية لكثير من دول العالم المتخلف ويعيش ملايين البشر تحت خط الفقر، قدرت بعض المنظمات الدولية إعدادهم بأكثر من مليار ونصف من البشر ملايين منهم يتعرضون للموت و بصورة خاصة في أفريقيا و أمريكا الجنوبية وبعض دول أسيا، ولا يزا ل القمع والعنف يعم أقطارا عديدة في العالم مقيدا حريات الناس ومدمرا لقدراتهم في الإبداع والمشاركة في تحديد مصيرهم، ولا يزال في السجون ألاف من الناس الذين ابدوا أراء تعارض حكوماتهم، وآخرون يتعرضون للقمع بأشكال أخرى نتيجة موقفهم هذا ، أيضا لاتزال قوميات أو شعوب وأقليات أثنية أو دينية هنا وهناك في العالم تتعرض للاضطهاد بسبب انتمائها هذا أو بسبب مطالباتها بحقوقها العادلة ، أيضا يتنامى الإرهاب بلبوس ملونة وتحت شعارات نبيلة عديدة حاصدا المزيد من الضحايا كل يوم في بلدان مختلفة من العالم : ويشكل التلوث البيئي المقصود الانتهاك الأكبر لحياة البشر وحقوقهم في بيئة نظيفة غير مهددة بالانقراض وحقهم بالعيش في عالم جميل من الطبيعة والحياة.
أيضا جدير بالذكر التنويه إلى احتلا ل إسرائيل لأراضي سورية منذ أكثر من أربعين عاما دون وجه حق، والتي ترفض إعادتها حتى اللحظة إلى سوريا

وان كان هذا الجانب معتما إلا أن تصاعد حركات الحقوق المدنية وحقوق الإنسان في العالم يلقي ضوءا مشعا على المشهد العالمي ، إن تنامي قوى المجتمع المدني العالمي بصورها المختلفة
ولعلي أرى في صعود الحركات الاجتماعية والإنسانية المستقلة عن سياسات حكوماتها والتي تعبر في جوهرها عن بعد إنساني بالدرجة الأولى يضع مصالح البشر باعتبارهم إنسان أولا يعيش في عالم صغير يحتاج السلام والتعايش السلمي فيما بينه بصورة عادلة وحضارية وندية علم تسوده المساواة والحرية حيث الإنسان هو الغاية الاسمي لهذه الحركات المتنامية في إرجاء العالم كل ذلك ارتبط بنهوض ساسة جديدة للمجتمع الدولي تقضي بنش ر الديمقراطية وحقوق الإنسان / إن عالما جديدا إنسانيا مشرقا ينهض ولو استغرق نهوضه سنوات طويلة مضنية.
لقد انتعشت في هذا المناخ منظمات حقوق الإنسان الدولية بصورة خاصة وتنامت قدراتها واتسع انتشارها مكانا وتنوعا وعظم شأنها. الأمر الذي انعكس ايجا با على حركات حقوق الإنسان في المجتمعات الفقيرة والمقموعة وقوى شوكتها في السنوات الأولى من مطلع الإلف الثالثة : رغم وجود منظمات دولية أو إقليمية استغلت هذا المناخ لتحقيق مأرب سياسية محددة لدول معينةا و لتحقيق مآرب مادية شخصية للمسيطرين على تلك الجمعيات الدولية أو الإقليمية، فولغت في وعاء الفساد وإفساد بعض الإفراد ألضعيفي النفوس واستغلالهم لأغراض مادية وضيعة، واستغلالهم كأدوات إعلامية فارغة لتمرير صفقاتهم المالية.

نحتفل اليوم أيضا بمرور 18 عاماً على انطلاقة لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان من العام 1989، والتي تنشط بروح عالية من المسؤولية موضحة ماهية عملها الحقوقي الاجتماعي الديمقراطي من رصد وكشف انتهاكات حقوق الإنسان والعمل مع المهتمين على نشر فكر وثقافة حقوق الإنسان في المجتمع السوري والبحث عن آليات متنوعة لإغناء وتأصيل القيم الإنسانية الديمقراطية.

ولاتزال لجان الدفاع تعمل في هذا الإطار رغم ما تعرضت له من تضيق وترهيب و اعتقالات ومحاولات لشق صفوفها وتشتيت قواها عبر إفراد أضاعوا رشدهم وأخلاقهم ، معتمدة في سلوكها على أرضية إنسانية أخلاقية ، مؤسسة مواقفها على مدى احترام وتعزيز وصون الحريات الأساسية بالاستناد إلى المواثيق والمعاهدات التي صادقت عليها سوريا إضافة للدستور السوري خاصة الفصل الرابع منه ، معتبرة كل التجارب القاسية التي مرت بها ، و مبتعدة عن حالة المهاترة والتناحر والإقصاء الذي يمارس ألان في الساحة الحقوقية والمدنية بصورة عامة .
ومن جهة أخرى تتوجه لجان الدفاع دوما لفتح قنوات اتصال وحوار دائم مع جميع القوى السياسية والجمعيات المدنية في سوريا لإقامة علاقات واضحة وصريحة معها بما يخدم ويعزز احترام إنسانية الإنسان ولعل إعادة ترميم الشبكة السورية لحقوق الإنسان يشكل الخطوة الأولى في هذا الاتجاه ، مثلما تسعى لبناء علاقات واضحة مع المنظمات العربية والدولية غير الحكومية من اجل التواصل إلى آليات عمل مشتركة تخدم قضايا حقوق الإنسان على الصعيدين الإقليمي والعالمي .

وعليه فان لجان الدفاع ترى أن برنامج عملها للفترة القادمة يقوم على العمل من اجل:

1 – وضع ميثاق شرف حقوقي يشكل مرجعية أدبية وأخلاقية لحركة حقوق الإنسان السورية ،غي ظل غياب المرجعية القانونية ، ويؤسس لمرحلة نهوض جديدة لحركة حقوق الإنسان السورية من المستنقع الذي تراوح فيه ألان .

2 - من اجل إطلاق حرية تشكيل الجمعيات الأهلية عبر قانون عصري للجمعيات، ودعم المجتمع المدني خاصة ( أن هذه الجمعيات توضع موضع اتهام وشبهات غير منتهية ) وهو الأمر الذي يقيد عمل هذه الجمعيات ولا يجعلها تقوم بالدور المنتظر منها ثم لابد من إعادة مسار العلاقة بين المجتمع المدني والدولة وان تفسح الحكومة المجال لكي يقوم المجتمع المدني بدوره التنموي والتنويري .

3 - دعم متطلبات المواطن الأساسية أمام أزمات خانقة غير منتهية ( الغلاء الفاحش- أزمة المحروقات – الفقر- البطالة – الفساد – غياب المحاسبة ) خصوصا أن هذه الأمور تضاعف من هموم المواطنين بالشكل الذي يؤدي بهم إلى الانفجار الشعبي أو خروج أجيال ناقمة على الأوضاع الحالية ومن ثم لن يهتم هؤلاء بمعاني الانتماء للوطن لأنهم لا يشعرون باهتمام الوطن بهم .

4 - دعم حرية الرأي والتعبير خاصة أن العام الجاري شهد أزمات عديدة ترجع إلى انتهاك الحق في التعبير عن الرأي

5 - طي ملف الاعتقالات التعسفية والإفراج عن المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي

6 = تكريس سلطة القانون واحترام واستقلال السلطة القضائية واحترام حقوق الإنسان


7 - دعم الأحزاب السياسية ورفع الحظر عنها حتى لا يستمر الوضع القائم بشكل يؤدي بالتعددية السياسية إلى مرحلة خطيرة من الانقسامات و الجمود الحزبي في ظل التضييق والخناق الملحوظ على نشاطهم .، عبر إصدار قانون عصري للأحزاب..

8 - ان دعم الشبكة السورية لحقوق الانسان هو دعم ومساندة لحركة حقوق الانسان السورية.

مجلس الأمناء في لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان


دمشق
10/12/2007

(128)    هل أعجبتك المقالة (143)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي