المقال باللهجة المحكية.
الصورة أرشيفية.
"كنت شوفها دايما بس ننزل لسورية بالصيف كنت حسها كائن غريب تضل مبتسمة رغم كل ظروفها
القاسية" والمرارة والفقر اللي بملامح وجهها المدور الشاحب الصغير ... كانت عيونها مدورة وكبيرة شديد البياض والسواد وشعرها أسود لميع كيف ماكان ملحوش لورا أو على جنب كان مظهر هالطفلة بيوحي انو الاهتمام بالجاذبية والأنوثة آخر اهتمامتها ومع هيك كانت حلوة أحلي بنت بشوفها بحياتي
ومرة دقت الباب علي ... كنت لوحدي وقفت ورا الباب وقلت مين ولما اطلعت من العين ماشفت حدا
رجعت دقت مرة تانية وسمعت صوت خافت صغير
- أنا كنانة خالة بتسلم عليكي ماما وبتقلك اذا بدك أي مساعدة نحنا وياها جاهزين
- تطلعت فيها كانت حافية وواقفة قدام الباب متل الوردة كانت حلوة كتير وتمنيت الله يبعتلي بنوتة متلها
ماشي ياكنانة ..... حبيبتي لابقا تيجي حافية بخاف عليكي تنجرحي او تتوسخ رجليكي
- حاضر خالة أنا بس أجي بلبس شحاطة أخي .. كنان ... الفرق بينا بس دويرة وخط
وأخدت ايدي ورسمت دائرة وفوقها خط وكزت على سنانها وقالت ات حرف الات وسنة أنا عمري دويرة بس بلا خط ههههههه خمسة يعني
ولما فهمت شو القصد ضحكت وقلت لها ماشي اتفقنا ياكنانة أم حرف التاء
وكنت كل ماروح وارجع أنا وزوجي نشوفها جاية من الدكانة لابسة شحاطة أخوها اللي أكبر منه ومعها أغراض كتير نشيل معها ونتمشى بالحارة على أنغام جرها لشحاطة أخوها الكبيرة
- آنسة هههه قصدي خالة ... أنا بجيب أغراض لكل البناية ... لاتفكري هيدول الغراض كلون إلنا
أنا بحب ساعد الناس ههههه هيدول الاغراض لأم حاتم ..... امي قالت خطي ضلي شقي عليها ياكنانة وشو في شو لازمها وكل ماجيب غراض بتعزم أمي على فنجان قهوة وبيقعدو يحكوا ويفصفصوا بزر وأنا بتفرج على توم وجيري
كان أبوه لكنانة متزوج على أمها ومعيش الضرتين مع بعض ، الجديدة كانت تشتغل بالبيوت كل شي مونة ونتضيف وكل شي بيخطر على البال
وأمها لكنانة كانت تساعد زوجها بشغله كان يجمع كل شي ويبيعه ، أنا كنت قدر وظيفته كان يجمع النفايات ويصنفها ويبيعها بلاستيك ألومنيوم حديد وكل شي وكل كم شهر تيجي شاحنة كبيرة وتجمع كل هالكراكيب والشغلات التي تحتل أحيانا مدخل البناية ويبيعها
كانت كنانة ذكية كتير وكانت كل ماشوفها تفاجأني بسؤال أو تعليق يخليني أتأمل فيها كتير
ومرة شافت زلاجة بنت أختي وصارت معركة بينهن ووعدتها جيب لها زلاجة أحلى منها بكتير
وسافرنا وقررت بس ارجع جيب زلاجة لكنانة
ومرت الأيام الله رزقني بأمل بنت متل القمر والله العظيم بتشبه كنانة كتير
حكيت مع أم حاتم أطمن عليها وأسألها عن الأوضاع
- يابنتي عطيت كنانة ١٠٠٠ ليرة لحتى تجيب لي كم غرض وتدفع للسمان ، ومن أسبوع مارجعت وماعدت شفتها ولاسمعت عنها شي
أم حاتم ست كبيرة ويالله تمشي اتصلت على الجيران ماحدا خبرني شي
وبعد أسبوع حكيت مع أم حاتم قالت لي:
- كنانة وهي راجعة من الدكان صابتها قذيفة هاون
أخوها ملاقي الشحاطة على جنب الطريق والبنت لحد هلأ ماعرفوا فيها شو صار
والحمد لله يابنتي السمان قلي إنو ماكان معه فراطة وماعطى كنانة باقي المصاري وجاب لي ياهن وحكالي شو صار يابنتي السمان عمره ٦٥ سنة لو شفتيه كيف كان يبكي وهو على الباب مابتصدقي بكي لحتى نشفت دموعه
ألو يابنتي شو وين رحتي شو صار معك .... كنت أقبل زلاجات كنانة وأبكي كما لم أبكِ من قبل في حياتي".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية