أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تقرير مترجم: "بيطري" يعالج مصابين سوريين في حمص

عكف طبيب بيطري في مستشفى ميداني في منطقة «بابا عمرو» بمدينة حمص السورية، على تضميد بعض المصابين من الجروح التي اصيبوا بها نظراً لعدم وجود طبيب بشري. ويقول مراسل «ذي صنداي تايمز»، وجدت الطبيب البيطري يجاهد نفسه لمعالجة الجرحى الذين اصيبوا جراء القناصة والقصف المدفعي في منطقة بابا عمرو، احد الجيوب التي تعرض سكانها البالغ تعدادهم 28 الف نسمة، للحصار بسبب القصف المستمر. ويستخدم الطبيب خبرته في تشريح الأغنام لمعالجة الجروح التي تهدد حياة البشر في غرفة جلوس بأحد المنازل. احد مرضاه رجل يبلغ (33) عاماً يعمل في مهنة تصليح الهواتف المحمولة، يسمى محمد محمد، اصيب في ظهره برصاصة قناصين، الا ان الطلقة انتقلت من ظهره لتستقر في صدره، وظهر الخوف على عيني محمد عندما ادخل الطبيب أنبوباً في صدره لشفط الدم وتخفيف الضغط عن القلب. مريض اخر اسمه زكريا مطلق، نجار يبلغ من العمر (26 عاماً) يعاني جروحاً في الفخذ وكسراً في القدم بسبب قذيفة، ويرى الطبيب ان الأولوية ان يحافظ على الجرح نظيفاً.

لم يكن مسموحاً بذكر اسم هذا الطبيب او تحديد موقع المستشفى المؤقت، فقد دمر الجيش السوري ثلاثاً مما يطلق عليها مستشفيات ميدانية في بابا عمرو، احد استحكامات المعارضة، منذ بداية الحصار قبل 15 يوماً.

واصيب كل من محمد ومطلق بتلك الإصابات بعد ان دخلا منزلاً تعرض للانفجار ليجدا ربة البيت وقد تقطعت اوصالها والأب انشطر نصفين جراء شظية، وابنتا الزوجين ماتتا او تحتضران. وتعكس محنة الرجلين ما يتعرض له المدنيون الذين يجاهدون للاختباء في الأقبية او الفرار من منزل لمنزل لتجنب القصف العشوائي لقوات الأسد، في الوقت الذي يتزايد فيه عديد القوات حول مدينة حمص استعداداً لهجوم ارضي.

في ذلك القبو، الذي يطلقون عليه «قبو الأرامل»، يحاصر الخوف الأطفال والنساء، حيث تتعرض مدينة حمص لأسبوعين من القصف الكثيف بلا هوادة. القبو الذي يعود الى مصنع اخشاب في منطقة بابا عمرو، تعيش فيه مجموعة من النساء والأطفال. (نور ـ 22 عاماً) التي فقدت زوجها ومنزلها جراء القصف تقول «دمر صاروخ منزلنا ولهذا ظل 17 منا يعيش في غرفة واحدة».

وتتذكر (نور) ذكريات تلك الأيام بينما يتعلق بعباءتها ابنتها (ميمي ـ ثلاث سنوات) وابنها (محمد ـ خمس سنوات) «لم يكن لدينا سوى السكر والماء، وليومين متواصلين، ولهذا ذهب زوجي ليبحث لنا عن خبز»، كان ذلك اخر عهدها بزوجها الذي تقطع اربا جراء قذيفة هاون. وبالنسبة لـ(نور) كان الأمر مأساة مزدوجة لأن اخاها آدم لقي حتفه ايضا بجانب زوجها.

كل امرأة في ذلك القبو تروي مأساة مختلفة، فهو احد الأقبية القليلة في بابا عمرو، حيث تتكدس الوسائد الإسفنجية بجانب الجدران، وحيث لم يشاهد الاطفال ضوء الشمس منذ بداية الحصار في الرابع من فبراير الجاري، معظم الأسر تركت منازلها بالملابس التي ترتديها، وينضب معين الطعام سريعاً، ولا يتوافر في القبو سوى الأرز والشاي وبعض صناديق التونا، عثر عليها احد الشيوخ من بقالة تعرضت للقصف. وعلى اسطح جامعة البعث وبعض الأبنية العالية المحيطة بـ«بابا عمرو» ينتشر القناصة الذين يطلقون النار على أي مدني يقع في مرمى بصرهم. جميع منازل المدينة تأثرت بالقصف، وفي بعض الشوارع انهارت بنايات بأكملها ولا ترى سوى الملابس الممزقة والأعمدة المكسرة والأثاث المبعثر، لم يكن هنا هواتف وتم قطع خدمة الكهرباء، اضحت مدينة للبرد والجوع يتردد على جوانبها صدى القذائف، جميع المتاجر مغلقة، وجميع من لقوا حتفهم او تعرضوا لجروح كانوا يسعون للحصول على طعام لهم ولأطفالهم، ودرجت الأسر على مشاركة ما لديها من طعام مع اقربائها المعدمين، وخوفاً من اعين القناصة التي لا ترحم لجأت بعض الأسر الأسبوع الماضي الى إلقاء الخبز لأقربائها عبر السطوح او التسلل عبر الأبنية.

وحفر الجيش السوري خندقاً عميقاً عبر معظم المنطقة، ومنع أي شخص من الدخول او الخروج، ويسعى الجيش لإخماد المقاومة في حمص وحماة ومدن اخرى ثارت ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد. ويلقى «جيش سورية الحر» دعماً من المدنيين الذين يعتبرونه المدافع عنهم، الا ان المعركة غير متكافئة بين دبابات وأسلحة ثقيلة في مواجهة كلاشنكوفات جيش سورية الحر. ويحاصر المنطقة اكثر من 5000 جندي حكومي استعداداً في ما يبدو لهجوم ارضي، ويرقب المدنيون بخوف عواقب ذلك الهجوم، وعلى شفاه كل واحد منهم يرتسم التساؤل: «لماذا يهجرنا العالم؟».

الأسبوع الماضي عبر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن قلقه بما يجري في سورية قائلاً «نرى الضواحي تتعرض للقصف العشوائي، والمستشفيات يتم استخدامها مراكز للتعذيب، واطفال في سن العاشرة يقتلون وتُساء معاملتهم، ونعتقد بلاشك ان هناك جرائم ترتكب ضد الانسانية»، وعلى الرغم من ذلك لم تهب الأسرة الدولية لمساعدة الأبرياء المحاصرين وسط النيران.

(عبدالمجيد) الذي يساعد على اخراج الجرحى من المنازل المدمرة ارسل نداء قصيرا «ارجو ان تخبروا العالم بأن يهب لمساعدتنا»، ويضيف بعينين مليئتين بالرعب «فقط أوقفوا التفجير أوقفوا القصف».

يقول مراسل «ذي صنداي تايمز» دخلت مدينة حمص متسللاً، متسلقاً الحوائط في جنح الظلام عبر الخنادق المليئة بالوحول في الساعات الاولى من الصباح، لتستقبلني مجموعة تهتم بالمراسلين الأجانب الذين يكشفون للعالم الخارجي ما تعانيه المدينة من محنة، اخذوني بسرعة على ظهر شاحنة ومضوا بي مسرعين من دون اشعال الأنوار الأمامية للسيارة. وكان كل واحد يجلس في الخلف يصرخ بأعلى صوته «الله اكبر، الله اكبر»، وعندها فتح الجيش السوري النار علينا، وعندما هدأت الأمور اخذوني في سيارة صغيرة عبر الشوارع المظلمة الخالية، وعندما وصلنا مكاناً واسعاً من الطريق فتح الجنود علينا النار فأسرعنا بالاختباء خلف بعض المباني.

ترجمة: الإمارات اليوم
(116)    هل أعجبتك المقالة (122)

عاشق بشار

2012-02-22

.... الله على بشار وعلى كل من يحمل مودة لبشار بعد اللي حصل . جايينك ... جايينك والله لو بيدفنوك في القطب الشمالي وحيد . رح ندوب جليد القطب الشمالي كله و نجيبك.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي